مين ده اللي واقف ورا المدير الفني؟ سؤال عادي من الممكن أن يسأله أي مشجع كورة دون أن يعرف ما هي اختصاصات هذا الرجل. وقد يكون السؤال علي طريقة الطرفة التي شاعت علي الفيسبوك عقب ظهور المحترم المقدم شريف خلف اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق عند إذاعة بيان التنحي الشهير وتحت عنوان »الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان«. وقد تكون نفس العبارة هي مدخلنا لهذا التحقيق الرياضي مع تغيير طفيف »مين الراجل اللي واقف ورا الراجل الأول«؟ إذن الرجل الثاني في الجهاز الفني ما هي مواصفاته وما أهم سماته؟ أو بمعني أدق ما تركيبة شخصيته؟ هل هو متعاون أم أونطجي أم هو مطيع أم متمرد؟ ومتي يكون متمرداً؟ هل هو صاحب قرار في قاعة المحاضرات وله رأي في الخطة والتشكيل؟! أم أنه طرطور يردد سمعاً وطاعة يا كابتن؟ هل الرجل الثاني الغامض أحياناً.. المجهول أحياناً أخري له رأي في التغييرات أثناء المباريات؟ أم أن دوره يتوقف فقط عند كلمة قوم سخَّن يا حسين، أو يا حسن؟ أما السؤال المهم فهو هل يصلح الراجل اللي واقف وراء المدير الفني في أن يكون رجلاً أولاً إذا ما حكمت الظروف؟! الرجال أنواع نخش في الموضوع علي طول بدون ترتيب، وبدون لف أو دوران! لنتعرف عن قرب علي أنواع وشخصيات الرجل الثاني. في البداية نشير إلي أن الرجل الثاني في أي جهاز فني لأي ناد في الدوري الممتاز يحمل صفة »المدرب العام« وهي تسمية للتدليل والدلع والبرستيج فقط، وفي البلدان المتطورة والمتقدمة والمحترمة كروياً يطلقون علي الرجل الثاني اسم المدرب المساعد. المهم.. المدرب العام في مصر أو المدرب المساعد- كما قلنا- أنواع.. فهناك نوع مجتهد للغاية.. متعلم.. حاصل علي دورات تدريبية.. كل همه في الحياة تدريب الفريق الذي يعمل معه تدريباً منتظماً صباحاً ومساء وينفذ تعليمات الرجل الأول بدقة وطبقاً للمواعيد. وهذه النوعية من الرجل الثاني هم الغلبية المحترمة بين المدربين وهم معروفون بالاسم وتجدهم دائماً مرتبطون بمدربين معروفين ومشهورين.. من هؤلاء المدربين علي سبيل المثال وليس الحصر غانم سلطان فهو مع فاروق جعفر في أي مكان يذهب إليه الرجل الأول، ومحمد إبراهيم مع طلعت يوسف، وهاني العقبي مع مختار مختار، وطارق سليمان مع التوأم حسام وإبراهيم حسن من المصري إلي المصرية للاتصالات ثم إلي الزمالك.. ومنهم أيضاً محمود صالح مع انبي، وأيضاً ........ مع حلمي طولان. وهناك مديرون فنيون يرفضون تماماً التخلي عن الرجل الثاني الذي يعمل معهم عند التعاقد مع أي فريق حتي ولو كلفه ذلك فشل مفاوضات التعاقد ومن هؤلاء المدربين طه بصري الذي يرفض التخلي عن رجله الثاني (المحترم) يحيي إسماعيل، ويصر علي أن يرافقه إلي أي مكان يذهب إليه، وتم ذلك علي مدار ما يقرب من 21 عاماً وحتي هذا الاسبوع عندما تعاقد بصري علي تدريب ومعه يحيي إسماعيل مدرباً عاماً. وهناك من يحمل لقب المدرب العام لكنه »كفته« أو »مسنود« من رئيس النادي أو رئيس الشركة ولا يقدم لفريقه شيء باستثناء صرف الراتب أول كل شهر والذي يعد سبوبة فقط ولا غير!! وفي هذه الحالة يشيل الرجل الأول الليلة ومعه مدربون صغار السن. وهذه النوعية لحسن الحظ قليلي العدد ومعروفون بالاسم وهم »أونطجية« شطار في الكلام أما في التدريب فهم أجهل من دابة!! وللمؤتمرات.. رجال! الرجل الثاني دائماً وغالباً ما يكون بعيداً عن الأضواء والتصريحات الإعلامية لكن هناك نوعان من الرجل الثاني لا يكتفون بالوقوف خلف »عمر سليمان«- عفواً خلف الرجل الأول- بل هناك من تدفعه الظروف لأن يقف أمام الكاميرات إما مجبراً أو طبقاً لاتفاق مسبق مع المدير الفني. والنوع الأول المجبر يضطر إلي الظهور في المؤتمرات الصحفية بناء علي رغبة المدير الفني »الرجل الأول« وبصفة خاصة عندما ينهزم فريقه أو يتعادل أمام فريق صغير كحيان.. فيقوم الرجل الأول بالدفع بالرجل الثاني للمؤتمر الصحفي »عنوة« ليبرر الهزيمة أو فقد النقاط حتي لا تنهال الانتقادات علي رأس المدير الفني.. فيكون الرجل الثاني المصد للاتهامات حتي ولو كانت خارجة! ومن أمثلة هؤلاء طارق سليمان المدرب العام للزمالك الذي لا يظهر أبداً في المؤتمر الصحفي إلا إذا كان الزمالك متعادلاً أو مهزوماً، وارجعوا للمؤتمرات التي أقيمت علي مدار 81 جولة سابقة للتأكد من هذه الحقيقة! وهناك رجل ثان يتفق مع الأول علي الظهور في المؤتمرات الصحفية كنوع من إبراز الجهد أو نوع من التلميع الإعلامي له! أو لا سمح الله أن الرجل الأول بينكسف من المؤتمرات الصحفية!! أو ضعيف حبتين في الإنجليزي! أو هو بطبعه خجول لا يتحدث كثيراً! ويقف شوقي غريب (المدرب العام) لمنتخب مصر علي رأس الفئة التي يفوضها الرجل الأول بالحديث في المؤتمرات الصحفية سواء كانت محلية أو خارجية طبقاً لاتفاق مسبق بينهما في إطار توزيع الاختصاصات! المهم.. نسينا أن نقول إن المدعو بيدرو بارني المدرب العام للأهلي ومساعد جوزيه في نفس الوقت بدأ يظهر في الصورة بعد أن قرر الخواجة جوزيه مقاطعة المؤتمرات الصحفية بسبب العقوبة التي وقعت عليه. وسيتردد اسم بيدرو من مباراة لأخري لكنه بالتأكيد لن يقول شيئاً مفيداً وستكون إجاباته مملة إلي أقصي درجة ودبلوماسية لأنه لا يملك من الأمر شيئاً! إمكانياته لا تساعده! السؤال هل يصلح الراجل اللي واقف ورا المدير الفني أن يكون رجلاً أولاً إذا ما دعت الظروف لذلك! أو بلغة السينما هل يصلح »السنيد« في أن يكون نجم شباك.. أو بمنطوق آخر هل يمكن أن يقفز الرجل الثاني من مقعده الذي ظل حبيساً فيه ليتبوأ مكانة الرجل الأول أم أن الرجل الثاني سيظل ثانياً كما ظل عبدالسلام النابلسي سنيداً لإسماعيل ياسين وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ؟ التجربة في الدوري المصري تقول إن الرجل الثاني الذي نجح في أن يكون أولاً إذا ما اتيحت له الفرصة دائماً ما يأتي من الأهلي فقد نجح مختار مختار مساعد مانويل جوزيه عام 1002 أن يكون رجلاً أول وقاد عدة فرق منها غزل المحلة وبتروجيت والمصري والآن الوحدة السعودي. وجاء من بعده حسام البدري الذي نجح في الفوز ببطولة الدوري عندما أسندت له إدارة الأهلي قيادة الفريق الأول خلفاً للبرتغالي مانويل جوزيه العام الماضي. أما غير ذلك فإن مهمة الرجل الثاني تكون صعبة للغاية في أن يصبح أولاً والدليل علي ذلك طارق الصاوي المدرب العام للمصري الذي خلف آلان جيجر لمدة مباراة واحدة أمام الأهلي ثم تعاقدت إدارة النادي مع طه بصري ولم تصبر عليه بعد أول هزيمة أمام الاتحاد وخارج أرضه، وتعاقدت مع بصري فاعتذر سليمان عن الاستمرار في منصب الرجل الثاني ربما كنوع من التمرد أو رد الاعتبار لنفسه لكن هل يكون مبدأ أن لا يعمل مرة أخري رجلاً ثانياً؟ وهناك بعض المدربين العموميين أو »المساعدين« لا تسعفهم الخبرات التي حصلوا عليها في أن يتأقلموا بسرعة علي منصب الرجل الأول وبالتالي فإن تجاربهم قد تفشل وقد يكون الفشل مؤقت أو لفترة قصيرة، وخلال تلك الآونة اما أن يتجهوا للعمل في دوري القسم الثاني »الظل والحرافيش« أو يتوقفوا مؤقتاً لكنهم في كل الأحوال لا يقبلون منصب الرجل الثاني إلا إذا كان مع »كوتش« كبير من عينة جوزيه مثلاً. ومن بين هؤلاء المدربين علاء ميهوب الذي عمل مدرباً عاماً مع حسام البدري، وعندما انتهي عملهما معاً تولي منفرداً تدريب المصري البورسعيدي لمدة مباراتين لكن عندما تعاقد المصري مع السويسري آلان جيجر رفض ميهوب أن يعمل معه مدرباً عاماً وفضل أن يعمل مديراً فنياً لفريق جاسكو بالقسم الثاني، ولكن سرعان ما تركه لخلافات في العمل. تحين الفرصة المؤسف أن بعض القائمين بمهام الرجل الثاني بدوره التدريبي علي أكمل وجه لكنه للأسف الشديد البعض منهم يتحين الفرصة ليضرب رجله الأول »زووومبه ع الطاير« أو يتحين الفرصة، و»يرقعه مهموز يطلع من نافوخه« أو يؤدي للإطاحة به وإنهاء عقده وترحيله إلي بلاده إن كان أجنبياً! وفي هذه الحالة يظل الرجل الثاني في مكانه مستقراً ومنتظراً المدير الجديد ليمارس معه نفس اللعبة، فإما أن يجعله خاتماً في إصبعه، وإما أن »يرزعه البمبمة أو الزومبة أو المهموز«- والله يرحمه-!! والنوعية السيئة من عينة هذا الرجل الثاني لحسن الحظ قليلون لكنهم معروفون بهذه السلوكيات ومن الأفضل عدم ذكر أسمائهم حتي لا يضربونا بمبة أو جنحة سب وقذف أمام إحدي المحاكم! لكن بالتأكيد من يعمل في مجال التدريب يعرف تماماً هذه النوعية ويتجنبها.