منذ أسابيع قليلة تولي مسئولية هذا القطاع الاقتصادي الكبير الوزير عبدالله غراب.. جاء بفكر جديد.. ويسير بقناعات واضحة.. تؤمن بالتخصص.. ويشجع علي تحقيق الاكتفاء الذاتي لأندية البترول وخصوصا انبي وبتروجيت. فتح المهندس عبدالله غراب قلبه ل »أخبار الرياضة« واختصها بأول حوار منذ أن تولي حقيبة الوزارة.. تحدث بصراحة.. وفجر المفاجآت.. وتطرق إلي كل شيء في الوسط الرياضي بما فيها المادة 81.. وإلي الحوار. أبدي المهندس عبدالله غراب ترحيبه بالدور الاجتماعي والرياضي لشركات البترول.. وأكد بأن لهذا الدور أهمية في أوساط العاملين.. وينمي ارتباطهم بشركاتهم.. ولكن لايجب أن يكون الدور الرياضي مثلا علي حساب المهام الرئيسية للشركة.. وأعتقد أن الوضع الطبيعي يؤكد علي أهمية هذا الدور ولكن في اطار مقبول.. وبما لا يشكل عبئا ماليا وتكاليف كبيرة. هل معني ذلك أنك تؤيد أن تكون الانشطة داخلية فقط في شركات واندية البترول؟! - لا بالعكس.. الذي يستطيع أن ينطلق فأهلا وسهلا.. ولكن بشرط ألا يكون هناك نشاط علي حساب آخر.. نحن لانمانع في ذلك اذا كان ذلك يخدم المهام الرئيسية لشركات البترول.. ومما يؤكد علي كلامي ايماني بتجربة المقاولون العرب فقد انطلقت وانتشرت في افريقيا عندما فازت بكأس افريقيا في الثمانينات.. وعندما هبط هذا الفريق إلي الدرجة الثانية كان بمثابة المفاجأة المدوية في أحاديث الناس.. وبالتالي يجب أن تكون هذه الادوار وتلك الانشطة معروفة في الميزانيات ولايكون هناك شيء علي حساب آخر. المكان الصحيح تقصد ألا يكون النشاط الرياضي في قطاع البترول علي حساب المال العام مثلا؟ - هذا النشاط لم يصنف علي أنه مال عام.. ولكن اختلاط وتضارب الأدوار أدي إلي تفاقم الامور.. ومن هنا يبرز أهمية الادوار المنتظمة لمؤسسات الدولة.. فليس من المقبول الآن الغاء فريقي انبي وبتروجيت وتجميد انشطتهما الرياضية لاسباب مالية مثلما يحدث في أندية الاتحاد السكندري والإسماعيلي والترسانة.. فبالرغم أن هذه الاندية جماهيرية الا أنها الآن مفلسة لأن الدولة في وقت من الأوقات لم تضع ميزانيات وزارة الشباب في مكانها الصحيح.. وتركت قطاعات أخري تقوم بهذا الدور وتدخل في النشاط الرياضي وخصوصا صناعة الكرة. ماذا تقصد بهذا الكلام؟ وكيف يمكن تصحيح هذه الأدوار؟ - ضرورة الاستخدام والتوظيف الجيد لأموال الدولة.. فلامانع من السماح للجهات القادرة علي التمويل من الدخول في صناعة الرياضة.. لكن بضوابط وقواعد تحكم هذه الشركات وانديتها.. لأن هناك حقيقة تقول أن موازنة الشباب والرياضة يجب أن تذهب إلي مخصصاتها.. وهذا لم يحدث في السنوات السابقة بدليل أن الاندية الشعبية تعاني من أزمات مالية وأصبحت معرضة للانهيار مسئوليات واضحة هل نفهم من ذلك أن هناك توجها باعادة حساب وتقييم للدور الرياضي الذي كانت تقوم به الوزارة وشركات البترول؟ - هذا الدور لن يتوقف.. ولكن يجب كما قلت أن يخضع لقواعد ومعايير.. ويتم وفق ميزانيات محددة.. ولن نختلف اذا كان هناك تغليب للتخصص بحيث يقوم كل قطاع بدوره ومسئولياته.. ويجب أن ننظر للمستقبل وليس الماضي.. وتعاون الوزارات وتتحرك الدولة من خلال اساسيات واضحة.. وهذا ما يحدث الآن حيث تصل مصر في خلال خمس سنوات إلي مصاف أقوي الدول. وكيف تري زيادة التوجه الرياضي في قطاع البترول؟ هل هو ظاهرة صحيحة؟ - ليس هناك ما يمنع ذلك اذا كانت الامور منتظمة ووفق اقتصاديات سليمة.. لكن المؤكد أن زيادة هذا الدور عن حدة غير مطلوب ويخرج عن الاطار الطبيعي.. وأنا شخصيا لا أحب خلط الامور. التمويل الذاتي سيادة الوزير من المعروف أن لك ميول واهتمامات رياضية فكيف تري أهمية الرياضة للعاملين والمواطنين عموما"؟ - للرياضة دور مهم في تأكيد الانتماء والولاء. وبالتأكيد عندما ينتمي العامل لشركة لديها فريق كرة جيد فإنه يزحف خلفه لتشجيعه.. لكنني سوف اشعر بالضيق لو استنزف هذا الفريق أموال الشركة بلا مقابل.. وانا ضد اهدار جنيه واحد في غير موضعه.. ولذلك فإنني اسعي إلي تحقيق التوازن الذي يجعل المواطن يحب ناديه وينتمي إليه. وكيف يتحقق هذا التوازن؟ - أن تتحقق لأندية البترول الاستقلال الذاتي.. وأن تكون لديها الميزانيات والموارد المستقلة التي يعينها علي الانفاق ومواجهة أعباء الانشطة.ابني وبتروجيت وهل تعتقد أن وجود انبي وبتروجيت في دوري الاضواء قد خدم الشركتين؟- نعم خدمهما بالطبع.. وعلي المستويين المحلي والعربي.. وتحقق ذلك من خلال مشاركتهما في البطولات العربية والافريقية بل أن رجل الشارع العادي عرف الكثير عن شركة انبي من خلال فريق الكرة.. ونفس الكلام ينطبق علي بتروجيت وحتي فريق بترول اسيوط عندما صعد للدوري الممتاز. وهل تؤيد صعود فرق بترولية أخري لدوري الأضواء بجانب انبي وبتروجيت؟ - أعتقد أنه يكفي انبي وبتروجيت.. ويجب أن نأخذفي الاعتبار نقطة مهمة وهي أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يرحب بمشاركة أندية تعتمد علي موارد مالية غير معروفة وهذا ما نسعي إلي تصحيحه وتأكيد الشفافية لكي تنتظم الامور.. ويتحقق الهدف الاكبر للدولة وفق قواعد اقتصادية سليمة.. لكن الآن قطاعات الدولة مديونة لبعضها ومن هنا يحدث الخلل. العيب الكبير ما مدي أهمية الكرة لقطاع البترول ووجوده في دوري الاضواء؟ - يحقق دعاية ممتازة لهذا القطاع.. ولكن للأسف ليس لأندية البترول جماهيرية في الدوري.. وهذا هو العيب.. ونتمني أن يساند العاملين في قطاع البترول لانديتهم. وما هي الوسائل لتحقيق ذلك؟ - أن تصبح أندية البترول وانتصاراتها سببا لسعادة العاملين في هذا القطاع.. ويؤمنون بأن هذه الاندية تمثلهم وألا يشعروا بأن مصاريفها تستنزف أموال الشركة.. وهذا الهدف لايتحقق في يوم وليلة.. ولكنه يدخل في الاهتمامات تدريجيا وانشاء روابط لتشجيع أندية البترول وبشرط أن تكون بارادة طبيعية. معايير الفيفا متي يستطيع أحد أندية البترول الفوز بالدوري؟ - ضحك وقال.. عندما تتنازل الاندية الكبرية عن حقها في الفوز بالدوري.. أو عندما يتقبل الجمهور بصدر رحب أن يفوز فريق أخر بالدوري. سيادة الوزير.. هل أنت أهلاوي أم زملكاوي؟ - أنت عارف.. أنا زملكاوي. كيف تري الجدل حول تفسير المادة 81 في الفيفا بعدم شرعية وجود اكثر من فريق لقطاع واحد في الدوري؟ - للاسف هذا الكلام يتردد منذ ثلاث سنوات.. وحتي الآن لم يصدر تفسير واضح وصريح.. وأنا أريد من اتحاد الكرة أن يقدم هذا التفسير.. واذا كان صحيحا وموضوعيا فإننا سنتبعه.. وما هو تفسير المادة 81؟ أن يكون النادي مستقلا بذاته.. وأنا أقول ان أنبي وبتروجيت لايتبعان جهة واحدة. غموض متعمد لكنهما يعملان في مجال البترول؟ - وما العيب في ذلك.. والاهلي والزمالك يعملان في مجال الرياضية! وكلاهما يخضع لرقابة واشراف المجلس القومي للرياضة.. وأقول أن انبي وبتروجيت شركتان مختلفتان وبالرغم أنهما في قطاع واحد إلا أن ملكيتهما غير واضحة.. كما أنني أري أن المادة 81 واضحة في كل دول العالم وهي ليست كذلك في مصر، وللاسف هناك من يتعمد هذا الغموض. وما تفسيرك لهذا الوضع وهذا الجدل؟ - يجب الاجابة علي سؤال يقول ما هو البديل للمادة 81؟ هل هو الغاء الاندية التي تعمل في مجال واحد ونعتبر وجودها في دوري الاضواء غير شرعي ويتم استبدالها باندية شعبية ام أن الهدف هو الارتفاع بمستوي الرياضة والدوري عموما وهذا ما تحقق في السنوات الاخيرة وأصبح لدينا منافسة ودوري قوي يخدم منتخب مصر.. وهذا يجعلنا أن نسعي لتقوية الضعيف وليس أضعاف القوي لكي تزداد المنافسة. تجربتان ناجحتان نعود إلي الفكر الجديد الذي تتبناه ويعتمد علي التوازن وتحقيق الاكتفاء الذياتي؟ هل هذا صحيح؟ - نعم.. وهذا يتحقق عن طريق تنمية مصادر التمويل والموارد من خلال نفس الانشطة.. واعتقد أن انبي لديه تجربتين جيدتين من خلال بيع لاعبه السابق عمرو زكي بمبلغ 61 مليون جنيه، والثاني أحمد المحمدي بمبلغ 03 مليون جنيه.. وهذا نشاط يحقق ايراد.. واعتقد أنه لايوجد تعارض بين الاستمرار وتحقيق الموارد بكفر جديد.. وهذا يتحقق بادارات جيدة. واذا اجتاحت اندية البترول لدعم الوزارة؟ هل ستوافقون للاستمرار في المنافسة؟ - لا.. وهذا غير وارد.. ولكن بعد مهلة زمنية معقولة.. بحيث تسمح بتوفيق أوضاعهم.. ويتحقق لهم الموارد الذاتية. هل هذا يعني أن السياسة الجديدة اساسها التخصص وتحقيق الاكتفاء الذاتي؟ - وهذه هي قناعتي.. التخصص المبني علي الاقتصاد السليم.. واذا تم بناء أي شيء علي اسس اقتصادية سليمة يكون ناجحا.. وبالتالي لايجب تحميل شيء علي شيء آخر.. فالعنصار غير المباشرة تؤدي إلي أضعاف الكيان ككل.. وبالتالي اذا تم انفاق موازنة الرياضة في مكانها الصحيح فلن نحتاج إلي دخول قطاعات أخري في الرياضة.. ونفس الكلام يمكن أن يقال في الصحة.. وللاسف هذا واقع نعيشه.. لكنه في النهاية خطأ.. والخطأ في تضارب الاختصاصات بنية أساسية وكيف تري موقف البنية الرياضية البترول لمنشآت مثل سكاي وبتروسبورت وغيرها في المحافظات؟ - هي اضافة جيدة للمنشآت الرياضية في مصر.. كما أنها من حق العاملين في قطاع البترول لممارسة الانشطة الاجتماعية والرياضية.. وتلبي احتياجاتهم وتساعد بطريق غير مباشر في رفع الانتاجية.. وهذا التوجه كان موجودا منذ الثلاثينات. وهل عضوية هذه الاندية مقصورة علي العاملين في قطاع وشركات البترول؟ - لابالطبع العضوية مفتوحة امام بقية أفراد الشعب المصري.. ورسوم الالتحاق والاشتراكات في نفس مستوي الاندية الاخري.. واعتقد أنه لايوجد ما يمنع من قيام قطاعات بعينها بانشاء وتأسيس أندية للعاملين فيها.. وهذا ما حدث في المقاولين العرب والسكة الحديد والطيران.. ولايجب أن ننكر هذا الحق علي العاملين في البترول.. وهذا ما يكفله القانون بتخصيص نسبة معينة لتنمية ورعاية الهوايات الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية للعاملين. ولماذا يتردد بأن أندية البترول في الاقاليم لها اهتمام اقل من تلك التي في القاهرة والاسكندرية؟ - الاهتمام ليس له علاقة بالمكان.. ولكن بالتجمعات الكبيرة فمثلا اذا كانت هناك مقارنة بين نادي سكاي ومثيله في اسيوط.. فإن الاقبال سيكون أقل ومختلفا عما يحدث في القاهرة. سيادة الوزير ما هو القرار الذي اتخذته ويتعلق بالكلام عن الرياضة؟ - لم اتخذ أي قرار في هذا الشأن حتي الآن.. ومازالت هناك أمور كثيرة تتطلب التروي وعدم التسرع. وبماذا تحلم لقطاع البترول؟ - أن ينتظم قطاع البترول ماليا لكي تظهر قيمته الحقيقية ويعمل بكفاءة مالية.. ويتخلص من القيود. منذ متي ارتبط عملك بوزارة البترول والطاقة؟ حصلت علي بكالوريوس هندسة البترول.. والتحقت بالعمل بقطاع البترول في عام 6791.. وكانت البداية في شركة جابكو وقضيت فيها 22 عاما ثم وكيلا للوزارة للانتاج، ثم رئيسا لشركة خالدة.. فنائبا لرئيس الهيئة العامة للبترول، ثم رئيسا للهيئة وبعدها تم تكليفي بوزارة البترول. وما هي الرياضات المحببة إلي نفسك؟ ولماذا؟ - رياضة الجمباز.. لأنني ألمس فيها جهدا غير عادي في تدريب وتحبيب الاطفال في لعبة تمنحهم قوة الشخصية والثقة بالنفس.. فالطفل الذي عمره 01 سنوات يشارك في عدد كبير من البطولات. وما هو النادي الذي ترتبط به شخصيا؟ - نادي الصيد المصري.. فهذا النادي جزء مهم في حياتي واسرتي.. فهو يقع بالقرب من منزلي وسبق أن لعبت فيه كرة قدم.. وتلعب فيه ابنتي عاليا الجمباز.. ومارس فيه ابني مصطفي كرة الماء.. وهو من الاندية العريقة.. ولم انقطع عنه في يوم من الايام.