كنت أثق في جماهير الكرة المصرية، لأنها جزء لايتجزأ من الشعب المصري العظيم، الذي قام بثورة سلمية سوف يتحدث عنها التاريخ عقودا وقرونا طويلة، ثورة خلعت الطغيان وكشفت الفساد، ثورة جعلت مصر تعود إلي مكانتها الحقيقية بين دول العالم الكبري. وقد عبرت حماهير الكرة في الاسبوع الأول من الدور الثاني للدوري الذي عاد بعد غياب طويل، عن أسلوب حضاري يليق بها وبشعب مصر كلة، وأزالت كل التخوفات ومشاعر القلق التي أبداها البعض نحو عودة الدوري.. وإذا كانت ثورة الشعب المصري قد واجهت بعض الأعمال المضادة، فهكذا كان الحال بالشكل الحضاري الذي أبدته جماهير الكرة، فقد كانت هناك بعض الأعمال التي رأي أصحابها أنه بإمكانهم أن يشوهوا هذه الصورة الحضارية الجميلة، ولكن الله أحبط عملهم والمؤكد - بإذن الله تعالي - أن الأسابيع القادمة سوف تشهد المزيد من النجاح، سواء في الشكل الذي يجب أن تكون عليه الجماهير، أو في المضمون حيث سيكون هناك ارتفاع متزايد في المستوي الفني أو مستوي اللياقة البدنية. وبالتوفيق للجميع. حقق الاهلي هدفه من مباراة اتحاد الشرطة، وهوالفوز بالثلاث نقاط للمباراة، مما أهله للصعود من المركز الخامس إلي المركز الثالث خلف الإسماعيلي بنقطة واحدة، ومحافظا علي الفارق مع الزمالك بست نقاط. ولكن الواقع يقول أن مستوي »الفرسان الحمر« لايرقي إلي ما تأمله منهم جماهيرهم، ولا بما يضمه الفريق من نجوم وأسماء كبيرة يشكلون القوام الأساسي لمنتخب مصر، ولابجهازهم الفني »الرهيب« بقيادة المديرالفني الكف مانويل جوزيه ومعه البرتغاليين الثلاثة، وهذا المستوي الذي ظهر به الاهلي قد لايكون مؤهلا للمنافسة بقوة علي بطولة الدوري، إلا إذا - وإلا إذا هذه من أسرار الاهلي - عادت روح الفانلة الجمراء الحقيقية للاعبين جميعهم، وأعتقد أنها ستعود.. أما الزمالك فقد أدي مباراة جيدة، وبينما كنت أقول لنفسي وأنا أشاهدها: »من الظلم ألا يفوز الزمالك اليوم« جاء الهدف الرائع الذي توج جهود الفريق وإصراره علي الفوز، ولو استمرت هذه الروح، فسوف نري مباريات من نار، وسيحقق الفريق أحلام جماهيره بالفوز الدوري. كل التمنيات الطيبة للأهلي في مسيرته الأفريقية، أمام فريق »زاسكو« الزامبي.. وبالتوفيق إن شاء الله.