الاول مرة منذ سنوات يتساوي القطبان الكبيران زعيما الاغلبية الشعبية الكروية في مصر في كل شئ وهما مقبلان علي مباراة كرة قدم في المشاكل والازمات والعقبات لدرجة تستحق ان نطلق عليها «ورطة». الاثنان في ورطة حقيقية قبل ان يلعبا وهي ورطة تهددهما معا بالاخفاق والخروج من المنافسة علي التأهل للدور قبل النهائي الافريقي .. ولاول مرة ينطبق عليهما عبارة : اخويا لايص وانا برضه لايص. في التحقيق التالي .. تعالوا معنا نغوص مع الاهلي والزمالك .. مع محمد يوسف وحلمي طولان .. في تفاصيل هذه الورطة .. ولانملك لهما الا الدعاء بعبورها .. يسود نادي الزمالك أجواء مليئة بالغيوم والخوف من المستقبل بسبب تراكم الأزمات الفنية والإدارية حول أسوار االقلعة البيضاءب، ولولا تاريخ الكيان الأبيض لانهار الفريق منذ سنوات، لكن دعاء الجماهير العاشقة لابناء ميت عقبة قد يكون سببا في وقوف النادي بأنشطته الرياضة والاجتماعية علي قدميه حتي الآن، لكن هذا الوضع لن يستمر طويلا إلي ظل الترنح دون علاج حقيقي. ولأن الزمالك تعود شعبيته إلي كرة القدم، فإن مشاكل الفريق الأول تعتبر مقياسا حقيقيا لاستقرار النادي، والوضع الآن يؤكد أن القلعة البيضاء في خطر قريب جدا، فهناك مصائب فنية وإدارية لا تجد علاجا بواسطة الجهاز الفني بقيادة حلمي طولان، الذي لجأ منذ توليه المهم خلفا للمدرب البرتغالي جورفان فييرا إلي المسكنات، وأيضا مجلس الإدارة برئاسة ممدوح عباس الذي يقف متجاهلا لكافة أصوات الغضب المعارضة لسياسته الإدارية، ودائما يتحجج بأن الأزمة المالية طالت جميع الأندية وليس الزمالك فقط. عراقيل طولان يملك الزمالك في المجموعة الأولي نقطة واحدة فقط قبل مباراته أمام أورلاند الجنوب أفريقي بعد التعادل أمام الأهلي والخسارة أمام ليوباردز الكزنغولي، والمباراة المقبلة فاصلة للقلعة البيضاء لإنعاش حظوظه في التأهل للدور نصف النهائي، لكن العراقيل عديدة أمام طولان، فهو لا يجد مهاجم صريح ليدفع به في اللقاء بعد إيقاف أحمد جعفر لحصول علي الإنذار الثاني وهروب البوركيني عبد الله سيسيه، ولا يجد أمامه سوي الاستعانة بأحمد عيد عبد الملك ليكون رأس الحربة، وعلق لاعب حرس الحدود السابق علي هذا الموقف، قائلا:ب لعبت من قبل في مركز رأس الحربة في غياب أحمد جعفر، وقادر علي المشاركة في هذا المركز في حالة طلب الجهاز الفني مني ذلك ز وكان الجهاز الفني يمني نفسه بإتمام صفقة التعاقد مع مهاجم الجونة عرفة السيد قبل غلق باب القيد الأفريقي لتدعيم الهجوم، لكن الصفقة تعثرت بسبب 250 ألف جنيه فقط. يضم الزمالك في صفوفه 21 لاعبا من أصل 30 يمكن تسجيلهم في القائمة الأفريقية، وهذا يعني أن هناك 9 أماكن مهدرة بسبب هروب البعض أمثال رزاق وعبد الله سيسيه وموندومو، وانتهاء التعاقد مع صبري رحيل وإبراهيم صلاح وانتقالهما لفريق آخر، وانتهاء إعارة أحمد الشناوي وعودته للمصري، بالإضافة إلي الاستغناء عنه يوسف حسن لمصر المقاصة مقابل التعاقد نهائيا مع حمادة طلبة، والاستغناء عن أحمد مجدي، وهناك لاعب مركز شاغر لم يتم تسجيل في أي لاعب قبل غلق القائمة الأفريقية الثانية بعد فشل انتقال عرفة السيد.. غياب البديل وهذا النقص الحاد تسبب في عدم امتلاك طولان لأي بدلاء في المراكز الثلاثة سواء في الهجوم أو الوسط أو الدفاع، فكان هذا سببا رئيسيا في عدم تطوير اللعب خلال الشوط الثاني أمام الأهلي وعدم القدرة علي استغلال التقدم بهدف لإضافة الثاني، وتكرر الأمر أمام ليوباردز فكان الزمالك في حاجة لفعالية هجومية أكبر لكن لم يملك الجهاز الفني الأدوات التي تخدم هذا المخطط. ومثلما لعب الزمالك أمام ليوباردز ب17 لاعبا فقط بعد إيقاف نور السيد وصلاح سليمان بسبب الإنذار الثاني، واستبعاد الثنائي عبد الواحد السيد وأحمد حسن بقرار إداري من مجلس ممدوح عباس، سيلعب الزمالك أمام أورلاند بدون الثنائي جعفر ومحمود فتح الله وكلاهما موقوفان بسبب الإنذار الثاني. يلعب الزمالك مباراته الثلاث الأخيرة بداية من الجولة الرابعة حتي السادسة في مصر، لكنه في حاجة لتجنب الخسارة في اللقاء المقبل وسط جماهير أورلاند، المنتعش بالفوز علي الأهلي بثلاثية نظيفة في الجولة السابعة، الزمالك يعود لمواجهة نفس الفريق في الجولة الرابعة سواء في الجونة أو أي مكان داخل مصر وفقا للموافقات الأمنية، ثم يواجه الأهلي في صدام سيحدد من سيتأهل بينهما لنصف النهائي، وأخيرا سيكون الصدام أمام ليوباردز. كوارث إدارية هناك كوارث إدارية لعبت دورا كبيرا في تزايد الضغوط علي فريق الكرة، فالمجلس لم يحسم ملف تجديد العقود سريعا مع أحمد سمير وأحمد حسن وأحمد جعفر وصبري رحيل وإبراهيم صلاح، فرحل الأخيران من الفريق رغم كونهما من العناصر الأساسية، وظل الثلاثي الآخر بعدما لم يجدوا عروضا مناسبة بعيدا عن الزمالك، وبسبب تأخر صرف المستحقات المالية رحل أحمد الشناوي رافضا تجديد الإعارة، وهرب موندومو للرائد السعودي وسيسيه إلي الاتحاد الليبي، ويرفض رزاق العودة من جديد لاستكمال تعاقده مصمما علي فسخ العقد بالتراضي، مفضلا أن يواصل البحث عن ناد آخر بدلا من العودة للزمالك. تسببت غياب السيولة المالية في ضياع صفقات قوية علي الزمالك، مثل شوقي السعيد وخالد قمر وأحمد علي وعرفة السيد، واكتفي الزمالك إلي الآن بعلي فريد المهاجم الشاب من المصرية للأتصالات، وأحمد فوزي الظهير الأيمن القادم من وادي دجلة، والغريب أن كليهما لن يشاركا في البطولة القارية بعدما لم يتم تسجيلهما في القائمة الأفريقية. عباس الذي أفلت من انتفاضة جماهير الزمالك في ثالث أيام عيد الفطر المبارك بفضل هدنة مؤقتة مع الألتراس، مازال عاجزا عن توفير شركة إعلانية راعية للفريق توفر الملايين لصرف المستحقات المالية للاعبين والجهاز الفني، والأزمة مع الشركة الراعية الأخيرة وصلت إلي ساحات القضاء بعدما تم إلغاء الدوري دون أن تنجح الشركة في دفع الحد الأدني للتعاقد مع القلعة البيضاء. وستزداد الضغوط علي عباس خلال الأيام المقبلة خاصة عن طريق جبهات المعارضة في الزمالك، الرافضة لاستمرار هذا المجلس في منصبه في ظل اتجاه لتأجيل الانتخابات لحين الاستقرار علي اللائحة الجديد بعد إلغاء لائحة العامري فاروق، مع العلم بأن الزمالك سبق له تحديد الانتخابات يومي 25، و26 سبتمبر المقبل، لكن لم يتم فتح باب التقدم للانتخابات قبل الموعد ب45 يوما، مما يعني أنها تأجلت.