الله عليك يا ياكمال الشاذلي.. رحلت عنا وعن دنيا مصر وخلق الله إلي مكان بالتأكيد أفضل وأحسن وأريح من أي مكان نعرفه نحن الأحياء.. رحلت في ليلة ويوم مبارك »مكتوبالك«.. لم أكن يوماً من مؤيديك ولا من مرشحيك ولاحتي من القريبين منك.. سر ارتباطي الوحيد بك هو التليفزيون الذي فرضت نفسك عليه بقوة شخصيتك واعتزازك بنفسك وتأكدك من قدراتك وقناعتك بأفكارك. سمحت لنفسي أن اسميك رحمة الله عليك بالعميد لنواب مصر. لاني لم يعلق بذهني يوماً شخص ولاشكل عند ذكر كلمة نائب إلا بك وانت تصول وتجول وتهاجم وتدافع وتكشر وتحمر عينيك لمن يغضبك. حجتك وكلامك المرصوص بحرفية ربما تكون قد اكتسبتها من مهنتك كمحام ونائب لزمن طويل كانتا كفيلتين بإقناع ولفت انتباه أي كان حتي ولو من اختلفوا معك.. رحمك الله بطبيعة تكوينك الدنيوي، الهيبة والفصاحة وحتي بالشاسيه كنت نموذجاً لأي نائب ناجح وحاضر وغير مغيب.. مصر اليوم في حاجة شديدة لأمثالك ولاسلوبك ولقوتك ولإصرارك.. مصر تستحق ان تقدم من هم أمثالك.. وواجبنا ان نبحث ونفتش عن أشباهك لنبني برلمانا وحياة سياسية قوية لا ان نكتفي بأن نختار مايعرض علينا من عينات لنختار منها لا أري منها سوي نماذج معطوبة كل مؤهلاتها ان توافق علي مايعرض عليها سواء كان معارضة أو موالاة.. وبلغتنا نحن: كنت كابتنا.. وكابتنا كبيراً. لو اعرف الخسيس الذي أغضبك قبل منيتك حتي قمت من فراشك لعاتبته ولنهرته ولتمنيت له السقوط.. أشد ما احزنني في ايامك الأخيرة انك أقدمت علي نزول المعترك رغم حاجتك للراحة.. أجرم من أقنعك بالنزول وياليته ما فعل .. نفسي اعرفه حتي أقيمه حق قيمته.. حاسبه الله علي فعلته ورحمك بقدر عملك ونواياك.