لماذا غاب عبدالفتاح السيسي عن التثقيفية الثانية والعشرين التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال34 لتحرير سيناء للمرة الأولى؟؟ هكذا أثيرت تساؤلات عديدة بين المواطنين؛ خاصة أن السيسي كان حريصاً على الحضور في كل الندوات السابقة التي كانت تنظمها القوات المسلحة ليتحدث عن أحداث الشأن العام وفق رؤيته. كما أن الأخبار التي انتشرت خلال الأيام الماضية كانت تؤكد حضور السيسي وإلقاءه كلمة حول الشأن العام. وأفاد محللون بأن هناك 3 أسباب قد يكون أحدها السبب الرئيسي في غياب السيسي عن الندوة؛ بحسب "بوابة يناير"، تتمثل في ما يلي: رؤية مختلفة للجيش أولا: رجح البعض أن يكون الغياب مرتبطاً برؤية مختلفة للقوات المسلحة فيما يتعلق بقضية الجزيرتين المصريتين "تيران وصنافير"، واللتين تنازل عنهما السيسي لصالح المملكة العربية السعودية. ومما يرجح هذا السيناريو بحسب مراقبين أن القوات المسلحة لم يصدر عنها تصريح واحد يشير إلى موقفها من قضية الجزيرتين أو دعمها لموقف السيسي فيما يتعلق بالتنازل عنهما، وكان الموقف الوحيد الذي حاول فيه الرئيس السيسي الإيحاء بموافقة القوات المسلحة على أمر التنازل عن الجزيرتين هو أثناء لقائه مع المثقفين والسياسيين الذي حضره وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي ولم يتحدث بكلمة واحدة عند تأكيد السيسي أن الجزيرتين سعوديتان إلا أن البعض وقتها أكد أن وزير الدفاع لم يكن راضياً عن حديث الرئيس وبدا غير مرتاح للأمر. وهو الأمر الذي أجبر السيسي على الغياب عن الندوة حتى لا يظهر الخلاف إلى العلن، لا سيما أنه سيكون وسط رجال القوات المسلحة. تحذير من غضب الشارع ثانيا: السيناريو الثاني الذي فسر به البعض غياب السيسي عن الندوة اليوم هو وجود محيطين به حذروه من أن حديثه عن تيران وصنافير بنفس المنطق القديم الذي يؤكد أنهما سعوديتان ربما يؤدي إلى إثارة غضب الرأي العام، وهو ما يمكن أن يكون سبباً في حشد أكبر في المظاهرات التي دعت لها القوى السياسية المعارضة للتنازل عن الجزيرتين يوم 25 إبريل في ذكرى عيد تحرير سيناء. زحام جدول الأعمال ثالثاً: ربما كان السبب الذي منع السيسي من الحضور هو انشغال الرئيس بجدول أعمال مختلف أو وجود طارئ استدعى وجوده والاعتذار عن حضور الندوة. ودعت قوى سياسية عديدة إلى التظاهر يوم 25 إبريل في ذكرى عيد تحرير سيناء؛ احتجاجا على اتفاقية ترسيم الحدود التي تنازلت بموجبها مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، مقابل بعض الاستثمارات السعودية، وهو ما أثار عاصفة من النقد والهجوم على السيسي ونظامه ببيع أرض مصر بشكل سري. نص كلمة وزير الدفاع بالندوة وخلال الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التى نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال34 لتحرير سيناء ألقى الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة كلمة، فيما يلي نصها: "نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والثلاثين لأعياد تحرير سيناء التى جسدت إرادة شعب وعظمة أمة وأكدت قوة وصلابة قواتنا المسلحة ورجالها وإيمانهم بقدسية مهامهم ومسئوليتهم فى تحرير الأرض المقدسة فى سيناء وإسترداد العزة والكرامة العربية ويشرفنى ونحن نحتفل بهذة الذكرى الخالدة أن أرحب بكم بإسم رجال القوات المسلحة فى يوم عيدهم الذى أعاد إلى مصر عزتها وكرامتها وللعسكرية المصرية شموخها وكبرياءها متحلين ومتمسكين بروح أكتوبر التى ألهمت الرجال على جبهات القتال وشدت من أذرهم فكانت الصحوة الكبرى فى تاريخهم وأسهمت فى تحقيق النصر بأشرس معارك التاريخ الحديث . واسمحوا لي في هذه الذكرى العظيمة أن أوجه التهنئة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ولجميع مؤسسات الدولة المصرية العظيمة ولشعب مصر العظيم برجاله ونسائه وعماله وفلاحيه ومثقفيه ومفكريه وأدبائه وفنانيه ومسلميه ومسيحية الذين كانوا سنداً لقواتهم المسلحة ، وقدموا من بينهم الشهداء والمصابين وشاركوا بدور فاعل فى تحقيق النصر ودحر العدوان . إننا نتذكر بكل الفخر والإعتزاز فى هذا اليوم المجيد من أيام الوطنية المصرية جيل أكتوبر العظيم من رجال القوات المسلحة الذين نذروا انفسهم فداء للوطن وأكدوا للعالم أن رجال قوات مصر المسلحة لا يقبلون بضيم ولا يتهاونون مع معتد و لايفرطون فى حق من حقوق مصر المشروعة مهما بلغت التحديات والصعاب . فتحية إجبار لذلك الجيل وتحية إجلال لشهدائه الابرار ومصابى العمليات الذين كتبوا فى تاريخ الوطن بأرواحهم وأجسادهم أعظم صفحات البطولة والإستبسال والتضحية والشرف والفداء وتحية عظيمة لشهدائنا ومصابينا الأبرار الذين أستشهدوا أوأصيبوا وهم يقاتلون الإرهابيين المجرمين الانذال لحماية سيناء وتحقيق الأمن والإستقرار لشعب مصر العظيم وتحية إعزاز وتقدير لإخوتنا وأشقائنا فى سيناء على ما قام به أباؤهم وأجدادهم من جلائل الأعمال وأعظمها خلال سنوات الإحتلال التى عاشوا معاناتها وقسوتها ، وأكدوا بما قدموه من تضحيات وبطولات وطنيتهم وولاءهم الكامل لمصر وشعبها . وعهد منا أن تعمل القوات المسلحة جاهدة على تحقيق مطالب سيناء للحياة الكريمة الأمنة حتى تظل جزءاً عزيزاً غالياً من أرض الوطن ينعم أبنائه بالأمن والأمان والعزة والكرامة . أن إحتفالنا كل عام بذكرى تحرير سيناء المجيدة إعلاء وتمجيداً لعظمة مصر وتاريخها واعتزازاً وتقديراً لعطاء شعبها العظيم وتضحيات وبطولات رجال قواته المسلحة الذين خاضوا المعارك غير هيابين فى إنكار للذات مضحين بكل غال ونفيس. إننا لماضون على الطريق عاقدون العزم على مواصلة الجهد لإجتثاث ذلك الإرهاب البغيض من جذوره بإرادة صلبة ويقين أكيد بأن حماية مصر وشعبها هو واجبنا المقدس إن مصر ستظل وطناً أمناً لكل أبنائها يظلهم الإيمان بالله والتوحيد له خصها الله بالذكر فى قرآنه الكريم وبالأمن والأمان وبارك شعبها فى إنجيله ، جاءها الخليل إبراهيم وتزوج منها السيدة هاجر أم العرب وأتاها موسى عليه السلام وتلقى على أرضها وصايا الله العشر. ووطأت أرضها السيدة مريم العذراء وأبنها المسيح عليهما السلام فوجدا فيها المأوى والملجأ والملاذ وهبط ارضها الانبياء ، وتزوج منها نبى الأمة محمد صلوات الله وسلامة علية ماريا القبطية وأوصى بأهلها خيراً وشرف جندها بقوله الكريم أنهم خير أجناد الأرض . أن مصر كانت وما زالت منارة الإسلام ووسطيته وسماحته بأزهرها الشريف وعلمائة الأجلاء الذين تجاوزت علومهم حدود أمتنا العربية وقصدهم المسلمون من كل بقاع الدنيا ينهلون من علومهم ومن ثقافتهم الفقهية والدينية . إننى أدعو المصريين جميعاً للإلتقاء على كلمة سواء تعلى مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية وفوق كل إعتبار لكى نمضى معاً بجهد مخلص وصادق نعلى مكانة مصر ونصون عزتها ونحفظ كرامتها ونضحى من أجلها بكل غال ونفيس نباهى بها وطناً أمناً عريقاً مستقراً يسعى شعبة إلى بناء المستقبل الأفضل للأبناء والأحفاد بإرادة حرة لاتعرف الإملاءات أو المغريات وتفرق بين الحق والباطل والغث والثمين وتؤكد أن الشعب هو السيد والقائد والمعلم. أن مصر أمنة باذن الله بقواتها المسلحة التى تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن مصر القومى فى الداخل والخارج ولن تتسامح أو تتهاون مع من يحاول أن يستبيح أرضنا أو ينشر الفوضى على حدودنا ولن تقبل إبتزازاً أو ضغوطاً من أحد مهما كان. وعهد وقسم بأن يظل رجال القوات المسلحة البواسل محافظين على يمين الولاء والفداء لمصر وشعبها وأن يسلموا راية الوطن للجيل القادم مرفوعة هاماتها عزيزة صواريها ، تخفق بالعزة والكرامة لشعب مصر العظيم والمجد والخلود للوطن. بسم الله الرحمن الرحيم: {وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض}، صدق الله العظيم.