مع اقتراب زيارة الملك سلمان، عاهل المملكة العربية السعودية، إلى مصر، بدأ الاعلام المصري الحديث عن المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، فيما تحدث آخرون عن المصالحة مع تركيا. وربط سياسيون بين اقتراب زيارة الملك سلمان للقاهرة وبين الحديث عن المصالحة السياسية، فيما جاء تصريح الدكتور سعد الدين إبراهيم الناشط الحقوقي المقرب من البيت الأبيض عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في مصر ليثير التساؤلات حول مصير النظام الحالي. طنطاوي: أشم رائحة المصالحة
وبدأ الإعلام الحديث عن المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين، فقال الإعلامي مجدي طنطاوي، إنه يستشعر بوادر خير بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، مضيفا "أستشعر أن يكون هناك انفراجة على كل المستويات". وأضاف "طنطاوي"، مساء الثلاثاء، ببرنامج "كلام جرايد": "التاريخ يؤكد أن جماعة الإخوان عارض في تاريخ أمة، وهم ليسوا الأصل، حتى إن كان هناك لبس في بعض المفاهيم التي سيقت للعالم بعد 30 يونيو، السعودية تبني علاقة مع دولة عظيمة اسمها مصر". وتابع: "ألمح إلى انفراجة حتى مع المختلف معهم، حتى مع الإخوان، وسوف تتضح معالم الانفراجة في الأيام القادمة، الملك سلمان عنده حس وطني ويفهم حجم المؤامرة التي تحاك بالمنطقة العربية". ويجري العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أول زيارة رسمية لمصر اليوم الخميس، ومن المقرر عقد قمة ثنائية بين السيسي والملك سلمان، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بجانب بحث كل الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتتوج بالتوقيع على الشكل النهائي للاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. الابراشي يحدد شروط المصالحة وقسم الاعلامي وائل الابراشي معارضو عبد الفتاح السيسي خارج مصر إلى 3 فئات، لافتًا إلى أن بعض تلك الفئات يمكن للسلطة أن تجري معها "تسوية" بحسب تعبيره . وأقترح "الإبراشي" هذا الاقتراح بمناسبة عودة الاعلامي طارق عبد الجابر إلى مصر، حيث قال الابراشي: هناك 3 فئات، الاولى تنتمي تنظيميًا لجماعة الاخوان ، وفئة اخرى ارتكبت أعمال عنف ، وهناك فئة ثالثة ايدت موقف الاخوان وعارضت 30 يونيو . وأضاف: الفئة الثانية لا نقاش معها .. كل من انتهكوا القانون فلا تصالح معهم، اما الفئة الاولى المتعلقة بمن ينتمون تنظيميا للإخوان تحتاج ل"تسوية سياسية" مضيفًا: "إذا ارتأت السلطة ذلك" مثلما فعل النظام الأسبق ذلك مع الجماعة الاسلامية، لأن بعض هؤلاء ليس لديهم قضايا قانونية. واستدرك: "أما من عادى 30 يونيو ويرفض الاوضاع الحالية ولا ينتمي للإخوان ، فهذه الطائفة ينتمي لها طارق عبد الجابر ، فهو عاد للبلاد اليوم ، ومن حق البعض أن يرفض لكن الا يزايد على من قبلوا بعودة هؤلاء.. ومن حقنا أن يكون لدينا موقف يقول ان تفتح ابواب الحوار والتسامح مع الفئة الثالثة". انتخابات مبكرة وتوقع الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن تشهد مِصْر تطورات كبيرة خلال الشهور القليلة المقبلة، موضحا -في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء- أن النظام سيضطر للموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال الشهور المقبلة حرصًا على مصلحة الوطن، حسب تصريحاته. وأضاف أن "النظام على وشك السقوط بسبب حجم الإخفاقات والأزمات الداخلية والخارجية في عهد السيسي"، مشيرًا إلى أن مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني يؤكد وجود صراعات داخل مؤسسات الدولة تريد إسقاطها. وأكد مدير مركز ابن خلدون أن حادث ريجيني ورط السيسي والدولة في موقف غير مرغوب فيه أمام الشعب المصري وأمام المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن المطالبات التي تقدم بها بعض السياسيين المعارضين خلال الفترات الماضية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ستظهر مجددًا، وسترغم السيسي نفسه على الموافقة عليها، حسب تصريحاته أملا في إصلاح أوضاع البلاد المتردية. ولفت إلى أن "هناك حالة من الغضب الشديد الذي يسيطر على المشهد السياسي، نتيجة إخفاقات النظام الحالي في الوعود التي لم تنفذ إلى الآن". وتابع: "إذا نظرنا إلى حجم المشاكل التي تسبب فيها النظام والتي أدخلت مصر في نفق مظلم يتضح للجميع أن مصر على حافة الهاوية، وتنهشها الأزمات على الأصعدة المختلفة السياسية والاقتصادية". المصالحة مع تركيا وعن زيارة الملك سلمان لمصر والحديث عن مصالحة بين مصر وتركيا، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمؤبد للنظام، إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مصر، ستشتمل على مباحثات للتقريب بين وجهات النظر المصرية والتركية، مؤكدًا أن هناك تغييرًا في التوجه التركي تجاه مصر، وهناك تصريحات إيجابية من أردوغان بشأن ذلك. وأضاف "فهمي" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير" على قناة "صدى البلد"، أن هناك عدة ملفات ستشملها المحادثات، منها الدعم السعودي للاقتصاد المصري، وإنشاء القوة العربية المشتركة، والتجاذبات الإقليمية، وتسوية الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا، والدور الإيراني في المنطقة.