"لدي حلم".. كلمة أطلقها زعيم إنساني وناشط سياسي أمريكي ذو أصل أفريقي، مارتن لوثر كينج، كان هدفه إنهاء التمييز العنصري، حيث تمنى أن يأتي على أبنائه الصغار يوم يعيشون فيه في أمة لا تقيّمهم بألوان جلودهم، بل بما يمتلكون من صفات، واغتيل قبل أن يرى ذلك، وما يحدث في الأونة الأخيرة من تجدد الاشتباكات بين الشرطة الأمريكية ومحتجين سود يدفع الطرفين للتأمل في كلام ذلك المناضل. وأسفرت الاشتباكات التي وقعت بين قوات الشرطة الأمريكية، وعدد من الشباب السود في مدينة "بالتيمور" بولاية ميريلاند، مؤخرًا عن إصابة 7 من رجال الشرطة، وذلك بعد مقتل شاب أسود على أيدي قوات شرطة المدينة أثناء توقيفه. وكانت شرطة بالتيمور، أعلنت أن 34 شخصًا اعتقلوا خلال "أعمال شغب" جرت ليلة الأحد على هامش تظاهرة احتجاجية على وفاة الشاب فريدى جراى بعد إصابته بجروح لدى توقيفه من قبل الشرطة. وكان متظاهرون هاجموا سيارات للشرطة ومحلات تجارية في وسط المدينة على هامش أكبر تجمع ينظم منذ وفاة فريدي غراي (25 عامًا)، الذي أصيب بكسور في عموده الفقري لدى توقيفه في ال12 أبريل وتوفي بعد أسبوع متأثرا بإصابته. وكان الشاب الأسود الذي تم توقيفه من قبل الشرطة، بتهمة حيازة سكين ونقل أولًا إلى مركز للشرطة في هذه المدينة قبل أن ينقل لاحقا إلى المستشفى وفارق الحياة بعد أسبوع. واعترفت شرطة بالتيمور الجمعة أن إسعاف الموقوف تأخر، وكان يجب أن يحصل على مساعدة طبية فور إصابته بالكسور، حيث أوقف 6 من رجال الشرطة عن العمل، ومنذ وفاته تنظم تجمعات يومية تطالب بكشف ملابسات إصابته. وتأتي وفاة هذا الشاب ذو الأصول الإفريقية ضمن حلقة جديدة من مسلسل حوادث مشابهة وقعت في الأشهر الأخيرة وأججت التوتر والجدل حول عنف الشرطة بعد مقتل مواطنين عزل من أصول إفريقية. يشار إلى أن البيت الأبيض قد أعلن أنه يراقب حاليًا الوضع فى مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية عن كثب، وأنه تم استدعاء عشرات من قوات الشرطة الإضافية من مقاطعات أخرى بولاية ميريلاند بهدف دعم عمليات استباب الأمن فى المدينة.