في أول زيارة لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي للسعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم، ومع الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بدا في الأفق تساؤلا افتراضيا هل سيجلسا سويا لرأب الصدع الحادث بين البلدين منذ انقلاب 3 يوليو، برعاية سعودية، لتهدئة الاجواء، وبالتالي عودة الحديث مجددا عن مساع للمصالحة بين السلطة الانقلابية وجماعة الاخوان المسلمين. في هذا السياق يقول الدكتور ثروت نافع، البرلماني السابق، إن السعودية تحاول ايجاد تقارب بين تركيا والنظام الانقلابي في مصر، لان الزيارة تتزامن مع زياره اردوغان للملكة، ولا اعتقد ان وجود الاثنين في نفس التوقيت في السعودية هو من قبيل المصادفه. وأضاف "نافع" ل"رصد" أنه كان ملحوظا ايضا ان هناك تحركا ما بين دول الخليج الداعمة للسيسي والسعودية وقطر في الأسبوع الماضي، ومن خلال كل هذه التحركات اعتقد ان هناك محاوله سعودية لإيجاد نوع من الاستقرار في الوضع المصري لان هذا في صالحها ايضا خاصه بعد ظهور خطر الحوثيين علي حدودها القريبة. وأشار إلى أن وصع الإخوان سيكون احد محاور المحادثات، ولكن في اي اتجاه غير معلوم، قائلا: "أنا عكس الاخوان في كميه التفائل الذي يرونها في النظام السعودي الجديد، فأنا اري ان السعودية والدول الداعمة للسيسي لم يكن الاخوان هو تهديدهم الاول ولكن فكرة الربيع العربي نفسه هي مايخيفهم". وتابع: "لذلك ربما يكون النظام الجديد ليس معاديا بشده للإخوان كسابقه ولكنه بالطبع لن يكون مع الثورة المصرية وفكرة الحرية والديمقراطية". محمد سودان، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، قال إن الادارة السابقة السعودية كانت الداعم الاول للسيسي وللنظام الانقلابي كله، ولكن بعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان مقاليد الأمور اعتقد ان يحدث الكثير من التغييرات، لكن موضوع السيسي معقد جداً، فهو متورط في دماء و تعذيب وسرقات لموارد الدولة وتسييس القضاء وغيره من الجرائم الجنائية وجرائم في حق الانسانية. وأكد "سودان" ل"رصد" أنه دون دعم الخليج للسيسي اعتقد ان السيسي سيقع في مشكلة كبيرة، لكن هل يمكن السعودية ان تغير من موقف دعمها للسيسي؟ أشك في ذلك، لكن السعودية يمكن ان تقلص هذه المساعدات. وأشار "سودان إلى أن تدخل تركيا و قطر يمكن ان يحلحل الموقف المتأزم في مصر، لكن السيناريو السلمي اعتقد الان صعب تنفيذه لن يرضي الثوار الا بتراجع الجيش عن المدمار السياسي وعودة الجيش إلى ثكناته. وتسائل "سودان": هل يقبل السيسي بتنحيه وعودة الوضع إلى ما قبل 3 يوليو؟ مضيفا: "اظن ان الحل الأمثل للموقف هو انقلاب علي الانقلاب وتسليم السلطة للرئيس الشرعي، كما سيشهد الأسبوع القادم حراك سياسي كبير عن مصر". إلا أن قيادي بارز بجماعة الاخوان المسلمين توقع عدم لقاء السيسي بأردوغان خلال زيارتهما للسعودية، حيث قال الدكتور أحمد رامي، متحدث رسمي بحزب الحرية والعدالة إن اردوغان لا يلتقي بالسيسي ولو افتراضيا، وبالتالي علينا عدم استباق الاحداث. وكانت وسائل إعلام سعودية قالت إن زيارة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى الأحد المقبل للسعودية، تتزامن مع زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى تبدأ السبت وتنتهى الاثنين، وقبلهما زيارة تميم بن حمد أمير قطر، تهدف لبحث جهود ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز للمصالحة المصرية القطرية التركية، بهدف لم الشمل ووقف الارتباك الحادث فى المنطقة، ما ينعكس فيما بعد على إجراء مصالحة مع الاخوان في مصر..