في عملية وصفها البعض ب"الدرامية"، استقال كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين بأوروبا، في مارس 2012 على الهواء مباشرة، من الجماعة، بعد تقدم خيرت الشاطر لسباق الرئاسة؛ معلنًا (الهلباوي) اعتراضه على ذلك. استمر الهلباوي متحدثًا باسم الجماعة في أوروبا، لأكثر من 15 عامًا، وراح يروّج لأفكارها ودعوتها منذ 1997، معتبرًا أن وجود الجماعة في كل دول العالم، هو سر قوتها. لكن، وعقب ثورة 25 يناير، وبعد أن عاد من أوروبا، حيث كان يقيم في لندن، وبعد أشهر قليلة من عودته؛ أعلن استقالته من الجماعة، ليتحول لواحدٍ من أشرس مهاجميها، واصفًا إياها بأنها "أصبحت كيانًا يشبه الحزب الوطني"، فيما ردت عليه الجماعة وقتها، واصفة فعلته ب"الفرقعة الإعلامية". انتخابات الرئاسة 2012 ورفض الفلول خارجًا عن جماعة الإخوان، قرر ألا ينتخب مرشحهم محمد مرسي، ليختار دعم عبد المنعم أبوالفتوح، ثم ليتخذ في جولة الإعادة بين أحمد شفيق ومرسي؛ موقفًا محايدًا، مطالبًا كلًا منهما بتقديم الضمانات المطلوبة للشعب. الهلباوي صاحب ال76 خريفًا، توج نضاله، أخيرًا، بتأييد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب، واصفًا قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، ب"الحلم العربي". عبد الناصر الملك كان الهلباوي في حياته ما قبل ترك الإخوان، يهاجم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ وصفه ذات مرة، في حوار قديم، ب"الطاغية"، زاعمًا أنه (أي عبدالناصر) من درب التنظيم السري للإخوان على حمل السلاح. لكنه، وبعد 30 يونيو، تغير تمامًا، ليشارك في الذكرة ال 97 لميلاد عبدالناصر، في ضريحه بكوبري القبة، فيما يعتبر المشاركة الأولى له، في أي ذكرى تخص عبدالناصر. بل إنه حينها، وقف أمام قبره، داعيًا له بالحشر مع الصديقين والنبيين والشهداء. التخلص من الرفاق كمال الهلباوي، والذي كان رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، طالب المصريين بتأييد السيسي، بل تفويضه في محاربة ما سماه بالإرهاب الأسود، مشددًا على ضرورة القضاء على "إرهاب الإخوان". هذا ولم تفته المشاركة في وضع دستور ما بعد الانقلاب، إذ كان وكيلًا للجنة الخمسين، التي وضعت دستوريًا لم يكن للشعب أية فرصة للاطلاع عليه، فضلًا عن المشاركة فيه، حتى أن عددًا من المحررين البرلمانيين، قالوا في ذلك: "عرفنا أخبار الدستور في الحمام.. كنا نستغل خروجهم (أعضاء اللجنة) للحمام ونسألهم". كما لم سلم رفاق درب الهلباوي، من هجومه وسبه، وعلى رأسهم محمد مرسي، الذي وصفه الهلباوي، بأنه "منافق، تنطبق عليه آيات النفاق من كذب وخيانة وفجور". هذا بالإضافة إلى وصفه الإخوان ب"الخوارج"، والجماعة الإسلامية ب"المنافقين"، ومن دعوا للتظاهر بالمصاحف ب"المجرمين"، وهكذا كل من يعلن معارضته لعبدالفتاح السيسي. بعد رفض الفلول ينضم لقوائمهم وأخيرًا، ولعله ليس آخرًا، يعلن الهلباوي، ترشحه لانتخابات البرلمان القادمة، عبر المشاركة في قائمة "تيار الاستقلال"، جنبًا إلى جنب، مع فلول الحزب الوطني المنحل.