قال عضو بارز في حزب المحافظين البريطاني يوم السبت -بعد ان حقق حزب الاستقلال المعارض للاتحاد الاوروبي مكاسب كبيرة في انتخابات المجالس المحلية على حساب الحزب الحاكم- إن على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التخلي عن صورته النخبوية والتواصل مع الناخبين العاديين. وكان السخط بين الناخبين البريطانيين تجاه معدلات الهجرة عنصرا اساسيا في المكاسب الكبيرة التي حققها حزب استقلال المملكة المتحدة في انتخابات المجالس المحلية يوم الخميس والتي فاز فيها بأكثر من 25 بالمئة من الاصوات وسجل افضل نتيجة لحزب خارج الاحزاب البريطانية الرئيسية الثلاثة منذ الحرب العالمية الثانية. وبحسب رويترز اعترف كاميرون -الذي سبق ان وصف انصار حزب الاستقلال بأنهم "ثلة من المجانين والعنصريين" – بأن على حزبه ان يبذل المزيد من الجهد لاستعادة الناخبين الذين أداروا ظهورهم له وانه سيحاول استعادة زمام المبادرة السياسية الاسبوع القادم عن طريق وضع اجراءات جديدة للهجرة. وقال كاميرون "علينا ان نظهر الاحترام للناس الذين اختاروا تأييد هذا الحزب وسنعمل جاهدين لنستعيدهم مرة اخرى." وطالب نايجل فارج زعيم حزب الاستقلال بخفض كبير في اعداد المهاجرين إلى بريطانيا اثناء حملته الانتخابية مستغلا المخاوف بين البريطانيين بشأن فكرة هجرة اعداد كبيرة من البلغار والرومانيين إلى بلدهم بعد ان يحصلوا في العام القادم على حقوق كاملة للعمل في دول الاتحاد الاوروبي. وستعلن الحكومة الائتلافية التي يرأسها كاميرون يوم الاربعاء قيودا جديدة على المزايا الاجتماعية والمساعدات للمهاجرين خاصة في مجال الصحة. لكن بالنسبة لزعيم الحزب ورئيس الحكومة -الذي درس مثل عدد من كبار مستشاريه في ايتون جون وهي واحدة من أعرق المدارس الخاصة في بريطانيا- فإن المشكلة هي مشكلة تجمع بين الصورة والموضوع. وقال ديفيد ديفيز -عضو حزب المحافظين البارز الذي نافس كاميرون على زعامة الحزب في 2005 – ان رئيس الوزراء يخاطر باحتمال الظهور بمظهر المنفصل عن الناخبين الذين يريد كسب اصواتهم إذا أراد ان يعاد انتخابه في الانتخابات العامة التي ستجرى في 2015. وكتب ديفيز في صحيفة ديلي تلجراف اليومية يقول "الحقيقة هي اننا اذا اردنا الفوز في الانتخابات القادمة فعلينا ان نكسر هذا الانطباع عنا بأننا أفضل واننا لا نتواصل مع الاخرين."