هاجم زعيم الشيعة في تونس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة معتبراً سياستها تجاه الشان العام “سياسة عقيمة” وإتهمها بالتشبث ب”الكراسي على حساب مطالب الشعب” مشدداً على أنه ما كان لها أن “تحكم البلاد خلال مرحلة الإنتقال الديمقراطي”. وقال الشيخ مبارك بعداش إن “شعبية حركة النهضة تراجعت” بسبب تراجع الحركة عن العديد من مطالب التونسيين وانتهاجها ل”سياسة عقيمة، سياسة مسكنات لا غير، لأنها عابرة” ملاحظا أن “النهضة حافظت على الكراسي ونسيت مصالح الشعب الذي ينتظر منها الكثير”. وحذر الزعيم الشيعي من خطورة ولاء النهضة ل”قطر” باعتبار “خطورة أجندة الدولة الخليجية في المنطقة” مشيرا إلى أن “أرباب النهضة خالفوا ما كان التونسيون منحوها أصواتهم من أجله، فقد حولوا وجهتهم نحو قطر وتركيا القريبتين من الدول الغربية”. وتجدر الاشارة إلى أن بعداش ينحدر ، من عائلة سنية مالكية تقطن مدينة قابسجنوبتونس غير أنه اعتنق المذهب الشيعي أواسط الثمانينات من القرن الماضي “بحثا عن الفرقة الناجية” من النار على حد تعبيره. وكان الشيخ الثمانيني أسس في بداية الثمانينات من القرن الماضي حركة الاتجاه الإسلامي والتي تسمى اليوم “بحركة النهضة ” النهضة اليوم( رفقة كل من راشد الغنوشي وعبدالفتاح مورو وصالح كركر وحميدة النيفر وصلاح الدين الجورشي. من جهة أخرى حذر الزعيم الشيعي من “هجوم كاسح” سيشنه السلفيون في تونس على كل من “يعترض سبيلهم” واعتبرهم “لا عقل لهم، فدينهم ليس دين محمد صلى الله عليه وسلم وليسوا من السنة، فهم لا يحاربون من أجل قضية فلسطين لكنهم يتقاتلون ويقتل بعضهم بعضا ولم نسمع بسلفي قتل إسرائيليا وقد قتلوا مؤخرا الشيخ البوطي في سوريا على الرغم من أنه سني وبالتالي خطر هؤلاء قادم”. ويرى بعداش “أن السلفيين كالأفعى لونها جيد وسمها قاتل وهم يجدون دعما من الدول الغربية تزرعهم في كل مجتمع تريد تخريبه لأنه لا فكر لهم سوى القتل، لا يختلفون عن بعضهم فالسلفيون الجهاديون والعلميون وغيرهم لا يرجعون إلى السلف الصالح وبالتالي لا بد من التصدي إليهم”. وبحسب بعض التقارير لا يتجاوز عدد معتنقي المذهب الشيعي في تونس 7000 شخص في مجتمع يعتنق مذهب مالك بن انس السني. غير أنه منذ سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011 نشط عدد من الشيوخ الشيعة منهم الشيخ بعداش ولكن منهم أيضا التيجاني السمهاوي الذي يتخذ من محافظة قفصة مكانا لنشر التشيع وكذلك حسني شعير الذي درس بحوزة بإيران ويعمل على نشر المذهب الجعفري في تونس العاصمة. ويقول بعداش إن علاقة شيعة تونس بإيران “ممتازة جدا” و”يجدون حظوة كبيرة من قبل كبار مسؤوليها.