إرتفع عدد الأشخاص الذين توفوا غرقاً جراء الأمطار التي شهدتها محافظات يمنية خلال اليومين الماضيين إلى 19 شخصاً، وسط تحذيرات رسمية للمواطنين من الاقتراب من مجاري السيول. وبحسب مصادر رسمية ومحلية كما نقلت وكالة أنباء الأناضول في المحافظات التي تشهد هطول الأمطار فقد علق عدد من المسافرين منذ أمس الثلاثاء على الطريق الدولي بين اليمن وسلطنة عمان الذي قطع بسبب الامطار الغزيرة في محافظة المهرة (شرق)، فيما سجلت محافظة مأرب (شمال) وفاة 7 أشخاص جراء تعرضهم للجرف من قبل السيول الغزيرة في مديرية حريب بينهم نساء وأطفال. وفي محافظة عمران (شمال)، أدت الأمطار الغزيرة إلى غرق اثنين بينهم طفل، بينما أدت السيول في محافظة شبوة (جنوب) إلى غرق 4 أطفال في مياهها. ونالت محافظة حضرموت (جنوب) النصيب الأكبر من فاتورة الخسائر بشرياً ومادياً، إذ توفي ستة أشخاص غرقاً جراء سقوط الأمطار الغزيرة التي تشهدها عدد من مديريات المحافظة. وتمكنت فرق الدفاع المدني وعبر المروحيات من إنقاذ مواطنين في مديريتي شبام وسيئون في محافظة حضرموت، في حين شكلت السلطة المحلية لجانا لحصر الأضرار التي خلفتها السيول، داعية المواطنين إلى الابتعاد وأخذ الحيطة والحذر حول أماكن تجمع ومرور السيول. وأدى سقوط الأمطار إلى قطع الطرقات بين بعض المناطق كما تهدمت عدد من المنازل لاسيما وأن بناءها يقوم على الطين. وفي وقت سابق أعلن رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي العميد الطيار الركن عبد الملك الزهيري أن القوات الجوية والدفاع الجوي أرسلت ثلاث طائرات إلى محافظة حضرموت للمشاركة في عمليات انقاذ المواطنين والبحث عن المفقودين جراء هطول الامطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة. وأعادت الأمطار التي هطلت بغزارة إلى أذهان أهالي حضرموت مأساة كارثة الأمطار في 2008، التي أدت إلى وفاة أكثر من 30 شخصاً وتهدم عشرات المنازل، إضافة إلى خسائر كبيرة في البنية التحتية. وبلغت عدد المنازل المهدمة وفق الاحصائيات الرسمية حينها 1490 منزلاً منها 540 منزلاً تهدمت بصورة جزئية. ويخشى أن تلحق الأمطار أضراراً كبيرة في مدينة شبام الأثرية وهي واحدة من ضمن عدة مدن تشهد سقوط الأمطار بحضرموت. وتشكل المدينة المسوّرة التي يعود تاريخها الى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء المرتفع، وتعود تسميتها “بمانهاتن الصحراء” إلى مبانيها البرجية الشاهقة المنبثقة من الصخور ويبلغ تعداد سكانها 16094 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004. وتبنى منازلها الترابية، مثل باقي منازل حضرموت، بالعناصر الأولية أي التراب والتبن (بقايا المحاصيل من القش) حيث يخلطان معاً بالماء ثم يتركان ليجفا ويصنع منهما ما يسمى في اللهجة المحلية (المدر) ومن خلال كم هائل من المدر يتم بناء تلك المنازل التي تكون قوية لسنوات طويلة فيما لو تم الحفاظ عليها.