قتل مدني في مدينة عدن اليوم الثلاثاء برصاص مسلحين بلباس مدني عند حواجز وضعها محتجو الحراك الجنوبي الذين يواصلون تحركهم في الشارع لليوم السادس على التوالي، حسبما أفاد مصدر طبي وشهود، فيما يتابع الرئيس عبدربه منصور هادي زيارته إلى الجنوب. وقال الشهود بحسب ما أفادت فرانس برس أن مسلحين بلباس مدني أطلقوا النار من على متن سيارة على محتجين كانوا يقومون بقطع الطريق في أحد شوارع حي المنصورة ما أدى إلى مقتل حارس أحد العمارات. وأكد مصدر طبي في مستشفى النقيب لفرانس برس أن المستشفى أستقبل جثة مواطن. ولليوم السادس على التوالي قطع المحتجون الطرقات والشوارع الرئيسية في مدينة عدن محاولين فرض “العصيان المدني” الذي دعى اليه التيار المتشدد في الحراك بقيادة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض . وأسفرت المواجهات بين الشرطة والناشطين المطالبين بالانفصال عن ثمانية قتلى بينهم شرطي منذ الخميس اضافة الى القتيل الذي سقط الثلاثاء. وتستمر الاضطرابات بالرغم من استمرار زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي غير المسبوقة الى عدن التي وصل اليها ليل السبت. وقد اندلعت الاشتباكات بين قوات الامن وناشطي الحراك الجنوبي الخميس فيما كان انصار ومعارضو الوحدة اليمنية يتظاهرون بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب هادي رئيسا توافقيا لليمن. وشوهد العشرات من ناشطي الحراك الجنوبي الثلاثاء يضعون الحجارة ويحرقون الاطارات على الطرقات، خصوصا في شوارع احياء المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان مما اعاق حركة المرور وشل الحركة التجارية في المدينة. وغم التواجد الكثيف لقوات الامن والجيش في بعض شوارع المدينة الا انه لم تسجل اي مصادمات مع المحتجين الثلاثاء. وتنتشر مركبات امنية وعسكرية عند مفترق الطرقات حيث رفع البعض اعلام اليمن وصور الرئيس هادي. من جانبه قال الناشط السياسي في الحراك الجنوبي وعضو اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني لطفي شطارة لفرانس برس ان هادي اجرى لقاء مع عدد من الجنوبيين بهدف تهدئة الاوضاع في الجنوب. وقال “نحن التقينا الرئيس هادي بعد يوم واحد من وصوله الى عدن بغرض تهدئة الاوضاع خصوصا بعد الاحداث المؤسفة في 21 فبراير وطرحنا لهادي عدة مطالب منها إقالة محافظ عدن وحيد علي رشيد ومدير الأمن المركزي العميد عبدالحافظ السقاف وتكفل الحكومة بمعالجة الجرحى وتعويض أسر الشهداء والإفراج عن المعتقلين السياسيين”. وأضاف ان “هادي وعدنا بتبنى عدد من القرارات التي ستسهم في تهدئة الاوضاع في المحافظات الجنوبية لكن للاسف لم نسمع شيء حتى الان وهذا مؤشر غير ايجابي”. وبحسب شطارة، فان هادي ينوي لقاء المزيد من منظمات المجتمع المدني و فصائل الحراك الجنوبي. وتطالب معظم فصائل الحراك بالعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990 كما ترفض شريحة كبيرة من الحراك المشاركة في الحوار الذي ينطلق في 18 مارس بموجب إتفاق إنتقال السلطة. ويسعى هادي جاهدا إلى إقناع الجنوبيين بالمشاركة في الحوار. ويهدف الحوار إلى حل مشاكل البلاد لاسيما القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال فضلا عن تعديل الدستور وصولا إلى إنتخابات رئاسة وعامة في غضون سنة.