أكد المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية، أن صناعة تكرير البترول تلعب دورا رئيسيا في توفير الطاقة التي تعد عنصرا أساسيا في تحقيق تنمية الدول ونموها الاقتصادي ، مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي في مجال التكرير له دور إيجابي في تحقيق الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على المنتجات البترولية بالإضافة إلى زيادة القيمة الإقتصادية للمنتجات البترولية مع مراعاة المتطلبات الإقليمية والعربية في مجال حماية البيئة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير صباح اليوم في مؤتمر “خيارات تكرير النفط الثقيل في الدول العربية” والتي تنظمه منظمة الدول العربية المصدرة للبترول “أوابك” بالتعاون مع مركز التعاون الياباني للبترول، وبدعم من وزارة البترول المصرية، بمشاركة عباس علي النقي الأمين العام لمنظمة “أوابك”، والسفير الياباني بالقاهرة نوريهيرو أوكودا، والعضو المنتدب بمركز التعاون الياباني للبترول موريهيرو يوشيدا. وقال الوزير إن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع بذل أكبر جهد ممكن في مجال نقل واستيعاب التكنولوجيا في ظل التكتلات التي يشهدها عالمنا المعاصر والذي يشهد منافسة شديدة يعتمد النجاح فيها على قدرة الدول وتمكنها من إنتاج سلعة ذات جودة فائقة، وبسعر اقتصادي تنافسي وهو ما لا يمكن تحقيقه سوى باستخدام التكنولوجيا المتطورة ، مؤكدا أهمية التكنولوجيا في شتى أوجه الصناعة البترولية والتي تعتمد بالدرجة الأولى على أحدث ما يطبقه العالم من تقنيات متطورة. وأضاف الوزير أنه نظرا لأن صناعة التكرير تتطلب تكنولوجيا متطورة تمتلكها شركات عالمية متخصصة، كما تحتاج لإستثمارات كبيرة وأجهزة حديثة قد أدى ذلك لحتمية استيعاب الفنيين بقطاع البترول العربي بهذه التقنيات والتدريب على استخدامها ، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه منظمة “أوابك” في تشجيع البحث العلمي. ومن جانبه، أكد السفير الياباني أن المؤتمر جاء في وقت هام بهدف بحث التكنولوجيات الحديثة لتوفير المنتجات البترولية من النفط الثقيل في ظل الطلب العالمي المتزايد على الطاقة واتجاه دول العالم للعمل على تأمين مصادر الطاقة لديها، مؤكدا اهتمام اليابان بالتعاون مع مختلف الدول بهدف توفير التكنولوجيات الخاصة بتكرير البترول. ومن جانبه، أكد العضو المنتدب بمركز التعاون الياباني للبترول موريهيرو يوشيدا - في كلمته – أهمية التعاون مع منظمة “أوابك”، مشيرا إلى ما تقوم به المنظمة اليابانية من تقديم تعاون فني لمختلف الدول والمنظمات الدولية بهدف تحقيق التطور التكنولوجي الحديث في مجال البترول وتوفيره من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ولصالح الاقتصاد العالمي وجميع دول العالم. وأشار إلى التحديات العالمية التي تواجه صناعة النفط خاصة فيما يتعلق بتكرير النفط الثقيل ، لافتا إلى انخفاض الاحتياطات العالمية من النفط الخفيف مقابل النفط المتوسط، والثقيل في مقابل تزايد الطلب العالمي على المنتجات النفطية. وأكد الإهتمام بتطوير المصافي القائمة وإنشاء مصافي جديدة تتعامل مع أنواع النفط خاصة الثقيل منها بدلا من اضطرار الدول العربية من بيعه إلى الأسواق العالمية بأسعار منخفضة والأمر الذي يؤدي إلى زيادة دخل الدول العربية بعد تحويله إلى منتجات بترولية ، مشيرا إلى تشجيع منظمة “أوابك” البحث العلمي في هذا المجال. ولفت إلى أن المؤتمر سيبحث على مدى 3 أيام، 20 ورقة عمل حول تكرير النفط الثقيل كما سيقوم المشاركون في المؤتمر بزيارة معمل تكرير البترول “ميدور” بالإسكندرية والذي يعتبر أحدث معمل في الشرق الأوسط.