قال الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل تعليقا على خطاب الرئيس الأخير إن البلاد كلها فى حالة صدمة “الأمر الواقع” الذى لم يكن أحد مستعداً له ، وإنه يلوم الرئيس لأنه لم يعط نفسه فرصة ليدرس طبيعة الظروف والتحديات التى تواجه البلاد. وقال هيكل إن خطاب الرئيس مرسى لم يشخص وضع الداخل كما يجب ، كما أنه قد تعرض لصدمة أيضا حول حقيقة قدرة كوادر الاخوان على الحكم وتولى المناصب القيادية فى الدولة ، مضيفا إن المعرفة تريح الشعوب وكان الأفضل أن يواجه المصرييين بالحقيقة، فكان من الأفضل أن يتحدث عن الواقع وليس عن تفاؤله وأحلامه الوردية ، وأن يدعو القوى السياسية للمشاركة. وقال : ” يقلقنى الانقسام المتواصل على الساحة المصرية بين السلفيين أنفسهم وانقسموهم على الاخوان ، وعندما لا تكون الصورة كاملة نستسهل ما نرى” ، وقال إن الرئيس مرسى اهتم فى خطابه بالخارج لأنه لا يعرف الكثير عن الداخل ، والمصريين أمام مرحلة جديدة تقتضى خطاب جديد ، فلا تزال خطابات الرئيس مرسى تسيطر عليها العبارات المعلبة المستهلكة. النظام يمتلك 90 بالمئة من وسائل الاعلام..فلماذا يضيق بنسبة ال10% ، الوطن العربى ينظر باعجاب لتجربة ديمقراطية فريدة فى الاعلام ..وأنا غير متحيز للاعلام الخاص، الاعلام يخبر الحقيقة للاخرين ويفتح الملفات ويبحث عن الحقائق..والاعلام لا يحاسب ولا يراقب، الاعلام أصبح صناعة..والقضية كيف نوجد الضمانات. وأضاف إن السلطة عليها صياغة محدادات الأمن القومى ومعايير القانون والاخلاق ، ومعايير الاخلاق تصنعها بيئة العصر، ولايمكن الحديث عن أموال فاسدة دون الافصاح عنها ، كما أن الاخلاق معيار لا يمكن وضعه فى قانون، وأشعور بقلق من عدم فهم السلطة لدور الاعلام الحر..والجميع لا يريد رصد حركاته من أحد. وعن مشكلة فلسطين قال هيكل إنه لم يعجبه خطاب الرئيس تجاه فلسطين لحصرها فى قضية القدس وتجاهل قضية المستوطنات، وأرجع عيوب خطاب الرئيس مرسى تجاه فلسطين إلى كاتب الخطاب وقد لا يكون الرئيس قد قرأه لانشغاله ، وإنه لا يطالب الرئيس مرسى بالحرب لكن القدس قضية جوهرية للتيار الاسلامى. وعن موضوع عودة اليهود إلى مصر قال هيكل إن الحديث عن عودة اليهود هو من ضمن صدمة الواقع التى تحدث عنها ، وإنه لا يوجد ما يسمى بتعويضات لليهود ، وللأسف لدينا أشخاص يتحدثون فى قضايا لا يعرفون عنها شيئا. وأضاف إن الجالية اليهودية فى مصر والتى قدرت أعدادهم ب60 ألف شخص عام 1947 كانوا رافضين لتأسيس دولة إسرائيل، كما كان معظم أغنياء اليهود يحملون جنسيات أخرى ولم يمتلكوا جوازات سفر مصرية ، ومعظم تعويضاتهم تمت ضمن التعويضات الانجليزية والسويسرية الفرنسية والبلجيكية فى قرارات التأميم. وختاما قال إنه عندما قامت ثورة يوليو كان هناك مخططات لاستخدام اليهود فى شبكات وتنظيمات ضد مصر ، كما أن بعض اليهود رحلوا عن مصر بعد حرب فلسطين وآخرين بعد حريق القاهرة ، وتصريحات عودة اليهود لمصر هى صيحة من لا يعرف.