قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، إن تركيا لا تمتلك الحق في إنشاء منطقة عازلة شمال سوريا، بشكل منفرد، مشددا على أن هكذا خطوة، تتطلب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي. وأضاف أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده في برلين، مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عقب لقائهما، اليوم، أن تركيا دفعت ثمنا كبيرا، جراء تدخلها الأحادي شمال العراق، لذا فهي لن تقدم على أي خطوة أحادية في هذا الصدد. وأشار أردوغان، إلى أن بلاده تهتم بالوضع الداخلي السوري، حيث اضطر أكثر من مليونين ونصف مليون مواطن سوري، مغادرة وترك منازلهم، واصفا الأمر بالخطير والمقلق. وجدد أردوغان مطالب بلاده من إسرائيل، لإعادة العلاقات الثنائية إلى وضعها الطبيعي، مشددا على ضرورة أن تقدم اعتذارا على مهاجمتها لقافلة أسطول الحرية، وقتلها مواطنين أتراك، وأن تقوم بدفع تعويضات لأهالي الضحايا، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة. وأكد أردوغان، أنه من دون تنفيذ إسرائيل لهذه الخطوات الثلاثة، فإن حكومته غير مستعدة لإعادة العلاقات الثنائية بين الجانبين، وفي حالة تنفيذ إسرائيل للمطالب التركية، فإن حكومته مستعدة لإعادة العلاقات مجددا بين الجانبين. وتابع أردوغان مؤكدا أن إسرائيل تشرع في بناء جدران الفصل في فلسطين، في الوقت الذي احتفل فيه العالم بهدم جدار برلين، مضيفا بأن ما تفعله إسرائيل يهدد السلام العالمي الذي تدعو إليه حكومته. وأوضح أردوغان، أن مباحثاته مع ميركل تطرقت لموضوع منظمة “بي كا كا” الإرهابية، والتعاون المشترك بين الجانبين في هذا المجال، مشيرا أن تركيا تنتظر من دول الاتحاد الأوروبي، والدول الغربية، الإيفاء بالتزاماتها تجاه تركيا، فيما يخص مكافحة الإرهاب. ولفت أن حكومته، في إطار التعاون المشترك، في مكافحة الإرهاب، تقوم بتسليم هذه الدول المطلوبين حسب طلبها، في الوقت الذي تعزف فيه هذه الدول، عن المعاملة بالمثل، وتسليم الإرهابيين الذين يقومون بدعم المتمردين الإنفصاليين في تركيا. ووصف أردوغان، عمليات إضراب المعتقلين من منسوبي منظمة “بي كا كا” الإرهابية، عن الطعام، بأنه استعراض لا أكثر، وبأن حكومته تقوم بمتابعة المضربين عن الطعام عن قرب، والإشراف على حالتهم الصحية بشكل طبي. وبين أردوغان، أنه في الوقت الذي يدعو قادة الإرهابيين، العناصر المعتقلة إلى الإضراب عن الطعام، يقوم هؤلاء بدعوة بعضهم وتناول أفخر أنواع الطعام واللحوم، تاركين المعتقلين ضحايا يموتون من دون اكتراث. كما أكد أردوغان، أن محادثاته في المانيا تناولت موضوع انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وتطورات المحادثات في هذا الإطار، مبينا أن ألمانيا هي شريكة حقيقية لتركيا في هذا الإطار. وأرجع أردوغان انقطاع المفاوضات مع الاتحاد الأوربي، في الفترة الحالية، إلى تولي حكومة قبرص اليونانية رئاسة الاتحاد، مشيرا أن إنضمام قبرص للاتحاد، كان قرارا خاطئا باعتراف ميركل، لأنه لا توجد دولة اسمها قبرص على حد وصفه، بل هناك حزيرة مقسمة تقوم عليها دولتان. من ناحيتها أكدت ميركل، أن بلادها تدعم تركيا في مفاوضاتها للحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن العلاقات الثنائية متينة، وتتصف بأنها شراكة حقيقية. وأشارت ميركل، إلى وجود خلافات حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، إلا أن المفاوضات جارية من أجل تجاوز هذه الخلافات، والوصول إلى صيغة مشتركة لتجاوزها.