تواصلت، السبت، أعمال العنف في سوريا في اليوم الثاني من هدنة عيد الأضحى التي تكرس سقوطها النهائي مع استئناف القصف الجوي والمعارك المسلحة بين القوى النظامية والمعارضة المسلحة، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 81 قتيلا في مناطق عدة من البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8 أشخاص قتلوا بغارة شنها الطيران السوري على مبنى في مدينة عربين بريف دمشق، في أول قصف جوي بسوريا منذ بدء سريان الهدنة. كما تعرضت قرية معرة ماتر الواقعة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب “للقصف من طائرة حربية وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القرية”، حسب ما أفاد المرصد. من جانبها، سجلت لجان التنسيق المحلية حدوث 487 خرقا للهدنة من قبل النظام السوري في مناطق متفرقة في سوريا، وأكدت سقوط عدد من القتلى من المدنيين جراء القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات النظامية. في المقابل، اتهم الجيش السوري في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية “المجموعات الإرهابية المسلحة” بمواصلة “خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية” لليوم الثاني على التوالي. وقال الجيش إنه مصمم على “مواصلة التصدي بحزم لهذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الوطن والمواطنين”. وفي تطور ميداني لافت، سقط 30 قتيلا جراء معارك جرت بين مجموعات كردية ومسلحين من “الجيش الحر” في ، في حي الأشرفية بحلب شمالي سوريا، وفقا لما ذكر المرصد. ونقل المرصد عن سكان أن نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا إلى حي الأشرفية، فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما أدى إلى نشوب معارك بين الطرفين. يشار إلى أن الأكراد يشكلون نحو 15 بالمئة من السكان، وهم يعادون النظام الذي يتهمونه بقمعهم، الا أنهم حذرون تجاه المعارضة التي يعتبرون انها لا تتفهم خاصيتهم كقومية مختلفة. إلى ذلك، قال التلفزيون السوري الحكومي إن ما وصفه ب “اعتداء الإرهابي” استهدف كنيسة في دير الزور واقتصرت أضراره على الماديات، في حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 5 قتلى على الأقل في هذا التفجير. وشهدت حرستا بريف العاصمة دمشق اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وفقا لما ذكرت لجان التنسيق المحلية التي أفادت بسقوط قتلى وجرحى في عربين بقصف للطائرات الحربية. وقال ناشطون إن قوات الأمن أعدمت عائلة كاملة مؤلفة من 5 أشخاص بينما كانت عائدة إلى بيتها التي نزحت منه في زملكا بريف دمشق. وبثت مواقع المعارضة مشاهد فيديو تظهر قصفا بمدفعية القوات النظامية على حي بستان الباشا في حلب، ولم يتسن التأكد من صحة تلك المشاهد من مصادر مستقلة. وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 146 شخصا على الأقل و292 خرقا للهدنة التي قال الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن دمشق والمعارضة وافقا عليها.-نقلا عن سكاي نيوز عربية.