دعا رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور دول العالم إلى مساعدة بلاده في تحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين . وقال النسور في تصريح للصحفيين خلال زيارته اليوم “الأربعاء” لمخيم “الزعتري” للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كم شمال شرق عمان) والتي رافقه خلالها فريق وزاري كبير وممثلو الجهات المعنية” أعيد النداء إلى كل الخيرين في هذا العالم أن يهبوا إلى مساعدة الأردن ليظل كما كان دوما عند محط الأمل فيه في أداء واجبه الإنساني”. وأكد أن الحكومة الأردنية ستبذل كل جهد مستطاع على الرغم من شح مواردها والصعوبات المالية التي تواجهها وستضع مقدرات هذا البلد لخدمة الأشقاء السوريين، مقدما الشكر للمنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة التي قدمت يد المساعدة إزاء هذا الوضع الإنساني. وناشد جميع الأطراف الخيرة في العالم قبل فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب لمساعدة الأردن للحفاظ على حياة اللاجئين السوريين وضمان سلامتهم وصحتهم خاصة وأن منطقة “الزعتري” تشهد إمطارا وثلوجا وبردا قارسا في ظل عدم كفاية الإمكانات المادية لتزويدهم بما يكفي من الطاقة والغذاء والكساء. وأعلن أن العمل في تعبيد جميع الطرق في المخيم سيبدأ يوم “الأحد” المقبل للقضاء على الغبار الذي يشهده المخيم نتيجة للطبيعة الجغرافية للمنطقة كما سيتم عمل قنوات لتصريف مياه الأمطار داخل وحول المخيم تحسبا من الفيضانات التي قد تحدث خلال فصل الشتاء، لافتا إلى أن التكلفة ستتحملها الخزينة الأردنية في انتظار المساعدات من الدول الصديقة. كما أكد الدكتور النسور انه لا يوجد هدف سياسي لزيارته لمخيم “الزعتري” وإنما الهدف إنساني بحت”، مشيرا إلى أن الأردن لها تاريخ طويل في استقبال الهجرات من العديد من الدول. ولفت إلى أن العمل سيبدأ فورا في إقامة مخيم آخر للاجئين السوريين في منطقة “مريجب الفهود” بمحافظة الزرقاء(23 كم شمال شرق عمان) وسينتهي العمل به خلال ستين يوما وستقوم بتنفيذه القوات المسلحة الأردنية المشهود لها بالكفاءة وسرعة الانجاز. وأوضح أن إنشاء المخيم الجديد يأتي لمواجهة أي حاجة في المستقبل، مؤكدا على أن إقامة هذا المخيم الجديد ليست له دلالة سياسية إذ لا يعني أن الحكومة الأردنية تتوقع المزيد من الهجرة أو لا تتوقعها ولكن انطلاقا من الواجب الأخلاقي والإنساني وتوقع الأسوأ. وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور إن تكلفة إنشاء المخيم الجديد ستبلغ على أقل التقديرات حوالي20 مليون دولار فيما يتعلق بالبنية التحتية من خيم وطرق ومياه وصرف صحي، مشيرا إلى أن كلفة إدامة المخيم تحتاج إلى ما لا يقل عن 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات من الكهرباء والطاقة والتدفئة والمياه والغذاء والكساء. وأطلع رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور خلال زيارته اليوم لمخيم “الزعتري” على الاستعدادات المتخذة للتأكد من جاهزية المخيم مع قرب حلول فصل الشتاء. والتقى النسور بعدد من اللاجئين السوريين واستمع إلى أبرز احتياجاتهم من الخدمات ، مؤكدا حرص الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني على تقديم الخدمات الأساسية وتوفير الحياة الكريمة لهم. كما تفقد المدارس الموجودة في المخيم التي يدرس فيها نحو2400 طالب وطالبة من اللاجئين السوريين وتبادل الحديث مع الطلبة بشأن العملية التدريسية ، وأيضا سير العمل بالمستشفيات الميدانية العاملة هناك وهي المستشفى الميداني الأردني الايطالي والمستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي والمستشفى الفرنسي والتقى بالكوادر الطبية والتمريضية العاملة في هذه المستشفيات، معربا عن شكره للدول الصديقة والشقيقة على جهودها الإنسانية المميزة المقدمة للاجئين. من ناحية أخرى وصل مستشفى “المفرق” اليوم “الأربعاء” ثلاثة سوريين مصابين بعيارات نارية في مناطق مختلفة من أجسامهم تعرضوا لها أثناء محاولتهم اجتياز السياج الحدودي بين الأردن وسوريا. وقال مدير مستشفى المفرق الدكتور حمود السرحان إن عيادات الطوارئ بالمستشفى استقبلت اليوم ثلاثة سوريين مصابين بإصابات مختلفة،واصفا حالتهم بين المتوسطة والخطيرة. ويشير الأردن إلى حوالي 215 ألف لاجئ سوري على أراضيه منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 موزعين على مختلف المحافظات الأردنية من بينهم 107 آلاف مسجلين أو في انتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وبحسب تقديرات خطة الاستجابة الإقليمية الجديدة فإن حوالي 250 ألف لاجئ سوري سوف يحتاجون للمساعدة في الأردن بحلول نهاية العام الجاري وفق بيان للمفوضية.