دخل رئيس السودان عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ظهر اليوم في اجتماع مغلق هو السادس لهما في سلسلة اجتماعاتهما بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. واستبقت وزارة الخارجية الإثيوبية الاجتماع بإصدار بيان ذكرت فيه أن الرئيسين على وشك التوصل لاتفاق حول القضايا الخلافية المترتبة على انفصال الجنوب في يوليو 2011، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وأوضحت الخارجية الإثيوبية أن النتيجة النهائية للمفاوضات الجارية على أراضيها منذ مساء الأحد الماضي ستُعلن في مؤتمر صحفي اليوم. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح في تصريحات صحفية قبل بدء الاجتماع أن الطرفين سيوقِّعان على اتفاق إطاري بعد الاجتماع الذي وصفه ب”الحاسم”. وأضاف أن “هناك إرادة سياسية من جانب السودان، وأعتقد أنه توجد إرادة سياسية من الجانب الآخر”. وأشار إلى أنه في حال عدم التوصل لاتفاق شامل فإن الوسيط الإفريقي ثابو أمبيكي سيضع خارطة طريق لما تبقى من القضايا الخلافية. ولم يستبعد مروح الذي أطلق تصريحاته من مقر المفاوضات أن يوقع الجانبان على اتفاق عام غير مفصل يشمل كل الموضوعات الاقتصادية والسياسية وغيرها. وقال مروح إن مسافة الخلاف حول منطقة الميل 14 الحدودية بدأت تضيق بينما لا يزال النقاش مستمرًا حول تبعية منطقة أبيي الغنية بالنفط. واتفق الطرفان على إجراء استفتاء لتحديد تبعية أبيي شمالاً أو جنوبًا، لكن الخلاف يتركز حول من يحق له التصويت. وتمثل منطقة الميل 14 الحدودية آخر عقبة لاتفاق الطرفين على منطقة آمنة منزوعة السلاح اقترحها أمبيكي، وكانت تعترض عليها الخرطوم بسبب ضمه للمنطقة إلى حدود دولة جنوب السودان. ومنطقة (الميل 14) عبارة عن شريط غني بالمراعي الخصبة تتمسك به قبيلة الرزيقات وهي من أكبر القبائل في إقليم دارفور المتاخم للجنوب. ويتوجب على الرئيسين حسم الخلاف حول تبعية خمس مناطق أخرى متنازع عليها تمثل 20% من الحدود بين البلدين والتي تتجاوز 1800 كيلومتر. واتفق الطرفان على عدد من الملفات الاقتصادية خلال الجولة الحالية تشمل التجارة الحدودية وتقاسم سداد الدين الخارجي والمعاشات بجانب التفاصيل الفنية لاتفاق النفط.