إتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم من وصفتهم بالإسلاميين المتشددين الذي يسيطرون على مناطق شمال مالي بإرتكاب إنتهاكات خطيرة من بينها بتر الأطراف وجلد الناس في الشوارع ورجم زوجين حتى الموت لاتهامهما بالزنا. وقالت المنظمة – حسبما نقلت شبكة ” إيه بي سي نيوز” الأمريكية اليوم الأربعاء – أن هؤلاء المتشددين الذين يسعون لتطبيق ” الشريعة ” قاموا أيضاً بحظر نغمات الهواتف المحمولة إذا لم تكن آيات من القرآن بالإضافة إلى حظر المشروبات الكحولية والسجائر. وأشارت المنظمة – التي تتخذ من نيويورك مقرا لها – إلى إن السيدات اللاتي لا يرتيدن الحجاب أو اللاتي يلبسن المجوهرات أو يضعن العطور يواجهن عقوبة أيضاً . من جانبها، قالت كورين دوفكا الباحثة في الشئون الأفريقية بالمنظمة إن الجماعات الإسلامية المسلحة أصبحت قمعية على نحو متزايد بعد أن شددت قبضتها على مناطق شمال مالي . وأضافت دوفكا أن عمليات الرجم وبتر الأطراف والجلد أصبحت ممارسات يومية من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة، وذلك في محاولة واضحة لإجبار السكان المحليين على قبول وجهة نظرهم بشأن العالم وتطبيق مفهومهم للشريعة الإسلامية. يشار إلى أن حكومة مالي الإنتقالية قد وافقت أول أمس (الإثنين) على إنتشار القوات المقاتلة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” بالعاصمة باماكو، وذلك في محاولة لإستعادة منطقة الشمال التي تسيطر عليها مجموعات إسلامية مسلحة منذ خمسة أشهر تقريباً . يذكر أن رئيس مالي بالإنابة ديونكوندا تراوريه كان قد أعرب عن أمله في تحرير شمال البلاد من خلال المفاوضات أو القوة، داعياً الجماعات المسلحة إلى الشروع في مفاوضات جدية في إطار إحترام صارم لسيادة الأراضي وعلمانية الدولة .