اتفقت مصر والسودان على وضع أسس جديدة، لانطلاق التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، والعمل سويا بين حكومتي البلدين لتسهيل وتيسير سبل هذا التعاون حتى يمكن مضاعفة حجم التبادل التجارى عشر مرات على ما هو عليه الان والذى يبلغ حاليا نصف مليار دولار سنويا وبما يخدم مصلحة الشعبين. ودعا الجانبان المصرى والسوداني فى ختام زيارة رئيس الوزراء هشام قنديل والوفد المرافق له الخرطوم والتى استمرت يومين، رجال الاعمال والمستثمرين المصريين والسودانيين الى اغتنام الفرصة المتاحة حاليا والمتمثلة فى رغبة البلدين والقيادتين والشعبين فى ترسيخ وتطوير التعاون لإنشاء المشروعات المشتركة خاصة ان البلدين يملكان الآراضي الصالحة للزراعة والمراعى والموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية بالاضافة الى الاسواق المتعطشة لنتائج وثمار هذا التعاونى الثنائي. وأكد الجانبان فى مؤتمر صحفى مشترك عقده رئيس الوزراء هشام قنديل وعلى عثمان طه النائب الاول للرئيس السودانى بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولى على ان حكومتي البلدين حريصتان على توفير المناخ الملائم للتعاون بين أبناء وادى النيل وتبذلان قصارى الجهد لتوفير البنية التحتية التى تساعدهما على تنفيذ المشاريع المشتركة وتبادل السلع والأفراد بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالطرق بكافة أنواعها البرية والسككية والنهرية. وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل، فى المؤتمر الصحفي قبيل مغادرته الخرطوم، إن زيارته للسودان وضعت حجر الأساس للتعاون الثنائي خلال المرحلة القادمة فى ضوء الرغبة الأكيدة والإرادة السياسية لتعظيم التعاون فى كافة المجالات. وأشار الى اللقاءات الأربعة التى تمت بين كبار المسئولين المصريين والسودانيين على مدار شهر واحد منهما اثنان على مستوى رئيس الجمهورية وواحد على مستوى رئيس الوزراء وآخر على مستوى وزير الخارجية. وقال قنديل إن الزيارة تعكس الحميمية فى العلاقات التاريخية بين البلدين، موضحا أن الزيارة شهدت تحقيق أهداف عديدة منها استعراض نتائج اللجان وما توصلت إليه ومتابعة ما يتم فى العلاقات على الأرض، بالإضافة إلى تعرف رجال الاعمال المصريين على فرص العمل على الطبيعة والاتفاق مع نظرائهم السودانيين على عدد من المشروعات وكذلك توقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمار والتنسيق بين الوزارات المتناظرة لوضع آليات للمتابعة. وأشار قنديل الى انه تم خلال الزيارة تخصيص قطعة أرض لإقامة منطقة صناعية مصرية للأمن الغذائي وأخرى لتصنيع الجلود، لافتا الى افتتاح البنك الأهلى المصرى بالخرطوم وزيادة عدد المشروعات. وأكد قنديل عزم الحكومتين المصرية والسودانية على تحقيق آمال الشعبين فى تحقيق الأمن الغذائي وترجمة الربيع العربى الى ربيع يركز على الاقتصاد تنضم إليه الدول العربية المختلفة. ووجه رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل رسالة للمستثمرين ورجال الاعمال في البلدين قائلا ” الكرة الان فى ملعبكم، فالتمويل للمشروعات متوافر وفرص الاستثمار متاحة والبنى التحتية موجودة ونعمل على تطويرها لخدمة البلدين”، مشيرا الى ان الطرق بين مصر و السودان ستعمل على الإسراع بعمليات التنمية المشتركة. ووجه الشكر للمسئولين السودانيين على حسن الضيافة وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح الزيارة. من جانبه وصف النائب الاول للرئيس السودانى على عثمان طه زيارة قنديل للسودان بالإيجابية. وقال إنها تساهم فى وضع العلاقات فى آفاق جديدة وتحول الأقوال الى أفعال. وأضاف طه: “اتفقنا خلال الزيارة على بحث الربط الكهربائي وتيسير الاستثمار المشترك ووضع آلية للتعاون وحل مشكلات المستثمرين ورجال الاعمال”. وأشار الى انه تم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة قبيل نهاية شهر اكتوبر المقبل. ووجه رسالة لرجال الاعمال في البلدين قائلا ” هلموا لتوظيف الفرص المتاحة فى التعاون خاصة أننا نملك القدرات البشرية والاقتصادية والموارد الطبيعية والأسواق الضخمة”. وقال إن حجم التبادل التجارى بين البلدين يمكن ان يتضاعف عشر مرات اذا تحسنت وسائل النقل بين البلدين.