خرج وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ، عن موقف حلف شمال الأطلسي "الناتو" الموحد بشأن روسيا ، متهما التحالف ب"إثارة الحرب" ضد موسكو، وذلك تعقيبا على التعزيزات العسكرية والمناورات الأخيرة للحلف في دول حوض البلطيق وبولندا، والتي رأى أنها نوع من التهديد . وقال شتاينماير ، في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية اليوم السبت "السيء الذي لا ينبغي لنا فعله هو إشعال الموقف بصوت السيوف العالي وإثارة الحرب" ، مؤكدا أن "أي أحد يعتقد أن عرضا عسكريا رمزيا للدبابات على الحدود الشرقية للتحالف سيجلب الأمن هو مخطئ"، مضيفا "سنكون حكماء بألا نقدم الذريعة لتجديد مواجهة قديمة." تأتي تصريحات شتاينماير عقب أكبر تصعيد عسكري لحلف الناتو منذ نهاية الحرب الباردة؛ حيث شارك نحو 31 ألف جندي في العملية "أناكوندا" والتي استمرت لعشرة أيام، هذا الشهر، ومثلت تدريبات عسكرية تحاكي هجوما روسيا على بولندا. وتمثل هذه المناورات المرة الأولى التي تعبر فيها الدبابات الألمانية من غرب بولندا إلى شرقها منذ الحرب العالمية الثانية. وكان الرئيس البولندي أندريه دودا قد أوضح أن المناورات موجهة نحو روسيا، قائلا إن "هدف المناورات واضح. نحن نحضر لهجوم (روسي محتمل)." وتجري حاليا في دول حوض البلطيق مناورة أخرى أُطلق عليها "ضربة السيف"، وهي التي أشار إليها شتاينماير في تنديده بإشعال الموقف من خلال صوت السيوف، بحسب "ذا تليجراف". ورغم أن مناورات "ضربة السيف" تجري سنويا منذ عام 2010 بقيادة الجيش الأمريكي، إلا أنها هذا العام تعد أكبر بكثير من السنوات السابقة، إذ سيشترك فيها نحو 10 آلاف جندي من 13 دولة. وتأتي المناورتان قُبيل قمة الناتو الشهر المقبل في وارسو، والتي يُتوقع أن يوافق فيها الحلف على إرسال مزيد من القوات إلى بولندا والبلطيق لمواجهة "التهديد الروسي". ويؤكد مسئولو الناتو أن المناورات مقصودة لطمأنة الدول الأعضاء في الجانب الشرقي، إلى أن يجري حوار سياسي مثمر بين الطرفين أو يتراجع "التهديد الروسي". وحول ذلك التهديد، أكد مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرجي إيفانوف، أن المعلومات عن تهديدات مزعومة من جانب روسيا تجاه دول البلطيق هي محض دعاية، الهدف منها إحداث انقسامات سياسية واقتصادية، قائلا إن اعتزام الناتو إرسال قوات إضافية قرب الحدود مع روسيا هو انتهاك للمبادئ الأساسية في العلاقات بين بلاده والحلف، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".
