توصل العلماء الاسكتلنديون إلى طريقة جديدة لإجراء تحاليل الحامض النووي، دي إن إيه، قد يكون من شأنها إحداث طفرة في مجالات اكتشاف الامراض واستنباط الأدوية المناسبة لها. المعروف أن تحاليل الحامض النووي تجرى لمساعدة الأطباء على تشخيص أمراض بعينها بدرجة أكبر من الدقة وتحديد الاساليب الدوائية التي ينبغي اتباعها لعلاج تلك الأمراض نقلا عن البي بي سي العربية . ولكن تحليلات الحامض النووي عادة ما تكون باهظة التكاليف وتستغرق وقتا طويلا حتى ظهور نتائجها النهائية. والاكتشاف الذي أنجزه العلماء في جامعة جلاسجو في سكوتلاندا هو جهاز يمكن من خلاله الحصول على نتائج تحاليل الحامض النووي في غضون بضع ساعات. والجزء الحيوي في ذلك الجهاز هو الرقاقة الالكترونية التي طورها البروفسور ديفيد كامينج بالاستعانة بفريق من قسم الالكترونات بالجامعة. هذه الرقاقة دخلت الآن حيز الاستخدام الفعلي لدى شركة “لايف تكنولوجيز” التي أدخلتها في جهاز لا يستغرق أكثر من ساعتين للوصول إلى نتائج دقيقة لتحاليل الحامض النووي. ويقول كامينج “إن واحدا من أهم أهداف العمل التي عملنا لتحقيقها هو جعل تحاليل الحامض النووي أقل كلفة مما هي عليه الآن، لإنها لو أصبحت رخيصة فإن نطاق استخدامها سيتسع ربما حتى ليصل إلى الجمهور العادي عبر معامل التحاليل الطبية أو حتى داخل عيادات الأطباء”. ويضف البروفوسور كامينج إن التعجيل بإظهار نتائج تحاليل دي إن إيه قد يسهم في علاج أشكال العدوى البكتيرية في المستقبل. وقد استخدمت الطريقة الجديدة في تحليل الحامض النووي بالفعل في تحديد السلالة النادرة من بكيتريا “إي كولاي” التي أصابت نحو 3000 شخص في ألمانيا خلال الأسبوعين الماضيين، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها تكنولوجيا “الجينوم الإلكتروني” في التعرف على خصائص بكتيريا نشطة أثناء فترة الإصابة بعدواها. ويقول كامينج “إذا جاء مريض يعاني من عدوى بنوع معين من البكتيريا، فإنه سيكون من السهل الوصول إلى التركيب النووي لتلك البكتيريا من خلال تحليل دم المريض المصاب، وبالتالي يمكن تحديد النوع الأمثل من المضادات الحيوية وبدرجة أكبر من الدقة، بدلا من الاستعانة بمضادات حيوية ذات طيف واسع، وقد لا تكون بكتيريا العدوى ضمن ذلك الطيف”.