اكتشف العلماء من خلال دراسة تحليلية تفصيلية عن الجينوم البشري وجود تكتل أكبر للشفرة الوراثية البشرية تتسم بنشاط حيوي أكبر مما كان معتقداً. ويأمل الباحثون ما يربو على 400 عالم من 32 مختبرات في بريطانيا والولايات المتحدة واسبانيا وسنغافورة واليابان في ان تفضي نتائج الدراسة الى فهم أعمق لأمراض عديدة يمكن من توفير طرق علاجية افضل. وقال ايوان بيرني مديرالفريق القائم على الدراسة التحليلية إن إصطلاح الحامض النووي المعطل "يجب وقف تداوله حاليا." واضاف بيرني الخميس ان جزءا أكبر بكثير للجينوم يتسم بالنشاط الحيوي مقارنة بالمعروف سابقا". كما تمكن العلماء أيضا من تحديد أربعة ملايين حالة تحول "نشاط" جيني, وهي عبارة على اقسام بالحامض النووي تتحكم في توقيت بدء أو تعطل نشاط الجينات في الخلية، منوها بأن هذا التحول في النشاط يقطع شوطاً طويلاً داخل الجينوم. وقال بيرني ان ذلك "يساعدنا في فهم الطبيعة البشرية كما أن العديد من التحولات التي استطعنا رصدها تتعلق بحدوث تغير في المخاطر(الصحية) من مرض القلب إلى السكري أو الامراض العقلية، وذلك يتيح للباحثين عالماً جديداً للاستكشاف وبالتأكيد، كما نأمل الى (اكتشاف) علاجات جديدة". ومن جانبه" قال ايان دونهام" أحد الباحثين الاخرين في مشروع "انكود"- قال ان البيانات قد تكون بالتأكيد مساعدة في جميع مجالات بحوث الامراض , مشيرا إلى أن دونهام ان المشروع "يتيح لنا مجموعة من النتائج القيمة الجديرة بالاتباع بغية اكتشاف الآليات الرئيسية في الصحة والمرض, وهي نتائج يمكن استغلالها لصنع ادوية جديدة او تحسين علاجات قائمة". وفي سياق متصل, قال مايك ستراتون, مدير معهد ويلكوم تراست سانغر, ان مشروع "انكود" سيغير "طريقة تناول العديد من الباحثين للعلوم وسيوفر للساعين من اجل فهم الامراض فرصة افضل لمعرفة كيفية تأثير التباين الوراثي على الجينوم وحدوث الامراض، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وكان مشروع موسوعة عناصر"دي ان ايه" (انكود) قد انطلق عام 2003 بهدف تحديد جميع العناصر الوظيفية للجينوم البشري .. حيث استطاع المشروع حاليا تحليل ثلاثة مليارات زوج من الشفرة الوراثية المسؤولة عن تكون الحامض النووي لدي البشر.