أشادت منظمة العمل الدولية بالمبادرة التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتمكين الشباب من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة , واصفة اياه بأنه "ايجابي للغاية". واعتبر بيتر ان غوي مدير الفريق الفني للعمل اللائق لدول شمال أفريقيا ومدير مكتب منظمة العمل الدولية بمصر – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط – انه الوقت المناسب لإطلاق هذه المبادرة التي وصفها "بالإيجابية للغاية". وشدد على أهمية مثل هذه المبادرات التي تستهدف الشباب في المقام الأول , منوها بأهمية تحقيق التنسيق والتحالف بين العديد من جهات الدولة من قطاع عام وخاص وغيرها, وكذلك التنسيق بين مثل هذه المبادرات سواء كانت حكومية او بين الحكومة والقطاع الخاص , بالنظر لان الحكومة وحدها لا تستطيع توفير العمل اللائق للشباب , بل هناك دور يقع علي عاتق القطاع الخاص , وبالتالي فإن هذه المبادرة تكمن أهميتها في أنها تحدد الأدوار لتحقيق رؤية مشاركة الشباب في قيادة المجتمع. وحول اتجاه الدولة تخصيص وزارة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة كما سبق أن اعلن الرئيس السيسي خلال زيارته الأخيرة لألمانيا , أشاد ان غوي بفكرة التركيز على خلق وتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر. واعتبر أن هذا الأمر يعد خيارا جيدا لأنه في العديد من بلدان العالم , فإن 90? من القوي العاملة بها تعمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة , ومن هنا تأتي أهمية مساعدة الشباب علي إطلاق مشروعاتهم الخاصة. ولفت الي أن منظمة العمل الدولية تسهم في نشر فكر وثقافة إقامة المشروعات الخاصة حتي بين طلاب المدارس والتدريب الفني والمالي على المهارات اللازمة للحث على خلق المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوسيعها وزيادة نشاطها في المستقبل لما لذلك من مردود إيجابي على النمو الاقتصادي والتوظيف. وأضاف أن منظمة العمل الدولية تسعي ايضا الي تشجيع الشباب علي إقامة المشروعات الخاصة, لافتا الي أن هذا الأمر لا يلقي الاهتمام المناسب في الكثير من البلدان , لذا فإن المنظمة تتعاون مع الجامعات من اجل تشجيع الخريجين على إقامة مشروعاتهم الخاصة بهم كبديل عن إيجاد وظيفة, ومساعدة هؤلاء الخريجين وتوفير التدريب الكافي لهم , مما يسهم في توفير فرص عمل اهم ولغيرهم أيضا. وشدد على أهمية خلق وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما له من إسهام في فتح أفاق جديدة للنمو الاقتصادي , الذي يسهم في خلق المزيد من فرص العمل. وضرب مثالا بأندونيسيا التي سجلت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة نموا اقتصاديا بنسبة 5% سنويا , ورغم ذلك زادت نسبة البطالة , ومن هنا تأتي أهمية مراعاة جانب خلق فرص العمل عند التخطيط للنمو الاقتصادي لضمان ان يسهم في خلق فرص عمل لائقة. وقال ان غوي إن مكتب منظمة العمل الدولي في مصر يسعي للإسهام في توفير العمل اللائق ومساعدة الدول الأعضاء والذين يصل عددهم الي 186 دولة من خلال أربعة محاور هي خلق فرص العمل, وتوفير الحماية الاجتماعية, وتشجيع الحوار الاجتماعي, والحث على تطبيق المعايير الدولية فيما يتعلق بالعمل , في إطار من الاتفاقيات والتوصيات الدولية الصادرة عن الاجتماعات السنوية للمنظمة والتي تعقد في شهر يونيو من كل عام. ولفت الى أن مصر صدقت بالفعل على الكثير من الاتفاقات الرئيسة. وأوضح ان غوي ان منظمة العمل الدولية تعد منظمة ثلاثية الأطراف حيث تجمع حكومات الدول الأعضاء وايضا ممثلي التنظيمات العمالية لهذه الدول. وأضاف ان مكتب العمل الدول يعد بمثابة السكرتارية التنفيذية لمنظمة العمل الدولية ومقرها الرئيس في جنيف ولها مكاتب إقليمية في العديد من العواصم ومنها القاهرة , لافتا الي أن مكتب القاهرة يضم فريقا من المتخصصين ضمن أربعة مكاتب إقليمية في المنطقة , مما يعكس أهمية مصر بالنسبة لمنظمة العمل سواء داخليا كدولة او من اجل تقديم المساعدة لبلدان أخري في المنطقة.