طالب المرصد الليبي لحقوق الإنسان المؤتمر الوطني أن يتخذ قراراً فى أول إجتماع له ، يقضى بتشكيل محكمة خاصة للتحقيق فى قضية اغتيال يونس ورفيقيه ، وأن يقدم كل من شارك مهما يكن منصبه وقوته للمحاكمة ، حتى تسود العدالة وتعود الحقوق لأصحابها . و أشار المرصد فى بيان صادر عنه اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة اللواء شهيد الوطن عبد الفتاح يونس الى ” أن اغتيال يونس لم يكن بدافعٍ شخصي كما أشيع، بل كان اغتياله مؤامرة علي الوطن ، وخدمة مجانية لأعداء الثورة فالمؤمرة كبيرة والجناة أكثر والغموض يحيط بالقضية والرغبة في تحقيق العدالة وتقديم الجناة للمحاكمة غير موجودة بالمرة . وأضاف البيان ، إن الإسراع في اتخاذ خطوات عملية وسريعة لكشف غموض الحادث ودوافع منفذيه ، لن يفيدنا فقط في معرفة الجناة وتقديمهم للمحاكمة ، بل سيحد من حدوث جرائم مماثلة في المستقبل ، مشيراً ، ”إن المجلس الإنتقالي يتحمل جزءً كبيراً مما حدث من تداعيات وما سيحدث ، نتيجة التأخر فى حل القضية و لا نعرف سبباً وجيها للتراخي المتعمد في حل القضية هل لتورط عدد من اعضاء المجلس فى عملية الإغتيال ، أم تورط جماعات مسلحة تفقد الدولة الرسمية ممثلة في الجيش والداخلية القدرة على مواجهتها “. و أشار المرصد فى بيانة الى أن المجلس الإنتقالي ولى وراح ، والأمل الأن معقود على المؤتمر الوطنى فى حل هذه القضية ، التي لاشك توجد مساعى لتدوليها من بعض الأطراف ، إن شبح الإنتقام القبلي ، وتكدير السلام والأمن وعرقلة التحول الديمقراطي ، خيار متاح من بعض الاطراف وله مناصروه ، وقد يكون اغتيال المستشار جمعة الجازوي ، مؤشراً لبداية موجة من التصفية والإغتيالات الجسدية ، التي نخشي أن تصبح ثقافة سائدة وعدالة موازية يلجأ إليها المواطنون لأخذ حقوقهم فى ظل غياب الدولة واليأس من عودة العدالة وسيادة القانون . وذكر البيان ، إن محاكمة كل من دبر وتستر وشارك في اغتيال فقيد الأمة مطلب شعبي والتأخر فى حسم قضية يونس يلقى بظلال من الشك علي قدرة ليبيا على محاكمة قيادات نظام الطاغية المنهار و أن من حق الشعب الليبي أن يرى كل أطراف القضية فى محاكمة عادلة علنية ، وأن قضية يونس وغيرها من قضايا الاغتيالات والخطف والاعتقال التعسفي تؤكد ان وضع حقوق الإنسان فى ليبيا في مهب الريح ، وإن لم ُيفعل القضاء وتسود العدالة فكل ما تحقق بفعل ثورتنا فى خطر . و جاء نص البيان ” تمر الشهور تلو الشهور ، والوطن مكلوم مجروح ، فقدنا ألآلاف من خيرة شبابنا في معركة التحرير ، وكنا كل يوم نزف مواكب الشهداء ، لكن بقدر ما كان يعتصر الأسي والحزن قلوبنا ، كنا فرحين ، لأننا نعلم أن شجرة الحرية لا تروي إلا بدماء الشرفاء وأنهم بمشيئة الله في فردوس الجنان ، لكن من بين هؤلاء يبقي شهيداً واحداً لا يزال موته لغزاً محيراً ، شهيد الوطن اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي ،الذي فجعت الأمة بمقتله ، حيث قامت مجموعة من المجرمين أعداء الوطن ، باغتيال رجلٍ من رجالات ليبيا العظام ، رجل ٌلبي نداء الوطن فى ساعاته الأولي وكان لإنضامه أكبر الأثر في تحرير بنغازي وتقوية شوكة الثوار، لم يكتفى عبد الفتاح بما قدمه ، فكان أن التحق بجبهة البريقة تاركاً كل شىءٍ خلفه ، وظل مرابطاً فى الخط الأمامي ، مدافعاً عن ليبيا وعن ثورة 17 فبراير عن كرامة كل الليبيين عن أعراض حرائر ليبيا من أن تنتهك على يد الطاغية السفاح معمر القذافي وكتائبه ، وبينما ينتظر الجميع خبر النصر وتقدم القوات صوب العاصمة ، إذ بنا نفاجأ بالمصاب الجلل والخبر المفزع ،الخبر الذي فرح به العدو وعده الطاغية ونظامه بداية النصر والعودة لاحتلال ليبيا ألا وهو اغتيال يونس ورفيقيه “.