الرئيس السوري بشار الأسد نوّه آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عن أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد خدع أمريكا قبل عشر سنوات وأقنعها أنه بصدد عمل إصلاحات على الصعيدين المؤسسي والاقتصادي لم يفعلها حتى اشتعلت الثورة فالحرب الأهلية السورية. ورأى الباحث – في مقال نشرته مجلة (ذا ناشيونال إنترست) الأمريكية – أنه من العار أن يخدع الأسد واشنطن مرة ثانية الآن؛ بإقناعها بأنه أقلّ الشرّين ضررا مقارنة بتنظيم داعش، حتى أن وزير الخارجية جون كيري يدعو الآن إلى عقد مفاوضات مع الأسد. وقال زيلين إن نظام الأسد سيء بنفس درجة السوء التي عليها تنظيم داعش، وحذر من مغبة انخداع واشنطن مرة أخرى بكلام الأسد .. وأوضح أن المخاطر المتوقعة الآن تفوق بكثير ما كانت عليه قبل عشر سنوات، وأن الوضع الأمني بات أكثر انزلاقا .. وتساءل كيف يمكن لأي جهة أن تضع ثقتها في نظام دمّر شعبه وأحبطه وخدع القادة الغربيين ليس مرة واحدة وإنما مرتين !! ولفت إلى أن مراكز التسوق الباذخة والفنادق الشاهقة التي أقيمت عن قصد في دمشق إنما كانت لمخادعة السائحين والصحفيين والمشاهير والسفراء، حتى أبناء الصفوة من المجتمع السوري كانوا يجدون الأسعار في تلك المراكز باهظة الثمن .. لقد انطحنت الطبقة المتوسطة في ظل (عهد الإصلاح) الذي ادّعاه الأسد وزادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، في الوقت الذي كانت فيه عائلات النظام وحلفاؤها تجمع المليارات. ومع ظهور الدواعش بوحشيتها اللامحدودة، توقفت دعوات أمريكا للإطاحة بنظام الأسد وهي الآن بصدد التعاون معه لإنزال الهزيمة بالدواعش – واعتبر الباحث ذلك بمثابة "ذروة الخداع". وأعاد زيلين إلى الأذهان كيف صوّر نظام الأسد، الثوار السلميين منذ البداية بأنهم إرهابيون، وقال الباحث إن الأسد كان محتاجا إلى تهيئة مناخ مفرز للمتشددين لكي يخدم روايته للأحداث حتى ينتهي الأمر إلى فرْض الاختيار بين نظامه وبين التنظيمات الإرهابية .. إن "الأسد هو الأب الروحي للدواعش ومن على شاكلتهم، وقد حدس الأسد أن واشنطن سينطلي عليها خداعه وقد كان". ونوّه عن أن جيش نظام الأسد ركز منذ البداية على توجيه الضربات ضد الثوار المعتدلين أكثر من المتشددين لعلمه أن هؤلاء الأخيرين سيوجهون ضرباتهم أيضا إلى الثوار المعتدلين، ومن ثمّ فإن النظام والمتشددين تعاونوا بشكل غير مباشر لإضعاف جبهة الثوار المعتدلين، لتنتهي الصورة الآن إلى النظام على جانب والمتشددين على جانب آخر، وهي صورة توقعها النظام وخطط لها منذ البداية. ولكن السحر انقلب على الساحر؛ ذلك أن المسألة خرجت عن سيطرة نظام الأسد الذي لم يعد يستطيع استعادة السيطرة على مناطق شاسعة استولى عليها المتشددون، حتى في ظل مساعدة عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن جماعة حزب الله اللبنانية وآخرين. وأكد زيلين أنه على الصعيد الأخلاقي، ليست جرائم النظام أقل بشاعة من جرائم المتشددين، ربما الفارق بين هذه وتلك أن الأخيرة تُسّوق لجرائمها عبر فيديوهات وصور على وسائل التواصل الاجتماعي. واختتم الباحث مقاله بالتأكيد على أن "الأسد ليس هو الحل، داعيا الولاياتالمتحدة إلى عدم ابتلاع طُعْم الأسد مرتين".