دعا المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، المصريين إلى أن يفخروا بتاريخهم وحضارتهم .. مؤكدا أن المتحف القومي للحنضارة المصرية بالفسطاط ذو الإمكانات الضخمة سيسجل هذا التاريخ، وسيشهد بهذه الحضارة. وقال محلب خلال تفقده المرحلتين الأولى والثانية للمتحف اليوم إن التحدي الأكبر هو استكمال الأعمال، ثم الصيانة والإدارة، وتحقيق دخل من هذا الصرح الكبير. وأضاف "نحن نواصل انتشال الاستثمارات الغارقة، فهذا المتحف أنفق على مراحله مجتمعة حتى الآن حوالي ملياري جنيه، وللأسف متوقف العمل به من عام 2010،وعلى الرغم من قيمته التي لا تقدر،لم يستثمر حتى الآن، ولم يتم تشغيله",مشيرا إلى أن هذه الزيارة التفقدية تعطى أملا، ودفعة، خاصة أن منطقة مصر القديمة بالكامل تشهد تطويرا، بعد أن قاربت معالمها على الضياع، والآن عاد الى معالمها رونقها، سواء جامع عمرو، او الكنيسة المعلقة، أو غيرهما. وأشار رئيس الوزراء إلى أن المتحف به إمكانات كبيرة فبه 11 مخزنا،وأكبر مطبعة في الشرق الأوسط، و230 كاميرا تغطي المتحف بالكامل,مؤكدا ضرورة التكاتف من اجل الاستفادة من هذه الإمكانات، فهذا ليس تراثا مصريا فقط، ولكنه تراث للإنسانية كلها. وعقب الجولة عقد محلب اجتماعا مع الوزراء الحضور للاتفاق على آليات استكمال بناء المتحف، وطرق الصيانة والإدارة,مؤكدا أنه سيتم تشكيل لجنة لمتابعة كل من المتحف المصري الكبير،ومتحف الحضارة. من جانبه، قال وزير الآثار إن المتحف القومي للحضارة المصرية يعتبر الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، ويقع بمنطقة الفسطاط أول عاصمة لمصر الإسلامية، وبالقرب من مجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، ويقدم المتحف نظرة شاملة عن الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، عن طريق إبراز التفاعل ما بين المصريين والأرض التي عاشوا عليها على مر التاريخ، من خلال موضوعات حضارية اختيرت لإلقاء الضوء على التراث المادي وغير المادي لمصر. كما يعتبر متحف الحضارة مركزا ثقافيا وتعليميا هاما، وايضا مركزا بحثيا للزائرين والباحثين المتخصصين، كما انه سيضم عند افتتاحه حوالى 50 ألف قطعة أثرية ولوحات زيتية وحلى وقطع فريدة، بالإضافة إلي تميز المتحف بوجود جميع المومياوات الملكية. وأوضح وزير الآثار أن المتحف يقام على مساحة 135000 م2، وتم بدء العمل بالمرحلة الأولي منه في عام 2004،والتى تشمل الأعمال الإنشائية للمباني بالكامل، ومنطقة الجراجات، وتبلغ التكلفة الاجمالية لها 370 مليون جنيه، وأشار إلي أنه جارى استكمال الاعمال الخاصة بالمرحلة الثانية من المشروع، والتى وصلت نسبة تنفيذها لنحو 95 فى المائة، وتضم مبني الاستقبال الذي يعد صرحا ثقافيا ضخما فريداً من نوعه، حيث يضم مسرحاً كبيراً مكوناً من دورين، وسينما حديثة بها شاشات عرض ثلاثية الأبعاد، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، ومطاعم، وكافتيريات تطل علي بحيرة عين الصيرة، كما تتضمن المرحلة الثانية أيضاً مخزنا لدراسة وتخزين المومياوات الملكية، الذى يعد الأول من نوعه في مصر، بالإضافة إلى مخازن الآثار، ومعامل الترميم، واستوديو لتصوير الآثار ومطبعة رقمية، وتبلغ تكلفة المرحلة الثانية حوالى 330 مليون جنيه. كان رئيس الوزراء قد تفقد المرحلتين الأولى والثانية من المتحف على أنغام أغنية فيروز "مصر عادت شمسك الذهب"بحضور وزراء الآثار والاتصالات والإنتاج الحربى والاسكان والقوى العاملة والتضامن الاجتماعى والبحث العلمى، ومحافظ القاهرة، بالاضافة إلى عدد من الشخصيات العامة. في بداية الجولة تم عرض مقطوعة موسيقية، لعازفين يرتدون الزى الفرعونى، ثم عرض فيلم تسجيلى عن فكرة إنشاء المتحف، ومراحل التنفيذ، ثم بدأ رئيس الوزراء فى جولة تفقدية بأرجاء المتحف، شملت القاعات، والمخازن، ومقر ورشة الحرف التقليدية، وغيرها من مكونات المتحف.