تقرير: مارينا ميلاد "الليلة الكبيرة يا عمى و العالم كثيرة ،، مالين الشوارع يابا من الريف و البنااادر" .. كلمات صلاح جاهين، التى لحنها سيد مكاوى، لعرضها خلال أوبريت "الليلة الكبيرة"، أشهر أوبريت شعبى مصر بعرائس الماريونت، تلك الخيوط التى تحركها أنامل يمينًا و يسارًا؛ فتتحرك معها وجوه المتفرجين بالفرحة تارة و بالدهشة تارة أخرى، متأثرين بقصص تلك الدُمى، التى تعرضها بتعبيراتها و راقصاتها و أصواتها الخاصة. ومع خفوت توهج هذا الفن الشعبى فى السنوات الأخيرة .. جاء "مسرح البرجولا" ليعيده مرة أخرى لكن على طريقته الخاصة، وذلك من خلال مسرح متنقل يذهب للمواطنين فى الشوارع و الميادين، ليصل إلى كل عُشاق الماريونت.
رانيا رفعت، مؤسسة مسرح البرجولا، تقول:"المسرح تأسس عام 2010، لكن أول عروضه كان فى شهر يونيو 2011، فى موقف اتوبيس روض الفرج بالتعاون مع اللجنة الشعبية "شبرا حلم بكرة"، والناس كانت مبسوطة أنها بتتفرج على عروض ماريونت فى الشارع منغير متحتاج تروح مسرح."
تشيررانيا إلى أن "البرجولا" ليس فقط مسرح للصغار، لكن للكبار أيضًا لأنه يعرض قضايا سياسية وإجتماعية مثل قضية أطفال الشوارع:"فى قضية زى دى بنزل اسمع الأطفال و بناءًا عليه بكتب النص واكون الشخصيات اللى هتبقى موجودة فى العرض".
فريق "البرجولا"، الذى يتكون من أقسام للتصنيع و كتابة الإسكريبت، و التحريك والأصوات، يتم تغيره كل خمسة أشهر، لإعطاء فرصة لأعداد كبيرة من الشباب لتعليم هذا الفن، الذى لا يوجد مدارس خاصة له، كما أن عدد المسئولين عنه فى مصر قليل جدًا – بحسب ما ذكرته رانيا. ربما لا يعلم الكثير أن مسرحية العرائس تستغرق 7 شهور و تتكلف 40 ألف جنية لكى تخرج للجمهور، وهو ما توضحه رانيا :"أول حاجة بتبقى اختيار الفكرة و كتابتها و رسم الشخصيات، وبعدين تصميم الأزياء وتصنيع العرائس، ثم كتابة الأغانى و الألحان و التوزيع، وتأجير الإستوديو لتسجيل الأغانى وإختيار المؤثرات، وأخر خطوة الميكساج، وبعدين نعمل بروفات كتير بتستمر لحد يوم العرض، وده كله طبعًا بيتكلف خاصة تأجير الأستوديو و أجور العاملين فيه، والديكور و الأزياء." الجبس و الأسفنج و الألوان و الخشب و الحبال، هى الأدوات المستخدمة لتصنيع عرائس الماريونت، وهوما يحتاج 25 ساعة لتجهيز عروسة واحدة :" بيختلف شكل كل شخصية بحسب ما مهو مكتوب فى الاسكريبت، إذا كانت شريرة فبيكون لها شكل معين، أو إذا كانت طفلة أو فلاحة؛ فالموضوع مرهق وشاق على عكس ما الناس بتشوفه." الصوت والحركات الجسدية هى الوسائل الوحيدة، التى تستخدمها عرائس الماريونت للتعبير عن القصة، وهو ما يحتاج لرؤية إخراجية و تحكم عضلى و عصبى فى تحريك العروسة، هكذا تحكى رانيا، مشيرة إلى أن "البرجولا" قدم عروض بمتحف محمود مختار، و بيت السنارى و مكتبة الاسكندرية، إلى جانب عروضه فى الشوارع، والذى حرص على الذهاب لأماكن لا يعرف أغلب من فيها بفن الماريونت كمنشية ناصر و إمبابة و شبرا الخيمة و كفر غطاطى.
اثرت التغيرات السياسية على مسرح البرجولا؛ فتقول رانيا:"أثناء حكم الأخوان السلفيين حدفونا بالطوب و قالوا ده كفر و كسروا العرايس، وفى مكتبة اسكندرية الداخلية وصلت و كانت عايزة توقف العرض بعد ما عرفوا أن المسرحية بتهاجم النظام، وكمان دلوقتى فى مضايقات من الداخلية عشان التصريحات، رغم أن الداخلية هدفها تأميننا مش منعنا."
وبالخطة القادمة لمسرح البرجولا تتختم رانيا رفعت حديثها قائلة:" الفترة الجاية هنحاول الإنتقال لمهرجانات خارج مصر، وتقديم عروض بالأزياء التراثية، مع وجود ترجمة على شاشات مصاحبة للعرض، وهو ما يحتاج لدعم من وزارة الثقافة كى يتحقق و يستمر."
ويختتم أوبريت الليلة الكبيرة : ليلتكوا أنس و جلجلة إنشد و لعلع يا ولا شفت في منام صاحب المقام دة أوبهة و يمامة حايمة عليه بتسبح ربها ميلت فوق يده وجيت أحبها صحوني من النوم خدت بعضي