" الشيخ حسن " هى مهنة شاقة للغاية تتطلب الصبر والوقوف بالساعات على الأقدام وتحمل درجات الحرارة العالية خاصة ونحن فى فصل الصيف ويغلب عليها طابع الفن لمن يمارسها ، كما تتطلب الخبرة والدقة لكى تخرج فى صورة اعتادها أهالى العديد من القرى بالفيوم ، تلك هى مهنة " الشيخ حسن " أشهر صانع كنافة بلدى بقرى المحافظة والذى يخرج للعمل عقب آدائه صلاة الفجر وينتهى عند آذان المغرب ويكمل بعد صلاة التراويح ويتوقف تماما عند دقات العاشرة ليلا لينال قسطا من الراحة لا يتخطى بضع ساعات ثم يعود ليكمل ويتوقف عند انتهاء شهر رمضان من كل عام . يقول الشيخ حسن مراد كما يحب أن يناديه أهالى قريته وهو يبلغ من العمر 50 عاما أنه يعمل بمهنة صناعة الكنافة البلدى منذ 21 عاما متواصلين حتى ذاع صيته فى أغلب قرى المحافظة ، إذ يؤكد أنه تعود أن يصنع الفرن البلدى من الطوب اللبن قبل حلول شهر رمضان بيوم أو يومين على الأكثر ويبدأ العمل مع ثبوت هلال شهر رمضان الكريم ، ويقوم فى البداية بتوزيع ما يطلق عليه " الغربال " وهو عبارة عن قطعة من الكنافة على أطفال القرية الذين يتراصون أمامه فى أول أيام العمل فرحة بقدوم الشهر الكريم . ويضيف تعلمت هذه المهنة من خلال مشاهدتى لبعض الأهالى قديما فى القرى فقررت أن اتقنها واتعلمها وعلمتها لأولادى الثلاثة محمد وإبرهيم وعبد الله لكى يساعدونى خاصة هذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة وشدة السخونة التى تخرج من بين جنبات الفرن ، مؤكدا أن هذه المهنة اعتاد عليها أهالى قريته دار السلام التابعة لمركز طامية حتى أنه فكر أن يتركها بسبب انتشار الماكينات الآلية التى تصنع الكنافة حاليا ويقبل على شرائها العديد من الأهالى ، لافتا إلى أن وزارة التموين كانت تدعم الدقيق الذى نعمل به ابتهاجا بشهر رمضان منذ أكثر من 10 سنوات وتغير الوضع الآن واصبح سعر الطن يتخطى 2800 جنيه وتسبب ذلك فى زيادة الأسعار وأصبح سعر الكيلو الكنافة البلدية 5 جنيهات وفى ظل زيادة الأسعار فكرت فى اعتزال تلك المهنة ، ولكن أقنعنى الأهالى بالاستمرار باعتبارها عادة تذكرهم بشهر رمضان ، فضلا عن تعودهم على أكل الكنافة البلدى من عمل يدى . ويشير إلى أن الكنافة البلدية لها زبائنها الخاصة فهناك العديد من الأسر من يرفض الكنافة الآلى ويفضل الكنافة اليدوية ، معللا ذلك بأن اليدوية لها صناعة خاصة ومتقنة لأنه يصبر عليها حتى " تستوى " قبل أن يقدم على إخراجها من بين جنبات الفرن اليدوى ليكون طعمها عند عملها مختلفا اختلافا كليا عن الآلية . وقال أن زبائنه من العديد من قرى محافظة الفيوم ولذلك فإن الطلب عليه يكون كبيرا خاصة يوم الاثنين من كل أسبوع فى رمضان لأن القرية يكون فيها سوق للخضار والفاكهة فى هذا اليوم ويأتى إليه العديد من أهالى القرى والعزب والنجوع المجاورة ، مشيرا إلى أن المهنة فى طبيعتها شاقة لكنه يتحمل مشقتها حتى لا تنقطع تلك العادة التى اعتادها أهالى قريته كل عام ويطالبونه بعمل الكنافة اليدوية قبل حلول شهر رمضان . مضيفا أن هناك الكثير من الأهالى من يطالبه بالاستمرار حتى بعد انقضاء شهر رمضان ولكنه يرفض لأن المكسب لا يتفق مع طبيعة العمل فى هذه المرحلة حسب قوله فهو يقدم على صناعة الكنافة اليدوية فى شهر رمضان فقط باعتبارها عادة لا يريد أن يقطعها فقط لا غير . الشيخ حسن يتهافت عليه أغلب أهالى قريته والقرى المجاورة ويطلبون كنافته بالاسم نظرا لما تتمتع به من مذاق خاص إذ أنه يبدع فى صناعتها خاصة وهو يقف ويمسك بيده " الكوز " الذى يصنع به كنافته لزبائنه فى مشهد اعتاد عليه الأهالى فى شهر رمضان من كل عام . " الشيخ حسن " " الشيخ حسن "