مالكوم إكس كتب: عمرو المغربي 21 فبراير من كل عام يحيي السود في العالم وخاصة بالولايات المتحدة ذكرى اغتيال المناضل الأسود مالكوم إكس. ولمن لا يعرف فمالكوم إكس المناضل أمريكي أسود ناضل من أجل حقوق الزنوج والمسلمين في أمريكا والمولود في 19 مايو لعام 1925 ليم يكن يحمل اسم إكس حين ولادته، لكن حمل اسم مالكوم ليتل. لم ينعم مالكوم إكس بطفولة هادئة، فقد قتل والده حين كان صغيرًا،بينما أعدم أحد أعمامه دون محاكمة، ووضعت أمه في مستشفى الأمراض العقلية، ووضع مالكوم في دار الرعاية.. لذا كان من غير المستغرب أن يتم سجنه في سن العشرين بتهمة السطو والسرقة. "التعليم جواز السفر إلى المستقبل" كان «ليتل» الطالب الزنجي الوحيد في مدرسته، وكان ذكيًا، نابهًا، متفوقًا، الأمر الذي دفع زملاؤه ناحية الغيرة والحقد عليه، مما وقف عقبة في طريق استكماله دراسته، ودراسة القانون التي كان يرغب بها. انتقل عقب ذلك مالكوم بين عددًا من المهن من نادل بمطعم، إلى عامل بقطار، إلى راقص مشور في أحد نوادي الرقص. دخوله عالم نوادي الرقص دفعه بعد برهة من الزمن إلى عالم الخمور والمخدرات، وتحول من متعاطي إلى تاجر مخدرات، ثم سرقة المنازل، حتى تم إلقاء القبض عليه أخيرًا عام 1946. في السجن، ابتعد مالكوم عن التدخين، وعن شرب الخمور، وبدأ في قراءة الكتب، المختلفة في معظم المجالات حتى اعتنق هو وبعض من زملاؤه الديانة الإسلامية على يد رجل يدعى «محمد إليجا»، والذي كان يدعي أنه نبي أرسل فقط للسود. انضم مالكوم إلى جماعة تسمى أمة الإسلام، وتخلى عن اسمه القديم وأصبح يعرف منذ ذلك الحين ب"مالكوم إكس". وإكس تعني غير المعروف وذلك رغبة منه في التخلص من كل ماضيه وبداية حياة جديدة. "لا أسمي العنف عنفًا عندما يكون دفاعًا عن النفس، بل أسميه ذكاءً" كانت جماعة «أمة الإسلام» التي يتبعها إكس تتبنى مفاهيم خاطئة عن الإسلام وتمارس الكثير من العنف، وقد أصبح إكس أحد أهم عناصر هذه الجماعة واستطاع أن يجذب الكثير من العناصر إلى هذه الجماعة بخطبه البليغة وكلماته الرنانة حتى قرر أن بؤدي مناسك الحج. في الحج، قابل إكس الكثير من المسلمين من جميع أنحاء العالم واستمع لهم وتعلم منهم أصول الإسلام وتعاليمه الصحيحة وتغيرت أفكاره، وقرر أن يدافع عن الإسلام الحقيقي وليس عن الأفكار المغلوطة التي تتبناها جماعته. "إذا لم تقف لشيء ستقع لأي شيء" سمى مالكوم إكس نفسه "الحاج مالك الشباز" وبدأ دعوته الجديدة، إلى الإسلام الصحيح الذي عرفه في رحلة الحج، مما أثار حفيظة جماعة "أمة الإسلام" التي كان يتبعها وبالتالي كان أمر اغتياله حتميًا بالنسبة لهم. "أؤمن بالبشر، وأن كل البشر يجب أن يُعاملوا باحترام بغض النظر عن لونهم" دافع إكس كثيرًا عن الإسلام وعن الزنوج في أمريكا وفي العالم كله، وكان يرى أن للبشر جميعًا الحق في الحياة والإستمتاع بنفس الواجبات ما داموا يؤدون نفس الواجبات. وفي إحدى خطبه في قاعة مؤتمرات بمدينة نيويورك يوم 21 فبراير لعام 1965، صعد إلى المنصة، وبدأ في إلقاء خطبته، فقام أحد الجلوس بالصف الأول بإطلاق النار عليه، وما أن سقط إكس حتى صعد آخران إلى المنصة ليستكملا إطلاق النار عليه لتنتهي حياة إكس المناضل عن عمر يناهز الأربعين. لم يكن إكس يدافع عن المسلمين أو الزنوج باعتباره واحد منهما، لكنه كان يدافع عن كل من له حق في الحياة لكنه لا يستطيع الحصول عليه بسبب ظلم الآخرين له، والإستيلاء على حقه لأي سبب كان. "أنا مع الحقيقة مهما كان من يقولها، وأنا مع العدل مهما كان من معه أو من ضده".