ارشيفية أعلنت ليبيا أمس إتلاف مخزونها من السلاح الكيميائي، بعد أن تضافرت الجهود الدولية للعديد من الدول الكبرى، خاصة التي قدمتها كل من أمريكا وكندا وألمانيا من دعم لوجستي ومساندة فنية. وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي عصام الزبير – في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، "بعد أن تخلصت ليبيا من كل مخزونها الكيميائي أثبتت للعالم أن لديها مصداقية في التعامل، وخبرات عالية استطاعت أن توحد جهودها مع الشركاء الدوليين لإنجاز هذه العملية بمنتهى المهنية والانفتاح". وأضاف أن ليبيا أبرمت العديد من اتفاقيات التعاون مع عدد من الدول الصديقة، من بينها الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وتركيا، لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتطوير قدراتها. وأوضح أن التخلص من مخزون ليبيا من السلاح الكيميائي، يعتبر تحولا كبير من دمار وخراب للبيئة إلي بناء وتعمير البلاد والبعد عن المخاطر المضرة للبشرية والدول المجاورة. وأشار الزبير إلى أن فوائد إتلاف هذا السلاح عديدة منها،عدم تحمل ميزانية البلاد أموال كثيرة وتوفيرها سيستغل في توفير وظائف للشباب وبناء البنية التحتية المدمرة وتعمير الصحراء، ما سيؤدي إلى التقدم والازدهار إذا استغلت في الطريق الصحيح. وأضاف أن القضاء على هذا السلاح اللعين من مميزاته أيضا عدم الاستيلاء عليه من قبل جماعات مسلحة ترهب به المسالمين بالبلاد، خاصة في ظل الانفلات الأمني الواضح الذي لم يتم السيطرة عليه حتى الآن من قبل الحكومة. وأثنى الزبير على الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، التي استطاعات بالتعاون مع السلطات الليبية إتلاف هذا السلاح الكيميائي الخطير الذي يهدد أمن البلاد واستقرارها. ومن جانبه، قال محمد عبد العزيز، وزير الخارجية الليبي، إن ليبيا أصبحت خالية تماما من أي وجود للأسلحة الكيميائية التي من شانها أن تشكل تهديدا خطيرا يطال سلامة الأهالي والمحيط البيئي والمناطق المجاورة. وأضاف أن هذا الإنجاز من شأنه الإسهام في تهيئة أسباب الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، منوها بأن ذلك ما كان ليتحقق لولا تظافر الجهود في إطار الشراكة العالمية، والدعم اللوجستي، والمساندة الفنية التي قدمتها كل من أمريكا وكندا وألمانيا. وأوضح أن تدمير هذا المخزون نفذ بواسطة كوادر وطنية تم تأهليها لهذا الغرض واضطلعت بمهامها تحت مراقبة مفتشين دوليين طبقا لأحكام اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ومساندة فنية أمريكية، وبجهود الحكومة المؤقتة التي لم تدخر جهدا من أجل القيام بما يتعين فعله من أجل توفير المتطلبات الضرورية لهذا العمل. وبدوره، أكد أندرو ويبر مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الكيميائية والبيولوجية والنووية والذي يزور ليبيا حاليا، أن محزون ليبيا من السلاح الكيميائي تم إتلافه بالكامل خلال اليومين الماضيين. وأضاف "ويبر" أنه تم إتلاف وتدمير 517 من الذخائر المعبأة بغاز الخردل و54 أنبوبة لغاز الخردل و7 قنابل بغاز الخردل. وأوضح أن هذا التدمير تم بصورة آمنة وسيساهم في عدم وقوع مثل هذه الأسلحة الخطيرة في أيدي إرهابية. وأعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "أحمد أوزومجو"، عقب زيارة قام بها برفقة خبراء من الولاياتالمتحدة وألمانيا إلى منطقة رواغة الليبية، وهى موقع في الصحراء تم تدمير الأسلحة فيه التخلص من كافة الأسلحة الكيميائية في ليبيا. وأشاد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهذه الخطوة، معربا عن شكره للحكومة الليبية التي أدرجت برنامج تدمير الأسلحة الكيميائية ضمن أولوياتها رغم التحديات التي تواجهها. وقال "أوزمجو": "إن برنامجا كان قد وُضع سابقا لتدمير مخزون ليبيا من المكونات الكيميائية المصنفة من الدرجة الثانية". وكانت ليبيا قد أعلنت أمس، عن نجاح عمليات التخلص مما تبقى من غاز الخردل، بعد أن كانت قد تخلصت في السنة الماضية من كميات كبيرة منه، واعتبرت أن ذلك سيساعد في تهيئة أسباب الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.