الدكتور يوسف القرضاوي كتب: أحمد عبدالله مع غروب شمس يوم 3 يوليو بعزل الرئيس محمد مرسي، وحدوث هذا الزلزال السياسي الذي لم يحدث هزات عنيفة داخليًا فقط بل امتده تأثيره خارجيًا. وكانت الدول الأكثر تأثرًا بالمشهد المصري هي دول الخليج بحكم الجوار العربي ولتأييد بعضها لجماعة الإخوان المسلمين مثل قطر ومعارضة بعضها لسياسة هذه الجماعة ومحاولة القضاء عليها مثل الإمارات والسعودية. وبعد عزل "مرسي" أغدقت الدول العربية على مصر، عقب أحداث 30 يوليو الماضي، لتصل إجمالي المساعدات، التي تعهدت بها ثلاث دول خليجية إلى 15.9 مليار دولار. وأعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، في يوليو الماضي عن تقديم مساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار، قبل أن توقع الإمارات بداية الأسبوع الجاري اتفاقا لمنح مصر مساعدات إضافية بنحو 3.9 مليار دولار، ليرتفع إجمالي ما أعلنته الدول الخليجية الثلاث من مساعدات إلى 15.9 مليار دولار. وعلى العكس سعت قطر إلى سحب وديعة بقيمة 2 مليار دولار من مصر كانت أودعتها في البنك المركزي كما منحت مصر مليار دولار أخرى من بينها إمدادات غاز، بعدما كانت وعدت الدوحةالقاهرة بتقديم 18 مليار دولار في خمس سنوات. والمشهد المصري انعكس على دول الخليج لأن الإمارات ترفض أي نشاط لجماعة الإخوان المسلمين على أرضها بعكس قطر التي تحتضن كثير من قيادات الجماعة وتطور المشهد لينتهي بأزمة بين البلدين بعد تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي ضد الإمارات. واستدعت وزارة الخارجية الاماراتية السفير القطري اليوم، لتسليمه مذكرة احتجاج على "تطاول" الشيخ يوسف القرضاوي على دولة الامارات من على منبر احد مساجدها، في خطبة الجمعة. وأفاد مصدر رسمي اماراتي، ان "الخارجية استدعت فارس النعيمي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تطاول القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمي لدولة قطر". وأوضح مسؤول إماراتي انه "نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية، في ظل عدم رفض الإخوة في قطر بإستخدام منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق". وفي سياق متصل، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتية أنور قرقاش ان الامارات إنتظرت من قطر أن "تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية، والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد". وأسف لعدم "الرغبة والاستجابة" القطرية. وأضاف: "سعينا طوال الأيام الماضية إلى إحتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة بين البلدين، ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض خطاب القرضاوي". وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية أعلن السبت ان القرضاوي "لا يمثل السياسة الخارجية لقطر"، مشيراً إلى أن "علاقة خاصة تربط البلدين، وان امن دولة الامارات من امن دولة قطر". وشددّ العطية على أن "سياسة دولة قطر الخارجية تؤخذ فقط من القنوات الرسمية للدولة". وكان القرضاوي قال في خطبة الجمعة في الدوحة في 24 يناير أن "الامارات تقف ضد أي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه"، كما تم منعه من إلقاء الخطبة. وبهذا فتح المشهد المصري صراعًا آخر في دول الخليج ليتعقد المشهد العربي ويزداد انقسامًا ولم تنكشف كل مشاهده في انتظار الرئيس القادم في مصر ولمن ستكون توجهاته .