ألقى وزير الخارجية نبيل فهمي الكلمة الافتتاحية في المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشئون الخارجية ، والذي عقد هذا العام تحت عنوان : " السياسة الخارجية المصرية والتوازنات الإقليمية والدولية " . وصرح المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية بأن فهمي أعرب خلال الكلمة عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، خاصة وأنه شرف بعضوية هذا المجلس قبل توليه منصبه الحالي كوزير للخارجية ، وحرص على إبراز أهمية تحرر رسم ملامح السياسة الخارجية من القالب النمطي الذي يستجيب للتحديات الآنية التي تفرض نفسها كأولويات قصيرة الأجل ، إلى سياسة استباقية موجهة إلى تحقيق أهداف بعينها ترسخ من دور مصر على الساحتين الإقليمية والدولية . وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية أشار في كلمته إلي عدد من التحديات التي تشهدها الساحتان الدولية والإقليمية، مستعرضاً تأثيرها على المصالح المصرية وعلى الأمن القومي للبلاد ، والتي سيتأسس عليها سبل التحرك المثلي لمصر، وأهمها التغيرات الجذرية والعميقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ، وفرض عنصر جديد نفسه وبقوة على الساحة السياسية العربية وهو الرغبة في التغيير وإصرار الشباب على تحقيق ذلك ، إلى جانب تغير شكل ونمط العلاقات الدولية ، وانتقال مركز الثقل العالمي من العالم الغربي إلى اقتصاديات بازغة في الشرق والجنوب ، فضلاً عن تزايد أهمية المؤسسات متعددة الجنسيات ، ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، مما أدى إلى انتقال العالم من عالم "أحادي القطبية" إلى عالم "متنوع القطبية" . وأشار فهمي إلى أن تلك المتغيرات تفرض على مصر الخروج من عباءة الملامح التقليدية للسياسة الخارجية ، وأنه يجب عليها أن تسعى لتقديم نموذج حضاري متكامل على المستويين الإقليمي والدولي ، بما يؤمن مصالحها وأولوياتها الوطنية ، موضحا أهمية أن تكون الدبلوماسية المصرية أكثر تفاعلا مع الأطراف الفاعلة والمؤثرة الرسمية وغير الرسمية ، وأن تطرح رؤى جديدة ومبادرات واقعية تحقيقا لهذا الغرض . وقال المتحدث إن وزير الخارجية عرض عددا من الأولويات الوطنية التقليدية التي ينبغي أخذها في الاعتبار، وأهمها الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية المصرية، وتعزيز دور السياسة الخارجية كأحد مكونات تحقيق الأمن القومي المصري، وحماية الأمن المائي، وتنويع مجالات التفاعل والتأثير على المستوي الدولي، وتعزيز ديمقراطية النظام الدولي متعدد الأطراف، والتنبه والتصدي لمحاولات تغذية النزاعات الطائفية، وتحقيق مردود عملي للسياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي يستشعره المواطن المصري العادي، واستمرار دعم القضية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته . وأكد المتحدث الرسمي للخارجية أن الوزير نبيل فهمي استمع إلى ملاحظات السادة الحضور، ورد على أسئلتهم التي شملت العديد من الملفات المتعلقة بسياسة مصر الخارجية ، ومستقبل علاقاتها الدولية في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية .