عقب ثورة 25 يناير كثيراً ما ترامى إلى مسمعك من كافة المستويات الثقافية والاجتماعية هذا التساؤل "مصر رايحه على فين ؟!! ، وقد بلغ هذا التساؤل ذروته في فترة المجلس العسكري وفترة حكم الإخوان إلى أن أعادت ثورة 30 يونيه للشعب ثقته بنفسه من جديد. وإعادة اكتشاف هويته الحقيقة في تلاحمه بنسيجه الواحد والثقة في مؤسساته الوطنية والوقوف خلف المخلصين من قياداته كأكبر قوة دفع ، وإطفاء الشرعية على من يثق بهم من القيادات في اتخاذ كافة الإجراءات لعبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة ، إلا أن الأمر لم يكن سهلا في أن يثبت الشعب وقياداته علي هويته التي اكتسبها منذ آلاف السنين فقد تعرض للصعاب التي قد تصل إلى حد الإعياء في بعض الأحيان في لفظه للشرزمه الدخيلة عليه بأفكارها الغريبة المتنطعة والمتشددة في فهم الدين الحنيف. فقد بلغ بهذه الفئة أن تبيح القتل وتجعل أمره أهون من إطالة الثياب أوالبنطلون، فأخذت تعث في الأرض فساداً مأجوراً تارة من دول خارجية، وتارة أخرى من سيطرة الجهل علي بعض أفرادها .. مستهدفة خير أجناد الأرض في محاولة لتفكيك الدولة وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار وللخروج من هذه الأزمة ! يجب على الأمة أن تركز العلاج في استئصال العرق السرطاني المتمثل فى هذه الشراذم، ويتأتى ذلك بنشر فكر الدين السمح وثقافة التنوير كي يتكتل الشعب كله خلف قياداته المخلصة ويلفظ الجسم الغريب الذي أصابه ويتعافى ويلحق بركب الحضارة ونحن نؤمن بالله أولاً ونثق فى هذا الشعب ومؤسساته في أن يلقى بهذه الفئة إلى مزبلة التاريخ . كما فعل فى الخوارج وطائفة الإسماعيليين ( الحشاشين ) والقرامطة وغيرهم . بسم الله الرحمن الرحيم أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُا لنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ صدق الله العظيم. العميد/ أحمد فتحى مدير إدارة البحث الجنائي- مديرية أمن دمياط