أعلن جميل باييك، الرئيس المشارك للجنة التنفيذية لاتحاد المجتمع الديمقراطي ومسئول الجناح العسكري لمنظة حزب العمال الكردستاني الانفصالية ، وقف انسحاب مقاتلي المنظمة خارج الأراضي التركية ، مؤكدا أن بعض القوى تسعى لسد وقطع المفاوضات بشتى الطرق. وكان باييك قد حذر في حديث خاص لوكالة أنباء "فرات" المقربة من المنظمة الانفصالية من فشل المفاوضات لأن الحرب إذا عادت من جديد فسيعود جميع مقاتلي المنظمة مرة أخرى إلى الأراضي التركية ، مشددا على أن الأكراد أصبحوا قوة فاعلة بمنطقة الشرق الأوسط ، بحسب وصفه. وتمثل عملية الانسحاب من الأراضي التركية المرحلة الأكثر أهمية في المفاوضات السلمية الدائرة بين الحكومة التركية والأكراد بقيادة الزعيم الانفصالي السجين عبدالله أوجلان ، حيث أكد قياديو المنظمة أنه تم إنجاز الكثير من عملية الانسحاب ولكن مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أكدوا أن الانسحاب كان جزئيا ووصلت نسبته إلى 20% فقط. ومما لا شك فيه فإن الإعلان عن توقف الانسحاب من الأراضي التركية سيوقف بالتالي عملية المفاوضات بين الحكومة والأكراد، وقد أولت أنقرة اهتماما بالغا مؤخرا للتطورات الجارية بشمالي سوريا تزامنا مع تهديدات مباشرة وجهتها منظمة حزب العمال الكردستاني إلى أنقرة ، ويبدو أن هناك بعض القوى الداخلية والخارجية تعمل سرا على إفشال عملية السلام وخاصة أن النظام السوري الذي ظل تحت تهديدات التدخل العسكري يلعب دورا مهما في هذا التطور السلبي إضافة إلى إيران، أكبر داعمي نظام دمشق. وفي كل الأحوال يعود القرار النهائي لتوقف عملية السلام إلى أردوغان وأوجلان، وليس إلى باييك، الذي هدد الحكومة التركية بأن الأول من الشهر الجاري هو الموعد الأخير لاتخاذ خطوات جديدة فيما يتعلق باللوائح القانونية ووضع بنود الحزمة الديمقراطية المعدة من قبل الحكومة بحيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن. وما يجب التأكيد عليه هو أن توقف المفاوضات بين الحكومة والأكراد لن يجلب النفع لأي من الأطراف ولا ترغب حكومة العدالة والتنمية أو منظمة حزب العمال الكردستاني تحمل مسؤولية انهيار هذه المفاوضات.