ايران وحزب الله ذكرت صحيفة السفير اللبنانية، أن ما وصفته بمحور المقاومة يسعى لإعادة ترتيب العلاقة بين إيران و«حزب الله» و«الإخوان المسلمين» بعد خروجهم من الحكم في مصر وذلك دون تدخل في الشئون الداخلية المصرية في الوقت ذاته. وقالت مصادر للسفير إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي اعتبر، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الايراني، أن ما جرى في مصر مؤلم وخطير وستكون له انعكاسات سلبية على كل الواقع الإسلامي، وأنه بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها الإخوان المسلمون خلال إدارتهم للحكم في مصر، فإن ذلك يجب أن لا يؤدي للقبول بإنهاء الصحوة الإسلامية في المنطقة – على حد قوله- وأشار تقرير للصحيفة أعده الكاتب قاسم قصير المتخصص في الحركات الإسلامية إلى أن المتغيرات في المنطقة، ولا سيما التطورات المصرية وعودة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، فرضت على قوى مايسمى ب" محور المقاومة" إعادة ترتيب أوضاعها ومعالجة الخلل الذي برز خلال الأشهر الأخيرة بسبب الأزمة السورية، ولا سيما بين إيران و«حزب الله» من جهة و«الإخوان المسلمين» و«حماس» من جهة أخرى. وكشفت المصادر أن بعض المسئولين الإيرانيين بدأوا في عقد لقاءات مكثفة مع قيادات بارزة في التنظيم الدولي للإخوان، ودراسة كل الملفات العالقة ووضع الحلول المناسبة، مع حرص القيادة الايرانية على التوازن في مواقفها تجاه الاوضاع في مصر، وعدم التدخل في شئون هذا البلد العربي – الإسلامي والمهم، وإبقاء قنوات التواصل مع القيادة المصرية الجديدة». وتوقعت المصادر أن تشهد الايام المقبلة المزيد من اللقاءات والمبادرات الاسلامية والعربية، بهدف تخفيف التوتر في مصر والوصول لحلول سياسية تحفظ دور الجميع، أو على صعيد بلورة محور عربي إسلامي قائم على قاعدة دعم قوى المقاومة وتفعيل دوره. واعتبر التقرير أن خطاب الامين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله في يوم القدس شكل رسالة واضحة في هذا الاطار والذي يؤكد على طي صفحة الخلافات بين قوى محور المقاومة، وتأكيد العلاقة القوية مع مختلف الفصائل الفلسطينية، ولا سيما حركة «حماس». ووفقا لمصادر الكاتب فإنه خلال الأسابيع الاخيرة عقدت لقاءات قيادية مكثفة بين حماس وحزب الله وإيران في بيروت وطهران، وجرى خلالها إعادة تقييم ما يجري من أحداث والاتفاق على تعزيز التعاون الميداني والسياسي رغم استمرار التباين بشأن الأزمة السورية، وجرى تكثيف التعاون على الصعيد العسكري من أجل مواجهة احتمالات حصول تطورات عسكرية مفاجئة ضد قطاع غزة أو جنوب لبنان. ولفت إلى أن هذه الجهود لوضع استراتيجية جديدة تتلاقى مع الجهود التي تبذلها وستبذلها القيادة الايرانية الجديدة بعد تسلم الرئيس الشيخ حسن روحاني منصب الرئاسة لتعزيز الوحدة ووقف الفتنة المذهبية في المنطقة ودعم قوى المقاومة.