قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف ، إن القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة فى الوقت الراهن فى ظل التنكر الإسرائيلي المستمر لاتفاقيات السلام الموقعة مع الفلسطينيين والإفشال المتعمد من جانب إسرائيل لجهود وزير الخارجية الإمريكي جون كيري لإحياء عملية السلام في المنطقة. ووجه عساف اليوم ، انتقادًا شديدًا لتصريحات المسئولين الإسرائيليين الإخيرة بشأن عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية ، واصفًا إياها بأنها تصريحات "وقحة " وتعبر عن حقيقة الموقف الإسرائيلي والتي تتزامن مع أفعال على الأرض في مسعي لقتل حل الدولتين. وأضاف أن حركة فتح لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجرى يوميًا من عربدة للمستوطنين على الأراضي الفلسطينية ، وممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومصادرة الأراضي ، وأكد أن "هذه الممارسات تهدد وجودنا على الأرض". وقال عساف " إننا ناقشنا في إجتماع اللجنة المركزية حركة فتح ، الذي عقد بالأمس برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كل الخيارات المتاحة أمامنا بدءًا من خيار المقاومة الشعبية على الأرض وتنتهى بسعينا للوصول إلى محكمة الجنايات الدولية" ، موضحًا أن الحركة ستظل مستمرة في نضالها الوطني من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة على حدود يونيو 1967. وأوضح أن الرئيس الفلسطيني يتعرض للضغوط من قوى دولية مختلفة من أجل إجباره على العودة إلى طاولة المفاوضات بدون أي التزامات إسرائيلية فيما يتعلق بالاعتراف من الجانب الإسرائيلي بمبدأ حل الدولتين أو قيامها بوقف الأنشطة الاستيطانية المتفاقمة بشدة في الفترة الأخيرة أو ما يتعلق بالإفراج عن الأسري. وأشار عساف إلى أن حركة فتح متمسكة بالثوابت والمبادي الفلسطينية وستدافع عنها مهما كان الثمن أو كانت الضغوط الخارجية التي تمارس على الحركة . وتعقيبًا على توجه الحركة في الفترة القادمة فيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية ، قال عساف " إن حركة حماس حينما أقدمت على الانقلاب التي قامت به في عام 2007 أدعت أن تلك الخطوة كانت استباقية لمواجهة انقلاب بعض المجموعات عليها ، والأن وبعد سبع سنوات من هذا الانقلاب، فما هو الداعي لهذا الانقسام بعد مرور سبع سنوات عليه". وأضاف "أن هذا الانقسام لم يحقق أي من الأهداف الوطنية التي نسعى إليها جميعا تجاه قضيتنا العادلة ، بل على العكس فقد تراجعنا إلى الوراء في قضيتنا الوطنية عشرات الأميال" ، موضحًا " أن صورتنا الأن أصبحت مشوهه بسبب هذا الصراع على السلطة". وردًا على ادعاءات بأن حركة فتح تعرقل خيار المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ، تساءل عساف : "أين هي حماس الأن من المقاومة " ، وأضاف أن حرس الحدود بحماس يقومون بحراسة حدود قطاع غزة فى مقابل الحرس الإسرائيلي . وأكد أنه برغم كل هذه المعوقات والاتهامات التى توجه لحركة فتح ، إلا أن هناك إصرار من جانب فتح لانهاء هذه الحالة من الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية مهما كان الثمن. وأثنى عساف على دور مصر في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية ، مشيرًا إلى أن وفدًا من حركة فتح التقي على مدار اليومين الماضيين مع قيادات حماس وأن هذه الاجتماعات تأتي في إطار المشاورات بين الجانبين لإزالة كل العقبات والعراقيل التي تعترض طريق المصالحة. وشدد على أن حركة فتح ستبذل كل ما في وسعها من أجل إقناع حماس بتحقيق المصالحة والوحدة من أجل إعلاء مصالح الشعب الفلسطيني ، وأكد على أن فتح ملتزمة من جانبها بالبرنامج الزمني الذي تم الاتفاق عليه بتشكيل حكومة وفاق وطني ويعقبها إجراء أنتخابات تشريعية ورئاسية في شهر أغسطس القادم ليترك القرار للشعب الفلسطيني الذي هو مصدر كل الشرعية والسلطات ولن يكون هناك بوابة للمصالحة بدون الشعب الفلسطيني.