دعت صحيفة صينية شعبية تحظى بدعم الحزب الشيوعي الصيني الحكومة الصينية إلى إبقاء إدوراد سنودين، المتعاقد السابق مع وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه)، والاستفادة من المعلومات التي يحملها بدلا من إعادته إلى بلاده، قائلة إن كشفه عن برامج المراقبة السرية الأمريكية أمر يهم الأمن القومي الصيني. وقالت صحيفة غلوبال تايم التي تصدر بالصينية والإنجليزية في افتتاحيتها إن سنودين قد يعطي معلومات استخبارية يمكن أن تساعد الصين على تعزيز فهمها لواقع الفضاء الإلكتروني (السايبري) وعلى تقوية موقع الصين في مفاوضاتها مع واشنطن. وجاءت دعوة الصحيفة في افتتاحيتها الجمعة بعد تصريحات سنودين بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد اخترقت 61 ألف هدفا، من بينها المئات في هونغ كونغ والصين، والتي نشرت في مقابلة معه في صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في هونغ كونغ. وإتهم سنودين في مقابلته "وكالة الأمن القومي الأمريكي بقرصنة موزع الإنترنت الرئيسي في هونغ كونغ المسؤول عن تزويد خدمات الإنترنت في هونغ كونغ". وشددت الصحيفة الصينية على أن بكين يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار ليس علاقاتها مع الولاياتالمتحدة حسب، بل الرأي العام المحلي فيها، والذي تقول الصحيفة أنه لن يكون سعيدا إذا أعيد سنودين إلى بلاده. تحذير وقد لجأ سنودين إلى هونغ كونغ قبل فترة وجيزة من نشر تقارير عن "التجسس الإلكتروني" في صحيفة "الغارديان" البريطانية و "واشنطن بوست" الأمريكية الأسبوع الماضي. وكان سنودين أكد الأربعاء الماضي على أنه لا يرغب في مغادرة هونغ كونغ وتعهد بمقاومة أي محاولات لترحيله من هونغ كونغ. من جهة أخرى، أفادت وكالة أسوشييتد برس أن الحكومة البريطانية وجهت تحذيرا يدعو شركات الطيران حول العالم إلى عدم السماح لموظف وكالة المخابرات المركزية السابق إدوارد سنودين بالصعود في أي من رحلاتها المتوجهة إلى بريطانيا. وقالت الوكالة إنها شاهدت نسخة مصورة من التحذير البريطاني في مطار تايلاند الجمعة، وإن دبلوماسي بريطاني أكد أن الوثيقة حقيقية وقد أرسلت إلى الخطوط الجوية حول العالم، كما أكدت الخطوط الجوية التايلندية إصدار التحذير. وجاء في التحذير الذي صدر عن الداخلية البريطانية إن على شركات الطيران عدم السماح بصعود سنودين على متن رحلاتها لانه " شخص سيرفض دخوله إلى بريطانيا على الأرجح". وكانت الصين قالت في وقت سابق إنها "ليس لديها أي معلومات" لتقديمها حول وضع إدوارد سنودين الذي جاءت تسريباته على أرض هونغ كونغ التي تقع تحت السيادة الصينية وسط توتر بين واشنطن والصين بسبب تبادل الاتهامات بالتجسس الالكتروني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ إن "الصين ليس لديها معلومات لتقديمها" عند سؤالها عما إذا كانت واشنطن تطرقت إلى قضية ترحيل سنودين من هونغ كونغ مع المسؤولين الصينيين.