بدون شك أعتقد أن استمرار تصعيد الدعم السريع يكمن خلفه مخاوف ربما تؤدى إلى التقسيم وهو ما سيؤدى إلى تداعيات خطيرة تضر بالأمن والاستقرار وربما انفصال إقليم دارفور ، وهو الأمر الذى ينذر بمخاطر على القارة الإفريقية ولهذا جدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى دعمه لسيادة السودان ووحدة أراضيه، ورفض تكوين حكومة موازية فى نيالا من ميليشيا الدعم السريع،. كما أدان تصعيد الأعمال العسكرية والتدخل الأجنبي، ودعا المجلس لضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، كما حثّ الأطراف السودانية على الانخراط فى حوار سياسي شامل بقيادة سودانية يمهّد الطريق لاستعادة النظام الدستوري. وخلال الجلسة، التى عقدها مجلس الأمن والسلم الإفريقى قدّم الممثل السامي للاتحاد الإفريقي، محمد بن شمباس، وممثلو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) وبرنامج الأغذية العالمي تقارير حول تطورات الوضع الإنساني فى مناطق النزاع، مع التركيز على دارفور وكردفان، وأكد أعضاء المجلس أولوية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ورحّب المجلس بتعيين كامل إدريس رئيسًا مدنيًا للوزراء، ودعا إلى محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان. ولفت إلى أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية، مشيرًا إلى أن غياب الحل السياسي سيُديم معاناة المدنيين، وكان وزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطى قد أجرى اتصالا هاتفيًا مع نظيره السودانى عمر صديق، استعرض خلاله جهود مصر الدؤوبة الرامية لتحقيق السلام والاستقرار فى السودان، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، بما فى ذلك النقاشات فى إطار الرباعية الدولية الخاصة بالسودان التي تنخرط فيها مصر، وكذلك دعم مصر المتواصل لسيادة السودان، ومؤسساته الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفضها لأية خطوات تهدد وحدة السودان الشقيق. ومع رصد الواقع فى السودان وأخذ منحنى نحو الهدوء وفرض الدولة السيطرة والدفع بإعادة الإعمار وعودة المهجرين واللاجئين. يقوم الدعم السريع بتصعيد عملياته العسكرية فى إقليم دارفور ومناطق أخرى ولكن المواطن السودانى يسعى إلى الوقوف خلف الدولة ويدعم كل خطواتها نحو إنهاء التمرد بينما يرصد البعض خطاب الكراهية والدفع بدعم الانقسام. ففى حين يسيطر الجيش على العاصمة الخرطوم ومناطق شرق وشمال ووسط البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور – عدا مدينة الفاشر وأجزاء كبيرة من إقليم كردفان، وهما يشكلان أكثر من 45 فى المئة من مساحة السودان الحالية البالغة نحو 1.8 مليون كيلو متر مربع، حيث تبلغ مساحتهما مجتمعة نحو 870 ألف كيلو متر مربع. وتتزايد المخاوف من أن تؤدي الأوضاع الحالية إلى انقسام جديد يعيد إلى الأذهان عملية انفصال الجنوب فى العام 2011، والتى جاءت بعد حرب أهلية اعتُبرت الأطول فى إفريقيا، حيث استمرت لأكثر من نصف قرن من الزمان. وفقد السودان بسبب انفصال الجنوب نحو ثلث مساحته. وأن توحّد الأطراف الرافضة لهذا المخطط يمكن أن يحبطه، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد.