مع بداية عام جديد نتطلع جميعا لتحقيق نجاحات فى كافة المجالات ونفض غبار الحزن الذي تعلق على جدران قلوبنا خلال العام الماضى 2024 الذى شهد تصعيدًا وتوترًا سياسيًا غير مسبوق فى المنطقة. نأمل استمرار نعمة الأمن والأمان التى تعيشها مصر والتى تعد الدولة الوحيدة فى المحيط الإقليمى التى نأت عن السقوط فى فخ الصراعات والتجاذبات السياسية والتى أدت فى نهاية المطاف إلى تفكك ثم سقوط أنظمة دول جارة وشقيقة. مصر هى البلد الوحيد الذى ذُكر فى القرآن الكريم أربع مرات صراحة، ووصفها الله سبحانه وتعالى فى سورة يوسف بأنها بلد الأمان بقوله فى سورة يوسف "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ الله آمِنِينَ". وستظل مصر فى رباط إلى يوم الدين رغم كيد الكائدين وتربص المتآمرين من ذيول جماعة الإخوان الإرهابية وغيرهم من الحاقدين على بقاء أرض الكنانة شامخة عتية، بينما يتهاوى الكل من حولها. وسيظل الجندى المصرى رمزا للشموخ والعزة والصلابة والإيمان بقيمة الحفاظ على كل ذرة تراب فى بلاده، الجندى المصرى ابن المؤسسة العسكرية التى أنجبت عظماء ومازالت تخرج المزيد من الأبطال الذين يحملون على عاتقهم الحفاظ على استقرار حدودنا ومنع من تسول له نفسه أيا من كان المساس بها. عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض"، فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: "لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة". وأثبتت المواقف المصرية وتحديدًا خلال الأعوام الأخيرة، كيف استطاعت مصر أن تؤكد دورها المؤثر فى كافة القضايا السياسية العربية والإقليمية والدولية ولولا رؤية وحكمة القيادة السياسية المصرية لتوسع نفوذ الاحتلال الإسرائيلى وعدد من القوى الدولية والإقليمية التى تطمع فى تقسيم الوطن العربى والإمعان فى تفتيته خصوصا فى ظل اشتعال الكثير من الأزمات فى أغلب العواصم العربية. العام الجارى لن ينفصل تماما عن العام الماضى إذ إن الكثير من الملفات مازالت تحتاج إلى الحسم، دوليًا أزمة روسيا وأوكرانيا والتطلع لوقف الحرب التى أدت لخسائر سياسية واقتصادية، وعربيًا نحن مصابون بجراح غائرة فى كل من اليمن والسودان وليبيا ولبنان وسوريا، أما ما حدث فى غزة والذى يرتبط بتطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام فى الشرق الأوسط سيظل الأحدث والأبرز والمطروح بقوة على طاولة النقاش فى كافة المنابر والمنظمات والهيئات الدولية لوقف مجازر الكيان الصهيونى ضد الأشقاء الفلسطينيين.