صمود مصرى وسط إقليم تموج به أعاصير الفوضى التى اقتلعت أوتاد دول المنطقة، ليبقى الوتد المصرى ثابتًا راسخًا فى أعماق الأرض لا يهتز ولا يتزعزع مرتكزًا على اصطفاف وطنى لا يلين أمام عظم التحديات الخارجية، بل يقوى ويشتد كالبنيان المرصوص الذى صنعت لبنته من الفولاذ المتين. إفشال الدولة من الداخل هدف يسعى المتربصون بمصر إلى تحقيقه منذ هبت رياح الخريف العربى بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة وقد فشل بالفعل مخطط الفوضى الخلاقة فى المساس بوحدة وصلابة التماسك الداخلى المصرى، فصمد الوطن بوعى شعبه وقوة جيشه وقيادته التى تقدمت الصفوف وزادت عن الوطن، صمود لم يأت على هوى من يريد تشكيل المنطقة من جديد، فأشعلت الفوضى الإقليمية بهدف اتساع دائرة الصراع واستنزاف قدرات دول المنطقة ما ينتج عنه ضغوط أمنية واقتصادية على الداخل ليتأثر سلبا بتبعات الصراع الإقليمى وبالتوازى يستخدم سلاح الشائعات لتضليل الوعى الجمعى وعزله عن الواقع الإقليمى والدولى وإشغاله فى أكاذيب وخطابات عاطفية تشغل المواطن عن الهدف الأسمى وهو بقاء الوطن صامدًا وسط هذا العراك الإقليمى. فشل اختراق الاصطفاف الوطني المصرى دفع نحو إشعال الفوضى الإقليمية لتنفيذ سياسية الطرق على الجدران المصرية من الخارج، فباتت المخاطر تطرق جدران الحدود المصرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية، وهو ما له تبعات سليبة على الداخل المصرى على مختلف الأصعدة وعلى رأسها الاقتصادية والأمنية، وهو ما يتطلب تعزيز التماسك الداخلى والتمسك بالوعى كسلاح أمثل لمواجهة الفوضى الإقليمية.