هل لديك من الشجاعة أن تعلن أنك مع منع فيلم إبراهيم عيسى "الملحد"؟.. أنا مع المنع.. هل نترك النساء والرجال يسيرون عرايا فى الشارع، ويظهرون عوراتهم، وإذا تم منعهم، يخرج من يقول: "هذه حرية".. ألا يعجبك هذا القياس؟.. مثال آخر، لماذا غضب العالم المسيحى فى بلاد الغرب الليبرالية من فقرة محاكاة لوحة العشاء الأخير التى تضم المسيح وتلاميذه بعد إسقاطها على المثليين (لمؤاخذة الشواذ).. الثورة الفرنسية كانت البداية فى نشر تعاليم وأفكار الماسونية والإلحاد تحت شعارات الحرية، والماسونية، وتحاول خداع المؤمنين بالله، وتقول لهم إن هناك مهندسا أعظم للكون؛ لأنها لا تستطيع إقناعهم أن هذا النظام الكونى صادر عن عبث أو فوضى، لكنها تحارب الإسلام والمسيحية؛ لأن الديانتين ضد الفكرة الصهيونية، وأمثال إبراهيم عيسى يجهل هذا أو يعرف ويتجاهل عن عمد، هو فقط يبحث عن الشهرة والمال، وما يظن أنه مجد، وليس هناك أكثر من الخوض فى "الدين"، ما يحقق له هذا.. فى صدر شبابه كتب عيسى رواية ونشرتها "هيئة الكتاب"، وعرضتها فى جناحها بمعرض الكتاب، وعلق عليها عبد الرحمن فهمى (كاتب فى صحيفة الجمهورية) فى مقال حمل عنوان: "فى معرض الكتاب كتب قليلة الأدب"، كانت الرواية مغرقة فى العبارات الإباحية، والجنس هو المجال الثانى من "التابوهات"، التى تجد إقبالا عند القراء – بعد الدين – وذهب د. سمير سرحان رئيس "الهيئة" فى ذلك الوقت، وأمر بإنزال الرواية من على أرفف العرض، وتخزينها، فما كان من عيسى إلا أن شن حربا ضروسا على رئيس الهيئة، ومن قبله ناقد الرواية، وبعد عام عاد عيسى يتزلف رئيس الهيئة، بعبارات حرية الرأى والإبداع، ويرجوه الإفراج عن روايته لتعرض فى معرض الكتاب.. هذه رسالة عيسى وهذا إبداعه: نشر الإباحية، والشذوذ، والمجون، والعهر؟! والآن الإلحاد والكفر.. الغريب أن عيسى وأمثاله عميان، ويحتجون بأمثلة يفضحهم الله بها، الأخ عيسى نشر تويتة على حسابه فى "أكس" تحوى مشهدا من سيناريو فيلم "الملحد"، والمشهد يتضمن حوارا يحاول فيه الأب أن يرد ابنه "الملحد" عن إلحاده، والابن يجادله ويحتج بآية من القرآن: " أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ"، لقد اجتزأ عيسى الآية من سياقها (كعادة أمثاله)، والآية كاملة كما وردت فى سورة المائدة: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104) يعنى قول الله ضده، وليس سندا لضلالاته وجهله، الآية تحمل دعوة الكفار للإيمان وليس العكس.. والخلاصة أن إبراهيم عيسى نجح فى أن يجرنا إلى الجدل الذى يمنحه مزيدا من الشهرة، فيرفع الطلب عليه فى "الفضائيات الأمريكية"، ويرفع رصيده فى البنوك.