«النفايات الفضائية» أحد أبرز المشكلات الخطيرة التي ظهرت عقب الزيارات المتكررة للفضاء الخارجي ومن أجل ذلك بدأ تدشين محطات الرصد والمراقبة للفضاء والغلاف الجوي وفي هذا السياق تقول الدكتورة رشا غنيم أستاذ مساعد ديناميكا الفضاء ورئيس معمل أبحاث الفضاء والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن الحطام الفضائي يدور حول الأرض بسرعات هائلة فى مدار أرضي منخفض فقد يتسبب ذلك فى أضرار كبيرة لقمر صناعي أو مركبة فضائية فى حالة حدوث تصادم. أما بالنسبة للمخلفات الفضائية التي تصل من السماء إلى الأرض، وقد تدمر المناطق التي تسقط عليها، ناتجة عن ارتطام أو اصطدام الأقمار الصناعية التي ينتهي عمرها الافتراضي بعد إنجاز مهمتها وقد تصيب أي مكان على سطح الأرض إذا سقطت عليه. راندة فتحي أِشارت د. رشا غنيم إلى أن رصد وتتبع الحطام الفضائي يتم من خلال أجهزة أرضية منها الرادار حيث تنتشر الرادارات ذات القدرة على رؤية الأجسام الفضائية فى عدد من الدول و تصل قدرتها إلى رصد جسم يصل قطره إلى مليمترين على ارتفاع 500 كم. وأضافت غنيم أن الحطام الفضائي هو النفايات التي تخلفها عمليات إطلاق الصواريخ أو الأقمار الصناعية فى الفضاء الخارجي، ومن ثم نفقد السيطرة عليها وبدأت تشكل فى الفترة الأخيرة مشكلة حقيقية بسبب تراكمها وانتشارها فى الفضاء المفتوح. وأشارت إلى أن الحطام الفضائي والأقمار الصناعية لها أهمية كبيرة لذلك يجب متابعتها باستمرار وعلى هذا فإنه ونظرا لأهمية متابعة الحطام الفضائي فإنه جار إنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي داخل مقر المعهد وذلك بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية وستكون هذه المحطة الثانية دوليا من حيث قطر التليسكوب. واستطردت غنيم قائلة إنه وفى إطار التعاون بين المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر متمثلا فى قسم أبحاث الفضاء ومراصد الفلك القومية بالصين فقد تم توقيع إتفاقية للتعاون الثنائي عام 2017 بغرض المشاركة فى رصد الأجسام الفضائية والمتمثلة فى الأقمار الصناعية والحطام الفضائي والأجسام القريبة من الأرض. عمليات الرصد وفى ضوء هذه الاتفاقية يقوم الجانب الصيني بتوفير جميع الأجهزة المستخدمة فى عمليات الرصد، وتزويد المحطة بقطع الغيار والأجهزة اللازمة لمتابعة واستمرار عمليات الرصد. أما الجانب المصري فيكون دوره تشييد المبنى المناسب والمجهز (وقد تم الانتهاء بالفعل من المبنى) لوضع أجهزة المحطة به وإجراء وتنفيذ عمليات الأرصاد. الحطام الفضائي ومن جانبه أوضح الدكتور مكرم إبراهيم الأستاذ والباحث المتفرغ بمعمل أبحاث الفضاء ورئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء السابق بمعهد البحوث الفلكية عن أسباب تدشين محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي أن الحطام الفضائي ينتج من قمر صناعي غير عامل يدور فى المدار أو قمرين اصطدما أو نيازك، وله تأثير خطير على الأرض عند سيره على شكل عشوائي، وقد يدمر مناطق سكنية كاملة. وأضاف إبراهيم أن الاتجاه إلى متابعة الحطام الفضائي، هو الذي جاء بفكرة إنشاء المحطة، حيث كان هناك محطة ليزر فى المعهد القومي للبحوث الفلكية، عام 1964 وكانت الأولى فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وكانت ترصد الأقمار الصناعية، ولم نستطع تشغيل المحطة إلا مساء، وخرجت المحطة من الخدمة عام 2002، وتم إنشاء محطات أخرى بالرصد البصري، بالمحطات التي لا زالت تعمل. وأشار إلى أنه فى 2017 تم توقيع اتفاقية مع معهد الفلك الصيني ووكالة الفضاء الصينية بإنشاء محطة يمدونا بالأجهزة ونمدهم بالإمكانيات والمبنى، وكانت المحطة الأولى فى مجالها، وعدنا بعد 60 سنة نتصدر الشرق الأوسط وإفريقيا بإنشاء هذا التنوع من المحطات. التشغيل الفعلي وعن أهداف التعاون المصري الصيني أشار دكتور مكرم إلى أن التعاون المصرى الصينى أساسا لتطوير التكنولوجيا الخاصة بالرصد ومشاركة الجانبين فى عمليات الرصد ونتائج الأبحاث، وقد تم التوصل إلى إرسال الجانب الصينى عدد 2 تلسكوب احدهما بقطر120 سم والآخر بقطر 70 سم . وفى فبراير الماضى أرسل الجانب الصينى بالفعل عدد 2 قبة قطر كل منهما 8 أمتار إلى المعهد ويتم حاليا فى هذا التوقيت تركيب وتشغيل القبب. وتم شحن التلسكوب الأول (120 سم ) إلى المعهد شهر يونيو الماضي وجاري تركيبهم حتى يتم بعدها البدء فى التشغيل الفعلى للتلسكوبات واتخاذ الأرصاد المطلوبة. وعن الفائدة التي تعود على علم الفضاء من التعاون بين مصر والصين قال عالم الفضاء إننا جميعا نعلم مدى التطور العلمى الرهيب للصين فى جميع المجالات وبالأخص فى مجال الفضاء. ولعل أهم ما قامت به الصين فى الآونة الأخيرة هو المهمة الكبيرة فى الجانب المظلم من القمر. علما بان العديد من الدول كانت لها مهام إلى القمر ولكن مهمة الصين هى الوحيدة فى الجانب المظلم من القمر. واضاف دكتور مكرم أن ما يقال بأن هذه المحطة رقم 2 فى العالم المقصود به ان محطة الصين الموجودة بشانجشون بالصين هى رقم 2 على مستوى العالم من حيث عدد الأرصاد المأخوذة بأشعة الليزر للأقمار الصناعية وقطر تلسكوب هذه المحطة هو 60 سم. وتوقع الدكتور مكرم إبراهيم أن تكون المحطة المنتظر قريبا انطلاقها قريبا الخاصة بمصر ستتفوق عن المحطة التي توجد بالصين قاعدة بيانات وعن أهمية هذه المحطة ودورها أكد دكتور مكرم على أن هذه المحطة ستقوم بتكوين قاعدة بيانات خاصة بالأقمار الصناعية والحطام الفضائى والأجسام القريبة من الأرض. وتكمن أهمية قاعدة البيانات فى أنها تخدم وكالة الفضاء المصرية. ففى حال رغبة الوكالة فى إطلاق قمر صناعى. فيجب اختيار موقع مناسب وبعيدا عن موقع الحطام الفضائى وذلك بالاعتماد على قاعدة البيانات المأخوذة من أرصاد تلك المحطات. وتخدم هذه البيانات أيضا فى حماية الأقمار الصناعية المصرية من التصادم مع أى حطام يقترب منها. ومن ناحية أخرى اشار عالم الفضاء دكتور مكرم إلى أن ما ينقص مجال الفضاء حتى يصل لمرتبة أعلى هو أنه يجب ان تكون مواقع المحطات الخاصة برصد الاقمار الصناعية والحطام الفضائى موزعة فى أماكن كثيرة من الجمهورية حتى يخدم ذلك فى تحسين الدقة الخاصة بالأرصاد. وأضاف دكتور مكرم ان التكنولوجيا الخاصة بالرصد فهى الرصد باستخدام اشعة الليزر والرصد باستخدام تقنية التلسكوبات البصرية. وعن الفائدة التي تعود على علم الفضاء من التعاون بين مصر والصين قال عالم الفضاء اننا جميعا نعلم مدى التطور العلمى الرهيب للصين فى جميع المجالات وبالأخص فى مجال الفضاء. ولعل أهم ماقامت به الصين فى الآونة الاخيرة هو المهمة الكبيرة فى الجانب المظلم من القمر. علما بان العديد من الدول كانت لها مهام الى القمر ولكن مهمة الصين هى الوحيدة فى الجانب المظلم من القمر. ومن ضمن المهام الكبيرة ايضا للصين هى انشاء محطة الفضاء الصينية. وقد تم انشائها على عدة مراحل باستخدام الصاروخ الصينى المعروف لونج مارش B5. وأضاف دكتور مكرم ان ما يقال بأن هذه المحطة رقم 2 فى العالم المقصود به أن محطة الصين الموجودة بشانجشون بالصين هى رقم 2 على مستوى العالم من جهة عدد الارصاد المأخوذة بأشعة الليزر للأقمار الصناعية وقطر تلسكوب هذه المحطة هو 60 سم. وتوقع الدكتور مكرم إبراهيم أن تكون المحطة المنتظرة قريبا انطلاقها الخاصة بمصر ستتفوق عن المحطة التي توجد بالصين.