أصبح الأمر يحتم ضرورة عودة طلاب الثانوى إلى المدارس التى هجروها مرة أخرى – إذا كانوا يريدون اجتياز الامتحانات بشكلها الجديد بنجاح – وخاصة بعد ما أعلنه د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم – مؤخرًا – بأن الطالب الذى لن يتدرب على الشكل الجديد لأسئلة الامتحانات والتى تعتمد على الفهم وإعمال العقل ونواتج العملية التعليمية.. ويهمل الذهاب إلى المدرسة فإنه لن يتمكن من الإجابة على أسئلة الامتحانات الجديدة.. ولن يتمكن من الحصول على أى درجات فى الصف الثالث الثانوى. وهذا كلام فى غاية الأهمية ويجب أخذه بمحل الجد وعدم الاستهانة به وخاصة مع اقتراب موعد امتحانات (مارس التجريبى) لطلاب الصف الأول الثانوى لأنه يعنى أن الطلاب الذين سيعتمدون على الدروس الخصوصية.. و«سناتر» الدروس الخصوصية التى لا تمتلك آليات التدريس الجديدة ولا تمتلك أيضًا نواتج العملية التعليمية من أنشطة مدرسية ويهملون الذهاب إلى المدرسة فإنهم لن يتمكنوا من الإجابة على أسئلة الامتحانات الجديدة.. وسيكون رسوبهم فى الامتحان شيئًا مؤكدًا. وهذا إنذار بالغ الأهمية بضرورة عودة طلاب الثانوى إلى المدارس.. وتحذير بأن آلاف الجنيهات التى يدفعوها هم وأولياء أمورهم على الدروس الخصوصية ستكون على «الفاضى» أى بدون فائدة!! والحقيقة أنها خطوة لإعادة طلاب الثانوى إلى المدارس التى هجروها.. وإن كانت قد تأخرت كثيرًا.. وخطوة على الطريق فى تحجيم الدروس الخصوصية التى تفشت فى المجتمع بشكل كبير وخطير ووصل حجم تجارتها إلى 6 مليارات جنيه سنويًا تلتهمها مافيا الدروس الخصوصية من ميزانية الأسر المصرية (!!) ولكن الأمر يتطلب ضرورة تجهيز المدارس الثانوية أولاً لتكون جاهزة لتنفيذ النظام التعليمى الجديد وتجهيزها بالبنية التكنولوجية وشبكات «النت» لتجعلها تتميز عن «سناتر» الدروس الخصوصية وكذلك تدريب المعلمين ليكونوا على دراية بطرق التدريس الجديدة والشكل الجديد للامتحانات، كما يتطلب الأمر أيضًا تفعيل الأنشطة التربوية التى تحبب الطلاب فى المدارس ولتكون مكملة للعملية التعليمية.. وهذا شيء مهم إذا كنا نريد إحياء المدارس الثانوية وإعادة «البريق» إليها مرة أخرى. فإعادة المدارس لتؤدى دورها التربوى والتعليمى وإعادة الطلاب إليها هى أولى الخطوات لإصلاح حال التعليم فى مصر.