جاء حصاد 2018 السينمائي بالعديد من المفاجآت ، ومنها تحطيم فيلم “البدلة” بطولة تامر حسني وأكرم حسني لكل الأرقام السابقة على مستوى الإيرادات، وترشيح فيلم “يوم الدين” للفوز بإحدى جوائز الأوسكار وترشيحه لعدة جوائز دولية أخرى..وإليكم الحصاد.. في بداية الموسم، راهن صناع فيلم “ليلة هنا وسرور” على المنافسة على قمة الإيرادات ، وذلك بعدما حققه بطلاه محمد إمام وياسمين صبري من إيرادات ضخمة فى عام 2017 بفيلم «جحيم فى الهند»، ولكن النتائج جاءت عكس التوقعات، ذلك لأن السيناريو والجرعة الكوميدية اختلفت بين الفيلمين . وهو نفس ما حدث مع فيلم «الكويسين» لأحمد فهمى، والذى اعتمد أيضاً على الإيرادات التى حققها من قبل فيلمه «كلب بلدي»، ورغم استعانته بأيمن وتار كمؤلف للفيلم بحسه الكوميدى المعروف، لكن جاء الفيلم مخيباً للآمال. أفلام «الأبلة طمطم» لياسمين عبدالعزيز، و«الرجل الأخطر» لسامح حسين حققا ما كان متوقعاً لهما، فياسمين ما زالت تصر على الانفراد بالبطولة المطلقة ولكن باستعانتها بسيناريو ضعيف واعتمادها على حمدى الميرغنى أضعف الفيلم، وأكد أن اعتمادها على الأطفال لن يحقق النجاح المرغوب، وهو نفس ما حدث مع فيلم «الرجل الأخطر» لسامح حسين. فيلم «قلب أمه» لشيكو وهشام ماجد ، حقق إيرادات معقولة للغاية ، بالنسبة إلى السمة التى يلعب عليها أصحابه فى كل أفلامهم، وهي الاعتماد الدائم على كوميديا الإفيه، وهو الرهان الذى ينجح دائماً وأبدًا مع الشباب. أول مفاجأة وبدأت المفاجآت بفيلم “حرب كرموز”، والذي جاء نجاحه خارج التوقعات، رغم ضعف السيناريو ، ولكن يبدو أن الميزانية الضخمة والإخراج المميز لبيتر ميمى والنجاح الجماهيرى لأمير كرارة، والاستعانة بالنجم العالمى يوركا ساعدهم فى تخطى حاجز ال65 مليوناً. وكان تراجع الأعمال السياسية والاجتماعية فى تحقيق الإيرادات سمة مميزة للموسم أيضاً، ففشل المخرج خالد يوسف فى جمع إيرادات بفيلم «كارما» وهو ما كان مفاجأة كبيرة، فرغم ما أثير حول الفيلم من رفض الرقابة قبل ساعات من طرحه، وتدخلات سيادية لعرض الفيلم والدعاية القوية له، إلا أنه لم يحقق نجاحاً يذكر. إيرادات البدلة وكانت المفاجأة الثالثة من نصيب تامر حسنى الذى حقق بفيلمه «البدلة» إيرادات تخطت 52 مليون جنيه فى موسم عيد الأضحى السينمائى، رغم أن التوقعات كلها ذهبت ليوسف الشريف الذى عاد للسينما بعد غياب 9 سنوات، وكانت المؤشرات الجماهيرية تؤكد أن الشريف بغيابه عن الساحة الدرامية فى موسم رمضان، سيخطف الأضواء والإيرادات فى العيد، إلا أن الرياح جاءت بما لا يشتهى، ما أكد أن الكوميديا تستطيع أن تخطف الإيرادات أينما كانت. وعن تحطيم تامر حسني للأرقام القياسية السابقة للأفلام المصرية في شباك التذاكر.. قال الناقد الفني طارق الشناوي :”يُحسب لتامر أنه المطرب الوحيد على مدى العشر سنوات الماضية، الذي نجح في إقامة علاقة تواصل جيدة مع السينما، وفي توقيت ماتت فيه السينما الغنائية تماما، نجح فى تقديم 9 أفلام، نستطيع القول إنها بنسبة كبيرة تغلب عليها تقديم الأغاني”. وأضاف: ” تامر فنان ذكي، لكن مشكلته أنه يقدم نفسه دائما باعتباره الفنان الاستثنائي والأوحد، وأنه نجم الجيل، وهذا الجانب الدعائي المبالغ فيه يطفيء كثيرا من بريقه، ولهذا أنصحه أن يوجه تركيزه لعمله فقط، بعيدًا عن صخب الدعاية التي تؤثر سلبا على ما يقدمه، لأن صعوده كنجم محبوب ليس بأن يكون الملك أو نجم الجيل، أو حتى نمبر وان، مع التوضيح هنا أن محمد رمضان، هو من دخل تلك الدائرة مقلدًا تامر حسني، وليس العكس”. تجارب جميلة لن ينسى أحد من صناع فيلم “يوم الدين”، الدقائق العشر التى صفق خلالها جمهور مهرجان «كان» السينمائى الأخير بعد عرضه، وهو الفيلم الذى مثَّل مصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى أيضا ونال العديد من الجوائز، كما أنه حصد إيرادات غير متوقعة عند عرضه فى دور العرض، وهو الفيلم الذى رشح لتمثيل مصر فى أوسكار أحسن فيلم أجنبى. والفيلم يعد من أفلام التراجيديا الكوميدية، التى تطرح قضايا إنسانية، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى للمصرى النمساوى أبو بكر شوقى. أما فيلما« ليل خارجى وورد مسموم»، فقد حفظا ماء وجه السينما المصرية فى مهرجان القاهرة السينمائي، حيث حصدا العديد من الجوائز، وأيضا هناك فيلم «عيار نارى»، الذى أثار لغطا وجدلا سياسيا. خارج السرب وبقي «تراب الماس»، ليغرد وحده خارج السرب ، وهو الفيلم الوحيد الذى يحمل صبغة أدبية لمؤلفه أحمد مراد، وواحد من أكثر الأفلام تميزاً فى سينما 2018على مستوى السرد البصرى، والبناء الدرامي، ويعد من أكثر تجارب المخرج مروان حامد تميزاً، بخاصة أنه لم يخن النص الروائى المأخوذ عنه الفيلم كما أنه أجاد اختيار كل أفراد فريق عمل الفيلم، الذين قدموا أفضل أداء، بدءاً من آسر ياسين، ومنة شلبى، وماجد الكدوانى، وأحمد كمال، والنجم القدير عزت العلايلي، وصابرين، ومحمد ممدوح، إضافة إلى تميز عناصر العمل الفنية من موسيقى وتصوير ومونتاج وديكور، وملابس. انحسار وتراجع وشهد هذا العام انحسار كبير في إيرادات الأفلام ذات الميزانيات الضعيفة ، والتى تحتوى على خلطة معروفة من راقصة ومطرب شعبى وموالد، فنجد فيلمى «سوق الجمعة» لعمرو عبدالجليل، و«بيكيا» لمحمد رجب، وظلمهما الاستسهال وفشلا فى تحقيق أى إيرادات. كما شهد 2018 السينمائي تراجع الفنان محمد رمضان عن قمة الإيرادات للعام التالي على التوالي، حيث احتل فيلمه «الديزل» المركز الرابع فى نهاية موسم الصيف بين 6 أفلام معروضة، رغم الجولات الترويجية ل«السبكى»، الذى حرص على الوجود فى السينمات العارضة للفيلم فى الأيام الأولى من طرحه، وإشرافه بنفسه على دخول الجمهور وقطع التذاكر، ومحاولات بطل الفيلم محمد رمضان الترويج الدائم أنه «رقم 1»، إلا أن ذلك لم ينجح فى إبقاء العمل فى السباق. الحلم الأمريكي «طلق صناعي» من الأفلام المميزة التى عرضت فى 2018 ، وهو ما جعله يمثل مصر فى عدد من المهرجانات حيث شارك فى الدورة ال 14 لمهرجان دبى السينمائي، واختير كفيلم افتتاح لمهرجان «مالمو» للسينما العربية فى السويد، والفيلم فكرته جيدة وجريئة، حيث تدور معظم أحداثه فى موقع تصوير واحد هو «السفارة الأمريكية فى القاهرة ». ويجسد الفيلم معاناة مواطن مصرى يريد الحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا هو وزوجته الحامل، من أجل أن يحصل ابنهما على الجنسية الأمريكية، ويواجه كثيرا من الصعاب، حتى تضطره الظروف إلى استخدام السلاح لترهيب الآخرين من أجل الحصول على ما يريد. ورأى البعض أن الفيلم كان جريئاً على مستوى الطرح السياسي، واحتوى فى الوقت نفسه على جرعة كوميدية مناسبة لدراما العمل. وشارك فى البطولة ماجد الكدوانى، وحورية فرغلي، سيد رجب، وبيومى فؤاد، ومى كساب، وهو أول تجارب السيناريست خالد دياب الإخراجية، وتأليف الثلاثى محمد وشيرين وخالد دياب.