ضربات استباقية ونجاح فى إحباط عدد من العمليات الإرهابية والقبض على عناصر إرهابية كانت تخطط للقيام بعمليات تخريبية خلال عيد الأضحى المبارك للإضرار بأمن مصر واستقرارها، إلا أن نجاح وزارة الداخلية والتكتيك الجديد الذى أبرز جهود الداخلية التى كللت بنجاح والتى قوبلت بارتياح كبير من قبل المواطنين ونتجت عن جهاز معلوماتى قوى اخترق تلك الجماعات وقام بجمع وتحليل المعلومات للوصول إلى العناصر المشتبه بها قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية لتوفير الأمن والأمان للمواطن والحفاظ على مكتسبات الوطن والذى يعد خطوة تؤكد أن الأمن المصرى استعاد عافيته بشكل كبير. يقول اللواء فؤاد علام عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والخبير الأمنى أن توجيه ضربات استباقية لمجموعة ولتنظيم هو قمة النجاح لأى جهاز أمنى لأن اختراق التنظيمات السرية علم كبير ويحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط وكيفية توجيه أى ضربة فى أى عملية من عملياته هذا قمة النجاح لأى نظام سياسى. وأتمنى أن تكون هذه السمة الرئيسية فى مواجهة الإرهاب ولا شك أن ما قامت به وزارة الداخلية مُرضٍ إلى حد كبير، ويجب ألا يكون رد فعل بعد وقوع الحادث، لأنه يجب منع الحادث من الأساس، ومن جهة أخرى يجب اختيار التوقيت المناسب وهى مسألة مهمة جدا لأنه لو تم توجيه ضربة قبل استكمال المعلومات عن كل التنظيم وعن كل أماكن تخزين السلاح فهى ثغرة كبيرة، كما أن اختيار التوقيت المناسب علم يدرس فى مواجهة التنظيمات السرية. أما عن مردود تلك العمليات على الأمن الداخلى فقال إن العمليات الاستباقية ليس فقط لحماية الدولة فبالتأكيد أن أى خلية أو أى تنظيم إرهابى كان يعد لعملية أو أكثر وكون أن الأجهزة الأمنية منعت ذلك وأوقفته فهذا يعنى حماية الدولة من أى عمليات إرهابية قد تؤثر على أمنها . ومن جهة أخرى فإن رد الفعل على كل التنظيمات السرية فى الساحة يكون بالنسبة للأمن إيجابيًّا جدًّا ويكون الفكر لدى التنظيمات الأخرى هو أن الأمن مخترق التنظيم فنجد منهم تراجعًا خوفا من أن يكون مصيرهم كمصير سابقيهم، كما يزيد من احساس الأمن لدى المواطن فيشعر بنوع من الاطمئنان ومزيد من الثقة فى أجهزته الأمنية وقدراتها . وأضاف عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب أن مردود الأمن على الناحية الاقتصادية يظهر بشكل كبير فبعد محاولة ضرب مديرية أمن القاهرة والدقهلية نتج عنها خسائر اقتصادية لأن الأمن اضطر إلى مضاعفة قوات الحراسة على كل مديريات الأمن بدرجة كبيرة جدًّا كما أن ما تم تهريبه من سلاح على الحدود الغربية والشرقية لو لم يتم ضرب هذه التنظيمات والقضاء على السلاح والمتفجرات كان سيسبب خسائر ضخمة يأتى على رأسها خسارة قطاع السياحة التى نتج عنها خسائر فادحة تقدر بالمليارات فمما لاشك فيه أن توجيه ضربة استباقية حققت لمصر نجاحًا كبيرًا جدا من الناحية الاقتصادية والسياسية الأمنية. وأكد أن القبض على عدد من الخلايا فى القاهرة وخارج القاهرة دلالة على يقظة الأجهزة الأمنية، وطالب علام وزارة الداخلية أن يكون المجندون لديها على الأقل من حملة الشهادات المتوسطة على الأقل لأن الشخص المثقف يكون أكثر وعيًا وأكثر قدرة على استخدام الأسلحة التكنولوجية الحديثة بخلاف المجند غير المثقف على أن يكون ذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع بحيث يتم قبول عدد من الدفعات من الحاصلين على مؤهلات المتوسطة والعليا للنهوض برجل الأمن فى الشارع لمواجهة العمليات الإرهابية واستيعاب التكنولوجيا. وأضاف أنه أصبح لا غنى عن استخدام الأسلحة التكنولوجية الحديثة، وأثق فى قدرة وزير الداخلية اللواء محمود توفيق فهو لديه خبرة كبيرة فى هذا المجال وذلك لتسهيل مأمورية أفراد الأمن لأداء مهامهم. ومن جهته أكد اللواء هشام بلال مساعد وزير الداخلية الأسبق أن أرشيف جهاز أمن الدولة أو الأمن الوطنى هو أقدم أرشيف سياسى وجنائى فى مصر والشرق الأوسط لأن جهاز البوليس السياسى أو بوليس القلم المخصوص يسبق فى تكوينه وتشكيله كل الأجهزة المعلوماتية فى مصر. وأضاف بلال أن بعض العناصر الإرهابية توهمت أن معلومات أمن الدولة تم التخلص منها فى أحداث يناير 2011 ولكن هذا غير صحيح وفى الحقيقة أنه كان كمينًا من أجهزة الأمن الوطنى فى ذلك الوقت لإيهام تلك الجماعات بالتخلص من المعلومات التى تدينهم . وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الأرشيف يحمل الأسماء الحديثة لكن يحمل الخطوط العامة للفكر والنشاط المتطرف داخل مصر أى ما يعادل 30% وهى قاعدة أساسية لمتابعة النشاط الإرهابى كما أنه لا يمكن إغفال أن الأجهزة المصرية متواجدة فى الخارج والداخل سواء أجهزة الأمن الداخلى أو أمن الدولة من خلال تبادل المعلومات مع بعض الأجهزة الأخرى من خلال تحليل فكر العناصر المخططة لمثل تلك الأفعال العدائية. ويقول بلال إن أجهزة الأمن المصرية كانت متابعة جيدة لوسائل التواصل الاجتماعى والتى كان لها دور كبير فى التواصل بين العناصر الإرهابية أو بين العناصر الإرهابية وبعض أجهزة المخابرات المعادية لمصر مما وفر للأجهزة الأمنية قاعدة معلومات قوية بعد تنقيحها وفلترتها. وأضاف لا يمكن أن نغفل أن الشعب المصرى من 2011 وحتى 2013 ذاق مرارة العناصر المتطرفة فى مصر وكان أهمها فى 30 يونيو 2013 وتهديد قياداتهم بشكل صريح للشعب المصرى بالفوضى وبالتالى فالشعب متحفز وفى حالة يقظة مستمرة لذا فهناك تعاون وثيق بين المصريين وأجهزته الوطنية المعلوماتية. أما عن دور الأجهزة الأمنية والمعلوماتية فهى التى تقوم بفلترة المعلومات وتصنيفها لاستخلاص المعلومات المفيدة وهو فرع أصيل من فروع الحصول على المعلومات لتوجيه ضربات استباقية بالإضافة إلى استجواب تلك العناصر والحصول على معلومات من الخارج عن تحركات تلك العناصر مما يسهل تتبعها داخل مصر للقضاء عليها وإحباط محاولاتها . ويقول بلال من المؤكد للجميع أن الإرهابيين يقومون بعمليات فى المناسبات الدينية والتاريخية والسياسية كالأعياد للمسلمين والمسيحيين على حد سواء وأحداث رابعة وإعادة انتخاب رئيس الجمهورية وانتخابات مجلس النواب والقيام بعمليات عدائية للإعلان عن وجودهم وهو تواجد سياسى مظهرى لكن ليس تواجد عميق لأن مصر لفظت كل تلك العناصر. أما عن المردود الإيجابى يقول مساعد وزير الداخلية الأسبق إن مردود تلك العمليات الاستباقية على الأمن داخل مصر إيجابى بشكل كبير لأنه يشعر الأجهزة الأمنية أنها تسير فى الاتجاه الصحيح وأنها تسير على أرض صلبة، كما أنه يؤدى إلى تدهور معنويات العناصر الإرهابية. أما اللواء محمد الشهاوى المستشار بكلية القادة والأركان وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية فيقول إن الضربات الاستباقية تعتبر تكتيكًا جديدًا تستخدمه قوات الشرطة للقضاء على الإرهاب والإرهابيين خاصة بعد توافر معلومات ورسم خريطة لأماكن تواجد الإرهابيين وأسمائهم وأسلحتهم ويتم استهدافهم بالضربات الاستباقية من خلال أعمال المداهمة والتمشيط لذا وجدنا عمليات ناجحة خلال الفترة السابقة فى العريش ومدينة 6 أكتوبر واستطاعت قوات الشرطة القضاء على الكثير منهم وضبط ما لديهم من أسلحة وذخائر والتى كانت معدة لاستهداف المدنيين خاصة فى فترة عيد الأضحى وأثناء افتتاح المشروعات التى تقوم الدولة بافتتاحها. وأكد المستشار بكلية القادة والأركان أن ما حققته وزارة الداخلية هو نجاح بكل المقاييس نظرا لما تتميز به تلك الجماعات من اللا معقول واللا متوقع وتنفيذ عملياتهم أثناء المناسبات الدينية والوطنية وأثناء افتتاح المشروعات القومية كما حدث أثناء افتتاح مجمع الأسمنت فى بنى سويف وقناطر أسيوط بسوهاج فالجماعات الإرهابية هدفها أفساد فرحة المصريين لذا الشرطة تستهدف تلك الجماعات قبل أن تقوم بتنفيذ هذه الأعمال الإرهابية وهذا نجاح كبير يحسب للشرطة المدنية. وأضاف الشهاوى أن ما يحدث من عمليات استباقية هو نتيجة التنسيق المعلوماتى بين القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الأمن الوطنى ورسم خريطة وأضحة وصحيحة ومعلومات دقيقة عن هؤلاء الإرهابيين ومن جهه أخرى نجد تعاون الشرطة والقوات المسلحة وقبلهم المواطن العادى وسرعة الإبلاغ عن أى شئ غريب أى أن تكاتف الجبهة الداخلية هو العامل الأساسى للقضاء على الإرهابيين. ويرى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن من نتائج تلك العمليات الاستباقية انخفاض الروح المعنوية للعناصر الإرهابية مما يؤدى إلى سرعة القبض والقضاء عليهم وأضف إلى ذلك النجاحات التى تمت للقضاء على تلك الجماعات المتطرفة فى العراق و سوريا واليمن وبالتالى فإن تلك الجماعات تلفظ أنفاسها الأخيرة نظرا لعدم قدرتها على الحصول على الدعم المادى واللوجيستى المطلوب للقيام بمهامها . وأضاف أن من نتائج تكاتف الجميع وإعادة الأمن إلى الداخل بشكل كبير هو البنية الأساسية للاستثمار حيث سيتم تنفيذ مشروعات تنموية لذا فإن العمليات العسكرية تقضى على الإرهابيين فعندما يعم الأمن سيجد رؤوس الأموال وستخلق فرص عمل للشباب وتحقيق تنمية اقتصادية وتنمية اجتماعية مما يصب فى مصلحة الأمن القومى المصرى. أما عن رؤية الخارج لما تحققه مصر من نجاحات وضربات استباقية يقول الشهاوى إن الخارج يعلم أن مصر تحارب الإرهاب ولذا يجب تضافر الجهود لمنع إمداد الإهابيين بالسلاح والدعم اللوجيستى ومنع توفير الملاذ الأمن والغطاء الإعلامى والذى تقوم به كل من قطر وتركيا وإيران. وأضاف مستشار كلية القادة و الأركان أن الآمن استطاع أن يستعيد عافيته بدرجة كبيرة ولكن تعاون المجتمع المدنى والشعب والشرطة المدنية والقوات المسلحة هو الذى سيدق آخر مسمار فى نعش هذه الجماعات الإرهابية.