رؤساء الحكومات والوزراء وكبار رجال الأعمال وصناع السياسات ووكالات الاستثمار وشركاء التنمية ،جميعهم حضروا لمدينة السلام «شرم الشيخ» على مدار يومى 20 و 21 فبراير الجارى فى منتدى «الاستثمار فى أفريقيا» أكبر منتديات الاستثمار والأعمال فى المنطقة والذى عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل حوار ممتد فى القارة السمراء آخر حدود الاستثمار فى العالم.وعقدت جلسة رئاسية ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى بمشاركة تودور أوبيانج رئيس غينيا الاستوائية وهايلى ماريام ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبى والرئيس على بونجو أونديمبا رئيس جمهورية الجابون ومحمادو بوهارى رئيس نيجيريا والرئيس السودانى عمر البشير، لمناقشة الحقائق والتحديات والفرص داخل القارة الإفريقية. وعلى مدار اليومين اجتمع رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم من أجل دراسة سبل زيادة الاستثمارات الدولية للقارة الإفريقية وتبادل الرؤى والخبرات بين الشركات والمنظمات التى تقود عملية النمو فى العالم وحركة الاستثمارات فى القارة. وشارك أكثر من 1500 من ممثلى شركات وهيئات ومنظمات من إفريقيا والعالم من مختلف القطاعات كالطاقة وتكنولوجيا المعلومات والبنوك والزراعة والدواء والصحة. ولم يهدف المنتدى فقط لتقديم فرص الاستثمار التى تقدمها القارة للتجارة الدولية ولكن هدف أيضا لتمهيد الطريق أمام الاتصالات بين الجانبين والتعاون، وهو ما أكده الرئيس السيسى فى كلمته فى افتتاح المؤتمر مرحبا بالوفود، وأشار الرئيس إلى أن التنمية هى التحدى الرئيسى الذى يواجه إفريقيا ويتطلب آليات العمل الإفريقى المشترك خاصة فى ضوء الحاجة الشديدة والماسة إلى المشروعات الإقليمية الكبيرة فى مختلف القطاعات. ومن جانبه أكد هايلى ماريام ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبى أن إفريقيا لم تعد تلك القارة المظلمة المليئة بالصراعات ولكنها أصبحت الآن صاحبة أسرع اقتصاديات نموا فى العالم،مشيرًا إلى أن إثيوبيا واحدة من بين أسرع خمس اقتصاديات نموا وأن القارة لا يزال أمامها الكثير من الفرص متاحة للمستثمرين المحليين والدوليين ولا يمكن فى ظل هذا الاقتصاد العالمى أن تحقق القارة أهدافها بعزلة عن العالم . أكينومى أيوديجى أديسينا رئيس البنك الإفريقى للتنمية أكد أن تحطيم الحدود بين دول القارة هو مفتاح التنمية المستدامة فى القارة والسبيل الوحيد لرفاهية شعوبها ،مضيفا أن قصة صعود القارة واستنهاض الهمم بها لم تنته بعد حيث يصل معدل النمو فى دول القارة لنحو 4.4% وسوف يصل إلى 5% بنهاية 2017 وإفريقيا لا تزال هى المكان الأفضل للاستثمار فى العالم إلا أن هناك بعض التحديات التى يجب أن تتم معالجتها حتى يمكن الاستفادة من الإمكانات الهائلة لدول القارة وهو ما أطلق عليه التحديات الخمس وهى إضاءة وتوفير الكهرباء للقارة وكذلك توفير الغذاء وتحويل الاقتصاد للصناعة والتكامل بين دول القارة وأخيرًا تحسين مستوى معيشة أبناء القارة. وقالت هبة سلامة المدير الإقليمى لمنظمة الكوميسا إن إفريقيا استيقظت ولن تنام مرة أخرى – كما قال كوانى نيكروما- مشيرة إلى أن أفريقيا هى بطلة قصة التنمية فى القرن الجديد. السفير حاوم فهمى الأمين العام للوكالة المصرية من أجل التنمية أكد أن يدا واحدة لا يمكنها أن تصفق وحدها مشيرًا إلى ضرورة العمل الإفريقى المشترك ولضرورة أن يعقد هذا المنتدى بشكل دورى. وخلال الجلسة الافتتاحية لم يغفل قادة وزعماء إفريقيا حقيقة الصعوبات والتحديات التى تواجه إفريقيا ومنها تأثير تباطؤ الاقتصاد العالمى وانخفاض أسعار البترول والإرهاب والاحتكار والفساد وبطء معدلات تحسين البنى التحتية والآمال العريضة للتنمية فى بلدانهم. وعبر الزعماء عن تفاؤلهم بالفرص المتاحة المتنوعة فى مجالات الزراعة والتعدين وتنمية البنى التحتية وزيادة التجارة البينية بين دول القارة. ولفت رجل الأعمال أحمد هيكل إلى أن مجموعته تشارك باستثمارات كبيرة فى القارة ومنها على سبيل المثال إنشاء خطوط سكك حديدة فى شرق أفريقيا وباستثمارات تتخطى 3ز7 مليار دولار لإنشاء معامل تكرير فى مصر. الوزراء المصريون وممثلو القطاع الخاص والحكومى ناقشوا دور مصر كمفتاح للشراكة والتجارة من خلال إنشاء المناطق الحرة ذات الشراكة الثلاثية فى محور قناة السويس وهو ما أتبعه جلسات متوازية فى مجالات الرعاية الصحية والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات. وفى الجلسات الختامية اجتمع المستثمرون فى قطاعات الطاقة والصيرفة من أجل صياغة نماذج للتحول الاقتصادى فى إفريقيا وبينما كان يجتمع ممثلون من بنوك إفريقية وشركات تكنولوجيا معلومات ومنظمة التجارة العالمية كان هناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو : «أين تقف القارة» ؟ وهو ما جاوب عنه سينديسو نجوينيا سكريتر عام الكوميسا حين قال إن الرسالة الرئيسية للمنتدى هى :إننا نحتاج أن نغير مقولة «إن إفريقيا تنمو» إلى مقولة أن إفريقيا تنمو بثقة.