لمحاولة توضيح تراجعه، سجال بين رئيس النواب وعدنان فنجري بسبب "الإجراءات الجنائية"    قبل اجتماع المركزي، تعرف على أسعار الفضة في مصر    21 من أصل 44.. أسطول الصمود العالمي ينشر أسماء سفنه المستهدفة من إسرائيل    نونو مينديز يضم لامين يامال لقائمة ضحاياه برفقة محمد صلاح    إصابة 7 أشخاص بينهم طفل في تصادم تروسيكلين ببني سويف    الأوبرا تمد فترة التسجيل في مسابقات مهرجان الموسيقى العربية ال33 حتى 6 أكتوبر    الصحة: 8708 متبرعين يدعمون مرضى أورام الدم في حملة "تبرعك حياة"    لأول مرة.. الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية للاستثمار في وثائق صناديق الملكية الخاصة    تعرف علي موعد إضافة المواليد علي بطاقة التموين في المنيا    الإصلاح والنهضة: انتخابات النواب أكثر شراسة ونسعى لزيادة المشاركة إلى 90%    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع إلى 66.225 شهيدا منذ بدء العدوان    الكرملين: الاتصالات بين الإدارتين الروسية والأمريكية تتم عبر "قنوات عمل"    مخاوف أمريكية من استغلال ترامب "الغلق" فى خفض القوى العاملة الفيدرالية    بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، درجات علمية جديدة بكلية التكنولوجيا الحيوية بمدينة السادات    ديكيداها الصومالي يرحب بمواجهة الزمالك في ذهاب دور ال32 بالكونفدرالية في القاهرة    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    النائب ياسر الهضيبي يتقدم باستقالته من مجلس الشيوخ    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    قطر تستنكر فشل مجلس الأمن فى اعتماد قرار بشأن المعاناة الإنسانية فى غزة    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    شيخ الأزهر يستقبل «محاربة السرطان والإعاقة» الطالبة آية مهني الأولى على الإعدادية مكفوفين بسوهاج ويكرمها    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    النقل: خط "الرورو" له دور بارز فى تصدير الحاصلات الزراعية لإيطاليا وأوروبا والعكس    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    «غرقان في أحلامه» احذر هذه الصفات قبل الزواج من برج الحوت    بتكريم رواد الفن.. مهرجان القاهرة للعرائس يفتتح دورته الجديدة (صور)    بين شوارع المدن المغربية وهاشتاجات التواصل.. جيل زد يرفع صوته: الصحة والتعليم قبل المونديال    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    تموين القليوبية يضبط 10 أطنان سكر ومواد غذائية غير مطابقة ويحرر 12 محضرًا مخالفات    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «المستشفيات التعليمية» توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة الجديدة لتدريب طلاب الطب    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتهامات بارتباطها بعبادة الشيطان «الميتال» و «الجوثك».. من الفن إلى الهوس
نشر في أكتوبر يوم 28 - 02 - 2016

الميتال والجوثك.. أنواع من الموسيقى الغربية التى انتشرت بين قطاع كبير من الشباب المصرى مؤخرًا، و التى طالتها اتهامات بارتباطها بعبدة الشيطان..
ولكن كيف نشأت تلك الأنواع من الموسيقى؟ وكيف يراها محبوها؟.. وأسباب ارتباطها بعبادة الشيطان؟ هذا ما حاولت «أكتوبر» اكتشافه فى سطور تحقيقاتها القادمة.
بداية «الميتال» كلمة ارتبطت فى الأذهان لدى البعض بأنها أصوات صاخبة مرتفعة.. ولكن فى الحقيقة أن موسيقى الميتال تجسيد للمشاعر الإنسانية بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات كالحب والكره، والهدوء والصخب، والسعادة والحزن وغيرها، وهذا يعنى أنها فن ككل الفنون المعبرة وما هى إلا ابن شرعى لموسيقى «الروك» الشهيرة المستمدة أيضًا من موسيقى «البلوز».الميتال موسيقى مثل باقى أنواع الموسيقى، فهى لغة يعبر بها الإنسان عن مشاعره وذاته ويحولها بصورة مسموعة أو مرئية، ومن هنا نشأت فكرة الغناء الصارخ فى ال Heavy metal (هيفى ميتال) ليعبر عن الانفعال والغضب والتمرد، لذا موسيقى الميتال تعبر عن تلك الانفعالات والمشاعر.. التى لا تقتصر على الصراخ فقط.. بل تعتمد على العديد من أشكال الغناء المعروفة حتى الشرقى منها..
سر مصطلح
لكن لماذا سمى هذا النوع من الموسيقى بموسيقى الميتال..؟
والحقيقة أن هناك العديد من الروايات لسبب التسمية، أشهرها سببان:
السبب الأول يرجع لرواية صدرت عام 1962م اسمها «The Soft Machine» لكاتب أمريكى شهير يدعى «وليام بوروز» حيث كان أحد شخصياتها الرئيسية مراهقا مدمنًا للمخدرات اشتهر بلقب فتى المعدن الثقيل Heavy Metal kid كإشارة لتأثير المخدرات على الإنسان فتحوله لشخص ثقيل وبارد الروح كالمعدن.. وفى عام 1967م قام أحد النقاد الموسيقيين باستخدام هذا المصطلح لوصف الحالة الموسيقية التى أبدعها عازف الجيتار الشهير Jimi Hendrix فى إحدى حفلاته الموسيقية حين قال إن جيمى كان كمن يلقى علينا أمطارا من المعدن الثقيل بألحانه وموسيقاه.
أما الرواية الأكثر مصداقية لأسباب التسمية فتعود لعازف الجيتار الشهير Tony Iommi بفرقة Black Sabbath والذى أصيب أثناء عمله بأحد مصانع الحديد فى ألمانيا ببتر إصبعين من أصابع يده اليمنى، مما يعنى نهاية حياته كعازف للجيتار. وبعد عدة محاولات فاشلة للعزف بيده اليسرى أو استخدامه أصابع من البلاستيك.. اقترح عليه أحد أصدقائه ارتداء قفاز يحتوى على أصابع معدنية، وعند قيامه بذلك واجهته مشكلة أخرى أن أصبعيه المقطوعين لا يشعران بالأوتار، ومع التدريب وجد نفسه مجبرا على العزف بالأوتار السفلية - ذات النغمة الغليظة - والتى كان وقع صوتها ولحنها باستخدام الأصابع المعدنية «قاتما ومظلما» على تعبير أحد الموسيقيين، وبدأ فى تأليف موسيقاه بتلك الطريقة التى لاقت نجاحا واسعا، ونشأ من خلالها نوع جديد من الموسيقى هو موسيقى ال Heavy Metal..
أنواع الميتال
ولموسيقى الميتال أنواع كثيرة ولكن هناك عددًا معينًا من الأنواع الرئيسية مثل باور ميتال Power Metal (ميتال القوة)، بروجريسف ميتال Progressive Metal (الميتال المتقدم)، بلاك ميتال Black Metal (الميتال الأسود)، ثراش ميتال Thrash Metal، جوثيك ميتال Gothic Metal (الميتال القوطى)، دووم ميتال Doom Metal (ميتال الهلاك)، ديث ميتال Death Metal (ميتال الموت)، ميتال كور Metalcore، سبيد ميتال Speed Metal (ميتال السرعة)، سيمفونيك ميتال Symphonic Metal (الميتال السيمفونى)، فولك ميتال Folk Metal (الميتال الشعبى)، نيو ميتال Nu Metal (الميتال الجديد).
ويتفرع من كل نوع منها فروع أخرى كثيرة تختلف عن بعضها باختلافات فنية، وكل نوع منها يمكن دمجه مع نوع آخر لينتج لنا نوعًا جديدًا مختلفًا تماماً عن هذه الأنواع الأساسية، على سبيل المثال: هناك فرقة مصرية تسمى Origin قامت بدمج موسيقى الميتال الغربية بالآلات الموسيقية الشرقية مثل الناى، فنتج نوع جديد من الميتال، يطلق عليه «الميتال الشرقى «Oriental» أو «Metal».
والفرق بين الأنواع باختصار يكون ببعض الاختلافات الفنية والتكنيكية بالدرجة الأولى مثل سرعة الإيقاع ونوع صوت المغنى، ويعتمد أيضاً نوع الميتال على سرعة إيقاع الجيتار ونغماته ونبضات الدرامز، كل هذه العوامل تؤثر على التصنيف الفنى لموسيقى الميتال..
فرق عربية وأجنبية
من أوائل الفرق التى غنت الميتال كانت Black Sabbath و Led Zeppelin و Deep Purple وكان ذلك فى أواخر الستينيات وبداية السبعينيات وبعد ذلك ظهرت العديد من الفرق العالمية التى بدأت مشوارها الموسيقى فى هذا النوع من الموسيقى.
وعلى الرغم من أن موسيقى الميتال موسيقى غربيه ولكن هناك العديد من الفرق العربيه الناجحه التى اتخذت هذه الموسيقى للتعبير عن فنها، ونجحت نجاحاً رائعاً جدًّا، ليس على المستوى العربى فقط ولكن على المستوى العالمى أيضاً مثل فرقة SCARAB من مصر وMYRATH من تونس وCHALICE OF DOOM من الأردن والعديد من الفرق من جميع البلاد العربية.. فالعالم ملىء بالعديد من فرق الميتال الشهيرة جدا والتى لها قاعده جماهيريه كبيره جدا تتعدى عشرات الملايين من المعجبين مثل فرقة Metallica و Haggard و Epica و Pantera و Savatage و Opeth و Iron Maiden والمئات من الفرق الشهيرة الأخرى.. لكل فرقة من هذه الفرق نوعها الخاص الذى يميزها عن البقية وكلماتها الخاصة فى الأغانى.
عبدة الشيطان
ولكن لماذا ارتبطت موسيقى الميتال بعبادة الشيطان؟
والحقيقة أنه لا يوجد علاقة مباشرة لموسيقى الميتال بعبادة الشيطان.. لأنه من المعروف أن طقوس عبادة الشيطان ليس لها نمط موسيقى محدد وإن أى مقطع موسيقى يخدم الحالة الخاصة بالطقوس ستكون كافية سواء كان ميتال أو ترانس أو بوب أو أيا كان..
ولكن البلاك ميتال وهو أحد أنواع موسيقى الميتال والذى يتميز بسرعة الإيقاع الموسيقى - سرعة الطبول بالتحديد - تتميز كلماته بالكتابات الشعرية التى تتحدث عن الظلام والطبيعة والجانب الشرير للإنسان وفى بعض الحالات تكون روائية لقصص أسطورية خرافية وتحوى كلمات معادية للديانات لذا بعض فرق البلاك ميتال تتخذ من إبليس الموضوع الأساسى لكلماتها لكن هذا لا يعنى أن من يستمع للبلاك ميتال يعبد الشيطان ولكن بعض الفرق تتخذ موضوع عبادة إبليس بجدية ليوصلوا فكرتهم ويوجد العديد من الأنواع الفرعية للبلاك ميتال مثل: البلاك ميتال السيمفونى، البلاك ميتال اللحنى، وبلاك ميتال/ ديث ميتال.
الجوثك
أما الجوثك فهو الفن القوطى (Gothic art) كان نوعاً من فنون العصور الوسطى تطور فى فرنسا فى وسط القرن الثانى عشر الميلادى، حيث أدى بشكل متزامن إلى تطوير العمارة القوطية أيضاً، انتشر فى جميع أرجاء أوروبا الغربية فى حين استيلائه كليا على فنون منطقة شمال الألب حينها، تاركاً بصمة واضحة على الكثير من الفنون الإيطالية الكلاسيكية. فى أواخر القرن الرابع عشر ميلادى، بدأ تطوير نمط بناء وزخرفة الفن القوطى العالمى حتى نهاية القرن الخامس عشر ميلادى. فى العديد من المناطق، وخصوصاً ألمانيا، حيث تطور الفن القوطى بشكل ممتاز فى القرن السادس عشر ميلادى قبل دخول هذا الفن كأحد من عناصر فن عصر النهضة.
وهناك لبس عند الكثيرين فى معنى مصطلح الجوثك فليس معناه الأشباح السوداء أو «الجوستيك» كما يقول البعض، والجوث له أنواع مثل industrial و Victorian..
وتوصف موسيقى الجوثك غالبا بأنها حالة من الظلام أو حالة مزاجية مظلمة وغالبا ما تستخدم كلمة "ظلام" للتعبير عن موسيقى الجوثك غالبا فى حين أنه تستخدم كلمات مثل: "الحزن والكابة و الإحباط والعاطفة" أيضا للتعبير عن موسيقى الجوثك ميتال.
ويوصف أيضًا الجوثك ميتال بأنه مزيج ما بين ظلام وكآبة الجوثك روك وما بين موسيقى الهيفى ميتال وهذا ما يصفه الكثيرون بشكل عام مع ملاحظة أن الجوثك ميتال قد تأثر تأثيرًا مباشرًا بالجوثك روك.
العالم السرى
كل هذه المعلومات لا تكفى لمعرفة من هم محبو موسيقى الميتال والجوثك ومواصفاتهم وسر عشقهم لهذا الفن المثير للجدل، عندما اخترقت هذا العالم واجهت الكثير من الانتقادات والهجوم المبرر وغير المبرر..
البداية كانت على مواقع التواصل الاجتماعى عندما يثير فضولك انتشار واسع لصفحات دعائية موجهه لمحبى الميتال والجوثك لإكسسوارات الهيد ميتال والجوثك، وهى عبارة عن ميداليات على هيئة جماجم أو عظام بأسعار تتراوح ما بين 20 وحتى 40 جنيهًا للميدالية، وتشهد إقبالًا من قبل الشباب وأعمارهم تتفاوت بين 17 عامًا حتى الأربعينيات..
حاولت الدخول بينهم لمعرفه سر عشقهم لهذا النوع من الموسيقى والتى ترجع أصولها للغرب فوجدنا دفاعًا مستميتًا عنهم من المغرمين بهذا النوع من الموسيقى وأنهم ليسوا من عبدة الشيطان ومثلهم مثل أى fans لأى مطرب آخر.. مثل المهووسين بموسيقى وأغانى عمرو دياب لذا فهم كغيرهم من الشباب ولكن عشقوا الميتال والجوثك ووجدوا أنها تعبر عنهم.. وعندما سألتهم عن سر السواد القاتم والدائم، ملابس سوداء، وجماجم وعيون تكحلت بالأسود وطلاء أظافر أسود وجماجم وتاتوهات.. أكدوا انه life style وهاجمونى بشراسه لمجرد الاستفسار عن المظهر الخارجى واعتبروا ان ذلك إهانه لهم وأنهم أناس طبيعيون ولكن يحبون أن يعيشوا الحياة بطريقتهم..
كما دافع كل محبى «الجوثك والميتال» عن معتقداتهم باستماتة لأنهم يرون فى اتجاههم لتلك الموسيقى دربًا من دروب الحرية التى كفلها لهم الدستور، على حد تعبيرهم، ويرون أنها الأنسب والأفضل فى ظل النظام العالمى الظالم السائد على وجه الأرض.
ومن خلال حديثنا مع عدد كبير من محبى الميتال والجوثك وجدت منهم الأسوياء الذين حاولوا منذ سنوات أن يستمتعوا بهذا النوع من الموسيقى مثل غيرها من أنواع الموسيقى الأخرى ولكن يقومون باختيار الأفضل من بينها بمعنى أدق الموسيقى التى تتشابه مع واقعنا العربى أما الجانب السلبى من تلك الموسيقى فتجنبوه تماما، وعلى الجانب الآخر وجدت شبابًا تأثروا بشكل كامل بتلك الموسيقى من حيث المظهر الخارجى والسلوك.. وحاصرتهم الفكرة بموسيقاها الصاخبة وكلماتها الموحية الكئيبة وانعكست على ملامحهم، وعلى ملابس سوداء كبقايا الأكفان وتصفيفة شعر كالمومياوات وعلى العنق مشانق تتطوح لانتزاع أرواحهم ومسامير الوشم تدق جلد أجسادهم كما تأثروا بأغانى وكلمات وموسيقى الغرب تماما وأخذوا منهم الجانب السلبى فقط حيث عبروا شكلا وموضوعا عن كلمات الميتال والجوثك والتى يعبر محتواها عن ازدراء الأديان وعبادة الشيطان والكفر بالمقدسات، والتحرر من عادات وتقاليد وقيم المجتمع والتخلص من الثوابت الدينية ،و العنف والجنس السادى والتعذيب وتقطيع الأيدى، والرغبة فى الموت والحزن الدائم والسعى للانتحار..
وأحدهم تحدث إلينا قائلًا: «لا فائدة فى إصلاح العالم أو تغييره، العالم سيظل كده على طول إيه فى حياتنا يدعو للتفاؤل عشان أتفاءل وأحب الحياة كل حاجة فيها تدفع للكآبة وكل شىء قبيح ومؤلم وكئيب، حروب وظلم وقتل باسم الدين والوطن».
أما جاسمين 36 عامًا متزوجة ولديها ابنة وهى واحدة من المنتمين لجماعة الجوثك وتقول عنها إنها موسيقى مثل غيرها من الأنواع الأخرى، وأنها تسمعها منذ أكثر من عشرين عاما، جاسمين مسلمه تصوم وتصلى، ولم تحب ذلك النوع من الموسيقى لأنها مريضة نفسيًا ترغب فى التخلص من حياتها كما يقال عن هؤلاء الشباب أو لأنها تعبد الشيطان أو لغيرها من الشائعات المرتبطة بموسيقى الميتال والجوثك - على حد قولها -... تقول جاسمين إن الميتال موسيقى مثل غيرها من أنواع الموسيقى الأخرى البوب وهاوس واوريانتال، لذا فالميتال نوع من الموسيقى وليس كل محب للميتال هو جوثك فالجوث هو أسلوب حياه، والجوثك هى واحدة من ضمن الأنواع الكثيرة لموسيقى الميتال.
جاسمين دافعت عن نفسها قائله إن موسيقى الميتال والجوثك بعيده كل البعد عن الشيطان وعبادته، وأكدت إن الفرق الوحيد بين الميتال والجوثك فى المظهر هو إن الجوثك يلبسون الأسود أكثر وليس كما يقال إنهم يخرجون إلى الشارع بالاكفان رغبه فى الموت، أما الميتال هيد وهو مصطلح يطلق على محبى ومستمعى موسيقى الميتال يتميزون بالملابس السوداء وعليها بندانات كثيرة.
وأكدت أن كل ما يقوم به الشباب فى تجمعاتهم وحفلاتهم هو السماع لتلك الموسيقى وليس لهم طقوس معينه كما يشاع عنهم.. أن الميتال والجوثك مثلهما مثل موسيقى المهرجانات.
ويقول ح .م أنا ميتال هيد منذ اكثر من 15 عامًا ولكن حتى الآن اغلبنا لا يستطيع التوفيق بين موسيقى الميتال وحياتنا الشرقية فالميتال قالب كبير به السلبيات والايجابيات وللأسف فى شعوبنا العربية نأخذ الجانب السلبى الهدام فقط، ولهذا فنحن بحاجه إلى فهم الميتال وأن نأخذ منه الجانب الايجابى المناسب لمجتمعنا الشرقى وأضاف أنه على الرغم من أنه ميتال هيد منذ فترة طويلة لكن بدأ فى البحث عن الجانب الايجابى لتلك الموسيقى منذ فترة قريبة بعد أن نضجت.
ويقول س .ل إن الميتال ليس لها علاقة بعبادة الشيطان فهى كانت شائعة فى التسعينيات وانتهت، وأضاف أنه مهتم بالميتال ولكن بالجانب الشرقى منها كالتى تتحدث عن الحروب أو الواقع الذى يحدث فى حياتنا أما الجانب الغربى السلبى فيتركه..
حفلات عبدة الشيطان
ومؤخرًا أعلنت نقابة الموسيقيين عن إحباط إقامة حفل ل "عبدة الشيطان" بوسط القاهرة، لمجموعة تحتوى على 4 أعضاء من جنسيات مختلفة، وقال طارق مرتضى المتحدث باسم نقابة الموسيقيين إن النقابة أحبطت إقامة حفل لعبدة الشيطان بوسط القاهرة، حيث كانت إحدى الفرق وتضم 4 أعضاء بينهم مصرى وأمريكى نظمت حفلتين بأحد البارات بوسط البلد، وكلف نقيب الموسيقيين الفنان هانى شاكر مسئولى النقابة بتتبع الحفل وإخطار السلطات بوجود شبكة دولية لعبدة الشيطان ومنع حفلاتهم فوراً.
وبعد أن أعلن نقيب الموسيقيين أنها من حفلات عبدة الشيطان, عاد لينفى بنفسه أن يكون قد حكم على الحفلات التى تم إلغاؤها مؤخرا بأنها حفلات "عبدة الشيطان".
وأوضح أنه على المستوى الشخصى لم يعجبه ما يرتديه هؤلاء الأشخاص والماكياج الذي يضعونه، بالإضافة إلى أنه لاحظ وضعهم نجمة الماسونية على ظهورهم، لكنه كنقيب للموسيقيين لم يمنع حفلاتهم بسبب كل هذا وإنما طبق القانون لعدم حصولهم على تصاريح من النقابة بإقامة تلك الحفلات.
والجدير بالذكر أن ذلك الحفل دعا إليه الفنان نادر صادق، وفرقته الموسيقية، والتى تقدم موسيقى "الميتال"، وأدت عروضا حية ناجحة فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وسويسرا وغيرها منذ عام 2007، وكانت آخر حفلاته فى 17 سبتمبر الماضى فى ساقية الصاوى.
وكانت البداية حينما دشن نادر صادق، "إيفنت" عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ودعا فيه إلى تنظيم حفل موسيقى، يجتمع فيه 4 فرق موسيقية من عازفى موسيقى "الميتال"، وأبرزهم باند INQUISITION، من الولايات المتحدة الأمريكية، ونادر صادق من مصر، وPERVERSION من الإمارات، وSMOULDERING IN FORGOTTEN من البحرين، وAL AZIF من مصر.
وخشية لتعرضهم لمضايقات أمنية على خلفية ما حدث فى التسعينيات، واتهامهم بأنهم "عبدة الشيطان"، قرر منظمو الحفل وضع موعد الحفل مخالفا للموعد الأصلى، وبالفعل تم تنظيمه يوم الجمعة الماضى, بعد أن أبلغوا المشاركين بمكان وموعد الحفل الأصلى، نافين ما تردده نقابة الموسيقيين بشأن إحباطهم لإقامة الحفل وهروب أعضاء الفرق الموسيقية، ومطاردتهم من قوات الأمن.
وتعليقا على ذلك قال المذيع يوسف الحسينى إن موسيقى الروك والميتال منتشرة في مصر منذ فترة طويلة، وهو نفسه يسمع هذا النوع من الموسيقى, وأشار إلى أن الشباب الذين يعزفون الميتال والروك ليسوا بعباد للشيطان, فتلك الموسيقى بعيدة كل البعد عن الشيطان, وأضاف موضحا أن الحفلة التى ألغتها نقابة الموسيقيين ليست إلا حفلة موسيقيه عادية ولديهم أيضا تصريح لإقامتها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.